الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصص قصيرة جدا 12 ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2017-11-14
12 _ قصص قصيرة جدا ترجمة : حماد صبح 
(1 )
الموسيقي النابغة 
احتشد مشاهير الموسيقيين يوما في مجلس الإمبراطور أكبر للتنافس في مسابقة يفوز فيها من يوفق إلى إثارة ثور ! فعزفوا واحدا بعد الآخر موسيقا علوية النغمات رائعة دون أن يوفق أي منهم لإثارة الثور . وارتقى بربال خشبة المسرح ، وعزف موسيقا تشبه زنين البعوض وخوار البقر ، ولذهول المتسابقين أثارت موسيقاه الثور ؛ إذ أخذ يتحرك حركات نشطة حافلة بالحيوية ، وانتهت المسابقة بأن أعلن أكبر فوز بربال فيها . 
(2 )
صانع السهام والدروع 
قدم مجلسَ أكبر رجلٌ مشهور بصناعة السهام والدروع ، وقال : يا صاحب المعالي ! ما من إنسان قادر على صناعة سهام ودروع تضاهي السهام والدروع التي أصنعها . دروعي من القوة حتى إن أي شيء لا يمكنه النفاذ منها ، وسهامي حادة حتى إنها لا تعجز عن النفاذ من أي جسم .
فقال بربال مفاجئا له : مؤكد أنني قادر على بيان خطئك .
فرد الرجل : مستحيل .
فقال بربال مبتسما : ارفع أحد دروعك ، وسأخترقه بأحد سهامك !
(3) 
كل من عليها فانٍ 
ولي الإمبراطور أكبر العرش في الثالثة عشرة ، واستطاع في السنين التالية من حكمه أن يبني أعظم إمبراطورية في زمانه ، وعاش في دنيا خيالية من الفخامة ، وكنف نفسه بحاشية وافقته على كل ما قال ، وتملقته وعاملته كأنه _ والعياذ بالله _ إله ، ومن ثم فلا عجب أنه بدا أحيانا أحمق ، وتصرف كأن العالم ملكه الخاص . وفي يوم عزم بربال على وقفه عند حده ، ودفعه للتفكر في حقيقة الدنيا . ولاحظ الإمبراطور أمسية ذاك اليوم حين كان في سبيله إلى قصره ؛ حكيما تقيا راقدا في قلب حديقة القصر ، فكذب عينيه ! حكيم تقي ، غريب ، بالي الثياب في قلب حديقة قصره ؟! كيف حدث هذا ؟! يجب معاقبة الحرس عليه . ذلك ما فكر فيه الإمبراطور غاضبا غضبا عارما وهو يتجه إلى الحكيم ، ويخزه بطرف حذائه المطرز ،
ويصيح به : يا رجل ! ماذا تفعل هنا ؟! قم وانصرف فورا ! 
وفتح الحكيم عينيه ، وجلس متأنيا ، وقال في صوت يغالبه النعاس : أهذه حديقتك يا صاحب المعالي ؟!
فصاح الإمبراطور ثانية : أجل . هذه الحديقة ، وشجيرات الورد ، والنافورة الماثلة هنالك ، والفناء ، والقصر ، والقلعة ، وهذه الإمبراطورية ، كلها لي .
وقام الحكيم متأنيا ، وسأل : والنهر يا صاحب المعالي ؟! والمدينة ؟! والريف ؟! 
فأجاب الإمبراطور : أجل ، أجل ، كلها لي . انصرف من هنا !
فقال الحكيم : آه ! يا صاحب المعالي ! ولمن كانت الحديقة والقلعة والمدينة قبلك ؟!
فقال الإمبراطور : طبعا لأبي .
ورغم ما انتابه من ضيق إلا أنه أخذ يحس الاهتمام بأسئلة الحكيم ؛ لأنه كان مولعا بالمحاورات الفلسفية ، ويمكنه أن يحكم الآن من أسلوب كلام الحكيم أنه إنسان عليم .
سأله الحكيم هادئا : من كان هنا قبل أبيك ؟!
_ أبوه ، جدي ، مثلما تعلم .
فقال الحكيم : آه ! إذن هذه الحديقة ، وشجيرات الورد ، والقصر ، والقلعة لن تكون لك إلا ما دمت حيا ، وقبلك كانت لأبيك ، كلامي صحيح ؟! وبعدك ستؤول لابنك ، ثم لابن ابنك . 
فرد الإمبراطور متعجبا : أجل .
_ إذن كل إنسان يلبث هنا حينا ، ثم يمضي في سبيله ؟!
_ أجل . 
فقال الحكيم : يعني الدنيا بيت عبادة ، ولا أحد يملك بيت العبادة ، أو ظل شجرة جنب الطريق ، نتوقف لنستريح فيه وقتا قصيرا ، ثم نمضي . ودائما كان هناك ناس قبلنا ، ودائما سيأتي ناس بعدنا ، أليس كذلك ؟!
فأجابه الإمبراطور أكبر هادئا : بلى .
_ إذن حديقتك ، وقصرك ، وقلعتك ، وإمبراطوريتك ... كلها أماكن تلبث فيها بعض الوقت ، إبان حياتك ، ولن تكون لك بعد مماتك . ستموت وتخلفها لشخص آخر مثلما فعل أبوك وجدك قبل أبيك . 
فأومأ أكبر موافقا ، وقال متأنيا ، مفكرا تفكيرا جادا : ما الدنيا إلا بيت عبادة نلبث نحن _ الفانين _ فيه حينا . هذا ما تقوله لي ، أليس كذلك ؟! لن يملك أحد شيئا على هذه الأرض . كل إنسان إنْ هو إلا عابر سبيل في هذه الأرض ، مآله الموت يوما ؟! 
فأومأ الحكيم موافقا في وقار ، وانحنى أرضا ، وخلع لحيته البيضاء وعمامته الزعفرانية اللون ، وتبدلت نبرة صوته ، وقال بصوته المعتاد : مغفرة يا صاحب المعالي ! ذلك كان أسلوبي لدفعك للتفكر في ... 
فصاح الإمبراطور : بربال ! بربال ! لأنت أحكم من أي حكيم . تعال ، تعال الآن إلى المجلس ، ودعنا نوسع هذه المسألة درسا ! حتى الأباطرة ما هم إلا عابرو سبيل في هذه الدنيا ، هذا واضح . 
*موقع " قصص قصيرة جدا " الإنجليزي .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف