رملٌ ... وصخر
د. سكينة العابد - الجزائر
عشق حبات الرمل التي طالما علقت بوجنتيه منذ أن بدأ يمد خطواته الأولى .. كانت الصحراء تعني له الكثير .. هي وطن كبير يحكي الحب والانتماء والامتداد
لا يعرف جمالا آخر غيرها.. صمّت الصحراء ولونها ، شمسها ودفئها ألهبت مشاعره .. فتنته حد الوله
ذاك هو ابن الصحراء وفارسها، آثار خطاه الهاربة على الرمل. ووجهه الحنطي كأنه قادم للتو من معانقة الشمس .. تحكيان ألف حكاية وحكاية ..
تراءى له -ذات يوم- جمال آخر من بعيد .. جذبه شمالا حيث الصخر ،، تراءت له مدينة تتربع على صخرة عتيقة .. عمرها بعمر العصور .. تتدثر بعبق الأساطير
ساحرة هي ، راقية، طائر أسطوري يعانق السماء ، وتنافس الهواء بهندسة عجيبة ..
استفزته .. غزت أحلامه .. طوقته وحاصرته من كل جانب حتى استسلم لها وطار على جناحي الشوق والحنين .
كانت ساحرة ..لم يقاومها .. بل طوى أرضها مشيا وتجوالا .. لا يدري حينها كم مر من الوقت، وكم مر والزمان.
بهرته كما توقع وأكثر.. فهي السحر بعينه.. وهي الجمال كله..
احتضنت عيناه كل ملامحها, هام قلبه بها، انزوى في الكثير من زواياها يلتقط الصور تلو الصور ، تخطى شوارعها الصخرية بخطى المحب، ولامس جدرانها بنشوة العاشق ، وتنفس هواءها عند كل جسر, ووادي .
تمسح بكل شبر استطاع الوصول إليه.. ونسى في غمرة نشوته حبات الرمل .. نساها ؟؟
مضى لأيام معتقدا أن قلبه قد حوى حبين لا ثالث لهما ، صخر هنا ورمل هناك .. لم يكن يدري أن طرفا ثالثا سيغير من المعادلة .. لم يكن يدري أن شيئا ما سيقاسمهما الوله؟
حب آخر اشتعل داخله، بل انتفض .. تلك العينان اللتان راقبته من بعيد .
تلك العيون ليست كالعيون ... ساحرة.. لونها يتجاذبه لون الرمل ولون الصخر معا ... لون المنتصف هي ؟
عندها فقط فهم لماذا كانت تناديه هذه المدينة ؟ لماذا كانت تغرية بالرحيل؟ لماذا كانت تطارد خياله؟
ليشد لها الرحال..
الآن فقط علم لماذا استعجلته الأقدار ليتخذ هذاالقرار ... الآن فقط تبين أن خلف أسوار المدينة حكاية كحكايات ألف ليلة وليلة..
فماذا ياترى بعد الرمل .. والصخر ... ربما... ربما أعين لا تنام ..
د. سكينة العابد (قسنطينة- الجزائر)
د. سكينة العابد - الجزائر
عشق حبات الرمل التي طالما علقت بوجنتيه منذ أن بدأ يمد خطواته الأولى .. كانت الصحراء تعني له الكثير .. هي وطن كبير يحكي الحب والانتماء والامتداد
لا يعرف جمالا آخر غيرها.. صمّت الصحراء ولونها ، شمسها ودفئها ألهبت مشاعره .. فتنته حد الوله
ذاك هو ابن الصحراء وفارسها، آثار خطاه الهاربة على الرمل. ووجهه الحنطي كأنه قادم للتو من معانقة الشمس .. تحكيان ألف حكاية وحكاية ..
تراءى له -ذات يوم- جمال آخر من بعيد .. جذبه شمالا حيث الصخر ،، تراءت له مدينة تتربع على صخرة عتيقة .. عمرها بعمر العصور .. تتدثر بعبق الأساطير
ساحرة هي ، راقية، طائر أسطوري يعانق السماء ، وتنافس الهواء بهندسة عجيبة ..
استفزته .. غزت أحلامه .. طوقته وحاصرته من كل جانب حتى استسلم لها وطار على جناحي الشوق والحنين .
كانت ساحرة ..لم يقاومها .. بل طوى أرضها مشيا وتجوالا .. لا يدري حينها كم مر من الوقت، وكم مر والزمان.
بهرته كما توقع وأكثر.. فهي السحر بعينه.. وهي الجمال كله..
احتضنت عيناه كل ملامحها, هام قلبه بها، انزوى في الكثير من زواياها يلتقط الصور تلو الصور ، تخطى شوارعها الصخرية بخطى المحب، ولامس جدرانها بنشوة العاشق ، وتنفس هواءها عند كل جسر, ووادي .
تمسح بكل شبر استطاع الوصول إليه.. ونسى في غمرة نشوته حبات الرمل .. نساها ؟؟
مضى لأيام معتقدا أن قلبه قد حوى حبين لا ثالث لهما ، صخر هنا ورمل هناك .. لم يكن يدري أن طرفا ثالثا سيغير من المعادلة .. لم يكن يدري أن شيئا ما سيقاسمهما الوله؟
حب آخر اشتعل داخله، بل انتفض .. تلك العينان اللتان راقبته من بعيد .
تلك العيون ليست كالعيون ... ساحرة.. لونها يتجاذبه لون الرمل ولون الصخر معا ... لون المنتصف هي ؟
عندها فقط فهم لماذا كانت تناديه هذه المدينة ؟ لماذا كانت تغرية بالرحيل؟ لماذا كانت تطارد خياله؟
ليشد لها الرحال..
الآن فقط علم لماذا استعجلته الأقدار ليتخذ هذاالقرار ... الآن فقط تبين أن خلف أسوار المدينة حكاية كحكايات ألف ليلة وليلة..
فماذا ياترى بعد الرمل .. والصخر ... ربما... ربما أعين لا تنام ..
د. سكينة العابد (قسنطينة- الجزائر)