الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ســد الـنهـضـة بـين الإقـتـصـاد والـسـياسـة بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-11-18
ســد الـنهـضـة بـين الإقـتـصـاد والـسـياسـة بقلم:حسن زايد
حـــســــــن زايـــــــــد .. يــكـتـب :

ســد الـنهـضـة بـين الإقـتـصـاد والـسـياسـة

إن اجترار ما سبق الخوض في غماره ، فيما يتعلق بإشكالية سد النهضة فيما بين مصر وأثوبيا ، لم يعد مجدياً في معالجة نتائجه حالاً أو استقبالاً . فلن يفيد القول بأن مبارك ونظامه ، قد أهملا هذا الملف ، ضمن الإهمال العام للملف الأفريقي ، حتي تم توقيع اتفاقية عنتيبي . واتفاقية عنتيبي تنص علي إعادة توزيع مياه النيل، دون النظر إلي الإتفاقيات التاريخية ، وهذا يعني عملياً عدم الإعتراف بحصة مصر التاريخية . وبدلاً من إحكام غلق باب الحديقة الخلفية للبيت المصري في أفريقيا ، تركنا الباب مفتوحاً لمن يدخلها ، للعبث بها ، وتسميم تربتها ، وحقن أشجارها بأمصال تضرب في الخلايا الجزعية لها ، بما يبدل ويغير من طبيعتها . ويسهل من استقطاب دول المنابع والحوض للتوقيع علي الإتفاقية . وبذا تم عزل مصر عن القيادة ، وحلول أثيوبيا محلها ، وإن مارست أثيوبيا طرقاً احتيالية للقفز علي الإتفاقيات التاريخية.

وقد رفض نظام مبارك التوقيع علي اتفاقية عنتيبي ، بما قد يتيح لمصر فرصة الدفع بالإتفاقيات التاريخية في مواجهة الإجراءات الأثيوبية في حالة التصعيد القانوني علي المستوي الدولي .

وقد جاءت أحداث يناير 2011م ، بعد سنوات الإسترخاء المفرط المباركية ، لتزيد الموقف المصري ضعفاً علي ضعف ، لتبدأ أثيوبيا في عمل ما عجزت عنه إبان الحقبة الناصرية ، والحقبة الساداتية ، وهو البدء في بناء السد . وبدلاً من وجود دولة قادرة علي المجابهة والردع ، لأن مؤسساتها كانت قد انهارت ، أو كُبِّلَت ، انتظاراً لانقشاع الغمة ، تحركت الدبلوماسية الشعبية ، في مشاهد مهرجانية سيركية ، متوهمة أنها ستجلب الذئب من زيله . وبدلاً من ذلك ساهمت في تدعيم استراتيجية الخداع والتمويه التي مارستها أثيوبيا ، وتنويم وخداع وتخدير الشعب المصري .

ثم أتي حكم الإخوان ، ليتبدل اسم السد ، من سد الألفية ، إلي سد النهضة ، ولا أدري ما طبيعة الرابط الموضوعي بينهما . ومشروع النهضة الإخواني هو طائر الرخ الأسطوري الذي حط علي أرض مصر في عهدهم المشؤوم . وقد حدث الإجتماع السري للغاية لمناقشة كيفية مواجهة أزمة سد النهضة ، والذي أذيع علي الهواء مباشرة ، ليكشف للرأي العام مستوي القيادات السياسية المدنية الفاعلة فيه من ناحية ، ويعطي لأثيوبيا الذريعة للتشهير بمصر ، والدعاية المضادة لها ، والترويج الدولي لبناءالسد من ناحية أخري .

وبالقطع أنه لم يعد مقبولاً ولا معقولاً إجترار الخوض في هذه الأمور إلا من الزاوية التاريخية فحسب . واجترارها الآني لن يحل المشكلة .

كما أن كلام الخبراء في مخاطر السد علي الحياة في مصر ، من تعطيش للشعب ، وتصحر للأرض ، وتجويع بسبب تقلص النشاط الزراعي ، أضحي معلوماً بالضرورة لمتخذ القرار المصري ، والعزف علي أوتارها ، يحدث تآكلاً في تماسك الجبهة الداخلية . فضلاً عن إحداثه لشوشرة قد تحدث تشويشاً علي متخذ القرار . وهذا الكلام يفتح الأبواب علي مصاريعها ، للمزايدين علي السلطة السياسية ، والمنتقصين من قدرتها وكفاءتها ، علي التعاطي مع الأزمة ، علي خلاف الحقيقة .

ولقد أصبح من المعلوم في هذا الأمر بالضرورة ، أن ملف السد ليس ملفاً تنموياً ، كما تزعم أثيوبيا ، وإنما هو ملفاً سياسياً في المقام الأول . فلو كان التعاطي مع الملف تنموياً فقط ، لما كانت هناك حاجة للمراوغة والمناورة والتسويف والتلكؤ والمماطلة والمخادعة من جانب أثيوبيا ، وكانت قد تعاطت مع المفاوضات المكوكية بالجدية المطلوبة ، علي نحو يحفظ حقوقها في التنمية ، ويحفظ لمصر الحق في عدم الإضرار بها . وأظن أن القيادة السياسية تدرك ذلك .

وأمام مصر الطريق القانوني ، الذي لا ريب أنها ستسلكه ، حال انسداد كافة السبل وانغلاق أبوابها ، لحل تلك الأزمة ، وهو طريق التحكيم الدولي في القضية . وأظن أن هناك جهات سيادية مصرية قائمة علي إعداد الملف القانوني ، من باب الإحتياط ، علي قدم وساق .

وأعتقد أن مصر أكبر من استدراجها إلي ما لا تريده ، وكذا أكبر من أن تندفع وراء دعاوي حماسية ، سواء بريئة أو غير بريئة ، أو أن تستفز بدعاوي سلبية من هنا أو هناك . فهي تعرف متي وكيف وأين تضع قدمها في الخطوة القادمة .

وقد أعلنت القيادة السياسية في أكثر من مناسبة ، أن هذه القضية بالنسبة لمصر هي قضية وجود . قضية حياة أو موت . قضية نكون أو لا نكون . وقيادة تعي الأمر علي هذا النحو ، لن تسمح بوضع ظهر مصر للحائط . فإن وصلت الأزمة إلي حد تهديد الوجود ، فلا ريب أنه سيكون هناك أمر آخر .

والكلام في المياه الجوفية ، وتحلية مياه البحر ، ومخرات السيول ، ومعالجة مياه الصرف الصحي ، وترشيد استهلاك المواطن للمياه ، هو كلام مطلوب نقله من إطار الفكر ، ودوائر اللسان ، إلي أرض الواقع ، ليس باعتبار ذلك بديلاً لمياه النيل ، وإنما باعتبارها مصادر إضافية موازية ، تغطي إلي جانب حصة مصر من مياه النيل ، معدلات النمو السكاني الراهن ، والمستقبلي ، والتوسع العمراني القائم ، اللذان يمثلان عبئاً ثقيلاً ، تنوء به الجبال .

حــســــــن زايـــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف