مطر أسود يهطل على نافذة رأسي، معلناً بدء طقوسي الصباحية بتوقيت غيابك، مراسمٌ أبدؤها بذكر اسمك المداعب لتفكيري منذ رحيلك..
نوتات حزينة تخرج من بين ذراعي سمفونية تتغني برماد حضورك الهش المقيم بين حشائش السراب..
مسامات شوق تجتاح سكون الفراغ..
بين أزقة بيتٍ افترسه غيابك أتجول، لا شيئاً بقي من ورائك سوى طيف أعد له فنجان قهوته السادة، وحين يلتهم الانتظار المكان، أركن الفنجان في ركن مهجور لينتظر عودة اللاعودة..
عند كل رشفة قهوة أشتاق لعينيك، بهدوء ميت وبرود طفل أرتشفها ودموعي متناثرة على وجهها.. !!
انهض من غيبوبة الخيال وأنا أنظر إلى تلك الغرفة..
خطواتي تقترب إليها، خطوات أسابق بها دموعي وأتمرد على خوفي، وصلت الغرفة واقتربت من الصورة أكثر فأكثر..
وكأنني رأيت في وجه أبي الندي صورة مصغرة عنك .. !!
كان طيفك يُبحر في معالم وجه أبي، ارتعش قلبي وجعاً، وبردت أناملي حنيناً.. !!
في عينيه العسليتين رأيتك تنسج لي الياسمين كطوق يشهد على براءة وطهر حبنا..
غضضتُ بصري ونفضتُ فكري، هل ما آراه أبي أم أنت ؟!
أم أبي وأنت .. ؟!
يا إلهي ماذا يفعل الشوق بأصحابه .. ؟!
يا إلهي ما هذا الخراب الذي حطَّ على مدينة قلبي.. ؟!
أرجعتُ بصيرتي للصورة، نظرت إليها بدفء حزين، وبكاء سنين..
غيابك يا سيدي أولع وجع قديم في ركن منسي من روحي.. !!
ظلي يخاطبني بهمهمات مواساة، فأرد "كيف سأقوى في ظل غيابهما ؟!!"
بقي صامتاً، لا إجابة بعد..
حتى ظلي لم يستطع استيعاب ثقل الأحداث ؟!
التفتُ وراء نفسي وصرخت:دونه دونه أنا في عبث، كيف لي بدليل لجعل هذا العبث رماد وكأنه لم يكن .. ؟!
لا دليل إنها الحقيقة، الحقيقة التى لا يتوجب عليَّ نكرانها أبداً، فخيانتها مؤلمة حد خيانة الذات.. !!
نفذت طاقة عينيَّ، لا متسع للدموع فقد انتهى للتو عمر آخر دمعة.
سقطت طريحة على أرض حلمي اليتيم.. !!
على حافة الضياع، شعرت بأنني احتاج لعكاز حرفي، كي ينقذني من موت الشعور...
لكنني لم أر حرفي ولا حتى خربشاتي، رأيتُ حروفً لدرويشي، وكأن حرفه ملح زاد من التهاب وجع فقدي..
"الأحبة: هاجروا
أخذوا المكان وهاجروا، أخذوا الزمان وهاجروا
أخذوا روائحهم عن الفخار والكلأ الشحيح وهاجروا
أخذوا الكلام وهاجروا وهاجر القلب الجريح معهم "
لكن قل لي يا سيدي بعد هذا الهجر ..
ماذا أخبر نجمتي الباردة حين تسألني عن شعاع طيفك المنير لعتمتها ..!!
وبأي حق سأنظر لعين قمر أحلامي الذي ينتظر قصائدك كل مساء..
كيف لي التحدث عن شغفك مع باقات الأمل التى وهبتها لي حين صادفت عينيك المتمردتين فأصبحت معجزة زماني التي لا تتكرر..
أخبرني يا سيدي كيف لي أن أستنشق غبار مرارة غيابك الموحش مرة أخرى .. ؟!
كم هو أناني غيابك، نرجسي يحاول أن يترك بصمة خلود على مساحة صغيرة مصيرها الزوال.. ؟!
ألم تكفي طامة فراقك اللعينة التى تحاصر جميع أزمنتي، وتكتب للحزن لغته أعلى جبيني..
ألم تكفي هذه الطامة المجهولة التي ستحرق بقايا فؤادي..
دعني أتذوق طعم الوقت في حضورك الهش القوي.. ؟!
كيف غاب قلبك وعن قلبي لم يغب، كيف تركت كل شيء جميل وراء ستائر ذكرياتنا..
أي عدل هذا يا كل أشيائي.. ؟!
كيف ذهبت وأنت ملهمي الأول والأخير لكتاباتي، ماذا أقول لزرقة حبري حين تسألني عن تعاسة طفلها الحرف .. ؟!
لأجلك ينبتُ السطر الأول من القصيدة ولأجلِ غيابك يموت..
نوتات حزينة تخرج من بين ذراعي سمفونية تتغني برماد حضورك الهش المقيم بين حشائش السراب..
مسامات شوق تجتاح سكون الفراغ..
بين أزقة بيتٍ افترسه غيابك أتجول، لا شيئاً بقي من ورائك سوى طيف أعد له فنجان قهوته السادة، وحين يلتهم الانتظار المكان، أركن الفنجان في ركن مهجور لينتظر عودة اللاعودة..
عند كل رشفة قهوة أشتاق لعينيك، بهدوء ميت وبرود طفل أرتشفها ودموعي متناثرة على وجهها.. !!
انهض من غيبوبة الخيال وأنا أنظر إلى تلك الغرفة..
خطواتي تقترب إليها، خطوات أسابق بها دموعي وأتمرد على خوفي، وصلت الغرفة واقتربت من الصورة أكثر فأكثر..
وكأنني رأيت في وجه أبي الندي صورة مصغرة عنك .. !!
كان طيفك يُبحر في معالم وجه أبي، ارتعش قلبي وجعاً، وبردت أناملي حنيناً.. !!
في عينيه العسليتين رأيتك تنسج لي الياسمين كطوق يشهد على براءة وطهر حبنا..
غضضتُ بصري ونفضتُ فكري، هل ما آراه أبي أم أنت ؟!
أم أبي وأنت .. ؟!
يا إلهي ماذا يفعل الشوق بأصحابه .. ؟!
يا إلهي ما هذا الخراب الذي حطَّ على مدينة قلبي.. ؟!
أرجعتُ بصيرتي للصورة، نظرت إليها بدفء حزين، وبكاء سنين..
غيابك يا سيدي أولع وجع قديم في ركن منسي من روحي.. !!
ظلي يخاطبني بهمهمات مواساة، فأرد "كيف سأقوى في ظل غيابهما ؟!!"
بقي صامتاً، لا إجابة بعد..
حتى ظلي لم يستطع استيعاب ثقل الأحداث ؟!
التفتُ وراء نفسي وصرخت:دونه دونه أنا في عبث، كيف لي بدليل لجعل هذا العبث رماد وكأنه لم يكن .. ؟!
لا دليل إنها الحقيقة، الحقيقة التى لا يتوجب عليَّ نكرانها أبداً، فخيانتها مؤلمة حد خيانة الذات.. !!
نفذت طاقة عينيَّ، لا متسع للدموع فقد انتهى للتو عمر آخر دمعة.
سقطت طريحة على أرض حلمي اليتيم.. !!
على حافة الضياع، شعرت بأنني احتاج لعكاز حرفي، كي ينقذني من موت الشعور...
لكنني لم أر حرفي ولا حتى خربشاتي، رأيتُ حروفً لدرويشي، وكأن حرفه ملح زاد من التهاب وجع فقدي..
"الأحبة: هاجروا
أخذوا المكان وهاجروا، أخذوا الزمان وهاجروا
أخذوا روائحهم عن الفخار والكلأ الشحيح وهاجروا
أخذوا الكلام وهاجروا وهاجر القلب الجريح معهم "
لكن قل لي يا سيدي بعد هذا الهجر ..
ماذا أخبر نجمتي الباردة حين تسألني عن شعاع طيفك المنير لعتمتها ..!!
وبأي حق سأنظر لعين قمر أحلامي الذي ينتظر قصائدك كل مساء..
كيف لي التحدث عن شغفك مع باقات الأمل التى وهبتها لي حين صادفت عينيك المتمردتين فأصبحت معجزة زماني التي لا تتكرر..
أخبرني يا سيدي كيف لي أن أستنشق غبار مرارة غيابك الموحش مرة أخرى .. ؟!
كم هو أناني غيابك، نرجسي يحاول أن يترك بصمة خلود على مساحة صغيرة مصيرها الزوال.. ؟!
ألم تكفي طامة فراقك اللعينة التى تحاصر جميع أزمنتي، وتكتب للحزن لغته أعلى جبيني..
ألم تكفي هذه الطامة المجهولة التي ستحرق بقايا فؤادي..
دعني أتذوق طعم الوقت في حضورك الهش القوي.. ؟!
كيف غاب قلبك وعن قلبي لم يغب، كيف تركت كل شيء جميل وراء ستائر ذكرياتنا..
أي عدل هذا يا كل أشيائي.. ؟!
كيف ذهبت وأنت ملهمي الأول والأخير لكتاباتي، ماذا أقول لزرقة حبري حين تسألني عن تعاسة طفلها الحرف .. ؟!
لأجلك ينبتُ السطر الأول من القصيدة ولأجلِ غيابك يموت..