الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

استقالة الحريري كإحدى تداعيات فوضى الربيع العربي بقلم: د.إبراهيم أبراش

تاريخ النشر : 2017-11-18
استقالة الحريري كإحدى تداعيات فوضى الربيع العربي  بقلم: د.إبراهيم أبراش
د/ إبراهيم أبراش
استقالة الحريري كإحدى تداعيات فوضى الربيع العربي

مع أنه يتم استحضار دول بعينها عند الحديث عما يسمى (الربيع العربي)  إلا أنه في الواقع كل الدول العربية منخرطة ومتورطة بفوضى الربيع العربي بشكل مباشر أو غير مباشر ، بحيث يمكن تصنيف الدول العربية من حيث علاقتها بفوضى الربيع العربي إلى ثلاث فئات :
1-     دول مستَهدَفة بهذه الفوضى وهي : فلسطين ،تونس ،مصر،سوريا ،ليبيا،اليمن ،والعراق .
2-    دول مشارِكة بشكل مباشر بالسلاح والدعم المالي واللوجستي لأسباب متعددة ، وخصوصا دول الخليج العربي .
3-    دول تبذل جهودا حتى تجنِب نفسها الوقوع في شراك الفوضى وتداعياتها ، المغرب ،الجزائر ،موريطانيا ،الأردن ،ولبنان .
تعتبر لبنان من الدول التي حاولت تجنيب نفسها فوضى الربيع العربي ،إلا أن الجيوبولتيك جعلها في عين العاصفة وفي هذا السياق جاءت استقالة رفيق الحريري  .
 من المعلوم أن لبنان ومنذ الاستقلال وصياغة الميثاق الوطني 1943 وبسبب تركيبته الطائفية يقوم على توازنات وتقاسم وظيفي بين الطوائف ،وتوازنات سياسية إقليمية ودولية . بالرغم من التجربة الديمقراطية الفريدة للبنان إلا أن الدول الغربية وخصوصا فرنسا كانت ضامنة التوازنات الداخلية والإقليمية التي تحافظ على استقلال لبنان وانتعاشه الاقتصادي ،إلا أنه وبعد الحرب الاهلية اللبنانية 1975 تولت دول عربية وخصوصا سوريا والمملكة السعودية هذا الدور .
دشن اتفاق الطائف 1989 الذي رعته الملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية منعطفا في المسيرة السياسية للبنان بحيث شكل ميثاقا وطنيا جديدا ، فقد جمعت السعودية الفرقاء السياسيين اللبنانيين على طاولة واحدة بعد سنوات من الاستعصاء السياسي وخمسة عشر عاما من الحرب الأهلية وأعاد ترتيب العلاقة بين الطوائف ومؤسسات الدولة وأعاد للجيش هيبته وسلطته على كامل الأراضي اللبنانية ،وضمنيا ألغى اتفاق القاهرة لعام 1969 الذي كان ينظم العلاقة بين الفلسطينيين والدولة اللبنانية ، ولكن المهم في هذا السياق أنه اعترف لسوريا بصلاحيات واسعة بما يشبه الوصاية على لبنان ،وآنذاك كانت العلاقة طيبة بين سوريا والمملكة السعودية .
منذ ذاك التاريخ أصبح للمملكة السعودية دور رئيس تجلى في دعم المملكة  لتولي رفيق الحريري الذي يحمل الجنسية السعودية رئاسة الوزراء عام 1992 ،مما أخرج لبنان نسبيا من دوامة الحرب الأهلية وحافظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان ،سواء من خلال المساعدات المالية والاستثمارات التي تُقدر بالمليارات أو من طرف رئيس الوزراء رفيق الحريري الملياردير اللبناني السعودي ،وكان هدف السعودية ضمان عدم اصطفاف لبنان لمحور إقليمي مناهض لها .
بالرغم من اغتيال رفيق الحريري بتفجير عبوة تزن ألف كيلو جرام في موكبه ، وآنذاك توجهت أصابع الاتهام لحزب الله وسوريا وتم تشكيل لجنة دولية للتحقيق أعلنت في أكتوبر 2005 عن نتائج أولية ولكنها لم تنهي عملها حتى اللحظة ، بالرغم من ذلك استمر الدعم السعودي للبنان وخصوصا بعد تولي سعد الحريري رئاسة الوزراء في نوفمبر 2009 .
اندلاع فوضى الربيع العربي عام 2011 وامتدادها لسوريا وتدهور العلاقة بين سوريا والمملكة السعودية كان لها تداعيات خطيرة على لبنان وأخل بالتوازنات والتفاهمات التي أسس لها اتفاق الطائف والذي أدخلت عليه تعديلات في اتفاق الدوحة 12 أيار 2008  ، ولم يتمكن سعد الحريري من النأي بلبنان عن المحاور الإقليمية والاستحقاقات الإكراهية لفوضى الربيع العربي .
شارك حزب الله اللبناني بشكل مباشر وقوي في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب الدولة السورية في مواجهة خصومها ومنهم السعودية ،كما انحاز حزب الله سياسيا  للحوثيين في اليمن المتحالفين مع إيران في مواجهة عسكرية شرسة مع قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ، أيضا التحالف الاستراتيجي السياسي والعقائدي بين حزب الله وإيران ، كل ذلك جعل حزب الله يتصرف وكأنه صاحب السلطة في لبنان وبيده قرار الحرب والسلم وليس بيد الحكومة أو الرئيس .
كانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما زار على أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني لبنان في الثاني من نوفمبر الجاري والتقى بالحريري وصرح بتصريحات لم يُعَقِب عليها الحريري في حينه ،اعتبرتها السعودية مستفزة لها وخصوصا أنها تزامنت مع إطلاق صواريخ من اليمن على مناطق استراتيجية في السعودية واتهمت هذه الأخيرة إيران بأنها تقف وراء العملية ، آنذاك استشاطت السعودية غضبا لأنها وجدت أن كل ما قدمت من مليارات للحريري وللبنان لم يجد نفعا وأن لبنان ينزلق نحو المحور الإيراني السوري ، وهكذا قررت معاقبة لبنان وسعد الحريري .
في اليوم التالي لزيارة المسئول الإيراني للبنان استدعت السعودية على عجل سعد الحريري ومن هناك أعلن في الرابع من نوفمبر  استقالته مما أثار ضجة كبيرة حول توقيتها ومكان الإعلان ، وهي استقالة أظهرت الحريري وكأنه وكيل أو موظف سامي للسعودية في لبنان . الاستقالة ولا شك لها علاقة بالصراع بين السعودية وإيران ، وهذا الصراع جزء من فوضى الربيع العربي ، وعليه فإن لبنان يُجر إلى فوضى الربيع العربي بغير إرادته .  
تشكل الاستقالة إعلان لنهاية اتفاق الطائف والتفاهمات والتوازنات الهشة التي تبعته ، ودخول لبنان في مرحلة صعبة سيكون فيها للتدخلات الخارجية دور أكبر من التفاهمات والتوافقات الداخلية ،واحتمال أن سعد الحريري لن يعود للبنان في المدى القريب لا كرئيس وزراء ولا كمواطن عادي ما دام لبنان غير قادر على الاستغناء عن المال السياسي الخارجي ،وقبل أن يتم فك الاشتباك والتداخل ما بين سلطة الدولة وسلطة حزب الله .

[email protected]

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف