اليوم الموعود
خالد صادق
حالة من التذمر الشديد في الشارع الغزي الذي كان يأمل ان تحرك المصالحة الفلسطينية الأوضاع الراكدة, وتحسن من ظروفه المعيشية, فبعد النكوص والتراجع في رفع العقوبات بالتزامن في قطاع غزة, وبعد استمرار أزمة انقطاع الكهرباء, انتظر المواطنون أمس الإيفاء بوعود حكومة الوفاق الوطني بإعادة فتح معبر رفح الحدودي أمام المسافرين, وتعلقت الأنظار باليوم الموعود وهو الخامس عشر من نوفمبر, وتهيأ العديد من الطلبة والمرضى والحالات الخاصة لليوم الموعود, لكن هناك من يستكثر على الغزيين لحظة انفراجة, ويصر على التضييق على الناس رغم انه من المفترض أننا نعيش أجواء المصالحة, لكن عقيدة هؤلاء ان غزة لن يتم تطويعها وكسرها وإخضاع أهلها للسخرة إلا باستمرار العقوبات.
ما نخشاه ان يفقد الناس ثقتهم بالمصالحة بعد ان تساقطت الوعود كما تتساقط أوراق الخريف, وأن تعود العجلة بشعبنا إلى الوراء, وقد يؤدي هذا إلى حالة فقدان ثقة بطرفي المصالحة, أو على الأصح بأداء السلطة المتباطئ تماما في رفع العقوبات عن غزة, فلا يجب ان تغركم الأعداد الغفيرة من المواطنين التي خرجت في ذكرى استشهاد ياسر عرفات, والتي لم يخرجها للشارع إلا تلك الآمال المعلقة برفع الحصار عن قطاع غزة وتخفيف الأعباء, والمفاجآت التي تحدث عنها المنظمون ووعود برفع العقوبات والتي انتهت بلا شيء, بعد ان استمع المحتشدون لخطاب رئيس السلطة محمود عباس والذي انتهى بخيبة أمل كبيرة أصابت المواطنين, بعد ان تغافل الرئيس عمدا وقصدا عن التطرق لموضوع رفع العقوبات كي تصل الرسالة.
وعلى ما يبدو ان مصر وجهت دعوات رسمية لفصائل المقاومة الفلسطينية, لحضور بروتوكولي للقاهرة لأجل إقرار اتفاق المصالحة الفلسطينية, وبغرض تذليل العقبات وعدم السماح بتسرب الفشل إليها, لكن كل التوقعات توصلنا إلى ان تطبيق بنود المصالحة سيبقى بطيئا جداً, ولن يخطو خطوات واسعة في ظل الظروف التي تمر بها الآن, فتصريحات رئيس السلطة محمود عباس, ورئيس الحكومة رامي الحمدالله, والناطق الرسمي لقوات الأمن الفلسطينية عدنان الضميري, ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج, وقائد الشرطة الفلسطينية حازم عطالله وغيرهم بنزع سلاح المقاومة بحيث لا يبقى إلا سلاح «شرعي» واحد, وإيجاد حل للملف الأمني كلها تنذر بأن المصالحة تتعرض لعقبات كبيرة ولأخطار قد تؤدي إلى دخولها مرحلة تسكين عميقة.
ان المواطن الفلسطيني يشعر ان هناك سطوة للاحتلال على أداء السلطة الفلسطينية في ملف المصالحة, وأن السلطة تخشى من خطوات حقيقية لتخفيف الحصار, وستبقى المصالحة مرهونه من طرف السلطة برضا أو عدم رضا «إسرائيل», لكن أي طرف مهما كانت قوته لن يجرؤ على الإعلان عن فشل المصالحة, لأن هذا سيكون كفيلا بإشعال المحرقة في وجهه, لكننا وأمام هذا التباطؤ والتراجع عن تطبيق بنود المصالحة وتخفيف العقوبات عن الغزيين, وعدم فتح المعبر الحدودي مع مصر, نحذر من ان القادم قد يكون أصعب على الطرف الذي يعيق تنفيذ بنود المصالحة, وان الناس لن تتسامح دائما مع الطرف الباغي الذي يعطل المصالحة, وإذا كانت الفصائل الفلسطينية قد أعطت الفرصة لإنجاح المصالحة الفلسطينية, فان هذه الفرصة لن تبقى مستمرة إلى الأبد, فالفصائل الفلسطينية تعلم تماما الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية, ومحاولات الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني, والشروع في خطوات تمرير ما تسمى بصفقة القرن, التي تخدم مصالح «إسرائيل» في المنطقة, وإذا لم يجد طرفا الانقسام حلا للمضي بالمصالحة وتطبيق بنودها, فستدخل المصالحة في حالة سكون طويلة, بعد ان استنفذت كل الحلول الممكنة, كي تتفرغ لمجابهة الاحتلال والتصدي لإطماعه ومخططاته, إننا نتمنى حقا اغتنام هذه الفرصة, وتطبيق بنود المصالحة وفق اتفاقية القاهرة 2011م التي وقعت عليها كل الفصائل الفلسطينية, فلا تدعوا الشعب الفلسطيني ينتظر طويلا ذاك اليوم الموعود.
خالد صادق
حالة من التذمر الشديد في الشارع الغزي الذي كان يأمل ان تحرك المصالحة الفلسطينية الأوضاع الراكدة, وتحسن من ظروفه المعيشية, فبعد النكوص والتراجع في رفع العقوبات بالتزامن في قطاع غزة, وبعد استمرار أزمة انقطاع الكهرباء, انتظر المواطنون أمس الإيفاء بوعود حكومة الوفاق الوطني بإعادة فتح معبر رفح الحدودي أمام المسافرين, وتعلقت الأنظار باليوم الموعود وهو الخامس عشر من نوفمبر, وتهيأ العديد من الطلبة والمرضى والحالات الخاصة لليوم الموعود, لكن هناك من يستكثر على الغزيين لحظة انفراجة, ويصر على التضييق على الناس رغم انه من المفترض أننا نعيش أجواء المصالحة, لكن عقيدة هؤلاء ان غزة لن يتم تطويعها وكسرها وإخضاع أهلها للسخرة إلا باستمرار العقوبات.
ما نخشاه ان يفقد الناس ثقتهم بالمصالحة بعد ان تساقطت الوعود كما تتساقط أوراق الخريف, وأن تعود العجلة بشعبنا إلى الوراء, وقد يؤدي هذا إلى حالة فقدان ثقة بطرفي المصالحة, أو على الأصح بأداء السلطة المتباطئ تماما في رفع العقوبات عن غزة, فلا يجب ان تغركم الأعداد الغفيرة من المواطنين التي خرجت في ذكرى استشهاد ياسر عرفات, والتي لم يخرجها للشارع إلا تلك الآمال المعلقة برفع الحصار عن قطاع غزة وتخفيف الأعباء, والمفاجآت التي تحدث عنها المنظمون ووعود برفع العقوبات والتي انتهت بلا شيء, بعد ان استمع المحتشدون لخطاب رئيس السلطة محمود عباس والذي انتهى بخيبة أمل كبيرة أصابت المواطنين, بعد ان تغافل الرئيس عمدا وقصدا عن التطرق لموضوع رفع العقوبات كي تصل الرسالة.
وعلى ما يبدو ان مصر وجهت دعوات رسمية لفصائل المقاومة الفلسطينية, لحضور بروتوكولي للقاهرة لأجل إقرار اتفاق المصالحة الفلسطينية, وبغرض تذليل العقبات وعدم السماح بتسرب الفشل إليها, لكن كل التوقعات توصلنا إلى ان تطبيق بنود المصالحة سيبقى بطيئا جداً, ولن يخطو خطوات واسعة في ظل الظروف التي تمر بها الآن, فتصريحات رئيس السلطة محمود عباس, ورئيس الحكومة رامي الحمدالله, والناطق الرسمي لقوات الأمن الفلسطينية عدنان الضميري, ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج, وقائد الشرطة الفلسطينية حازم عطالله وغيرهم بنزع سلاح المقاومة بحيث لا يبقى إلا سلاح «شرعي» واحد, وإيجاد حل للملف الأمني كلها تنذر بأن المصالحة تتعرض لعقبات كبيرة ولأخطار قد تؤدي إلى دخولها مرحلة تسكين عميقة.
ان المواطن الفلسطيني يشعر ان هناك سطوة للاحتلال على أداء السلطة الفلسطينية في ملف المصالحة, وأن السلطة تخشى من خطوات حقيقية لتخفيف الحصار, وستبقى المصالحة مرهونه من طرف السلطة برضا أو عدم رضا «إسرائيل», لكن أي طرف مهما كانت قوته لن يجرؤ على الإعلان عن فشل المصالحة, لأن هذا سيكون كفيلا بإشعال المحرقة في وجهه, لكننا وأمام هذا التباطؤ والتراجع عن تطبيق بنود المصالحة وتخفيف العقوبات عن الغزيين, وعدم فتح المعبر الحدودي مع مصر, نحذر من ان القادم قد يكون أصعب على الطرف الذي يعيق تنفيذ بنود المصالحة, وان الناس لن تتسامح دائما مع الطرف الباغي الذي يعطل المصالحة, وإذا كانت الفصائل الفلسطينية قد أعطت الفرصة لإنجاح المصالحة الفلسطينية, فان هذه الفرصة لن تبقى مستمرة إلى الأبد, فالفصائل الفلسطينية تعلم تماما الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية, ومحاولات الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني, والشروع في خطوات تمرير ما تسمى بصفقة القرن, التي تخدم مصالح «إسرائيل» في المنطقة, وإذا لم يجد طرفا الانقسام حلا للمضي بالمصالحة وتطبيق بنودها, فستدخل المصالحة في حالة سكون طويلة, بعد ان استنفذت كل الحلول الممكنة, كي تتفرغ لمجابهة الاحتلال والتصدي لإطماعه ومخططاته, إننا نتمنى حقا اغتنام هذه الفرصة, وتطبيق بنود المصالحة وفق اتفاقية القاهرة 2011م التي وقعت عليها كل الفصائل الفلسطينية, فلا تدعوا الشعب الفلسطيني ينتظر طويلا ذاك اليوم الموعود.