
مشوار حياتي
الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الخامسة: مقتل أنور السادات.. وقصيدة!
أقامت الجامعة الإسلامية بغزة ليلة الجمعة العاشر من رمضان المبارك 1401 ه مهرجاناً إسلامياً؛ بمناسبة ذكرى فتح مكة.. وقد حضرت هذا المهرجان منتظماً في رحلة أعدّها شباب خانيونس انطلاقاً من مسجد الرحمة بحي الأمل، وعلى رأسهم إمام المسجد الشيخ أحمد نمر حمدان، حيث استمعنا بالمهرجان إلى كلمات من الأخ الدكتور رياض فهمي الأغا رئيس الجامعة الإسلامية في ذلك الوقت، والأخ خليل القوقا أمين الجمعية الإسلامية، وشاهدنا مجموعة من التمثيليات الإسلامية!
29 سبتمبر/إيلول 1981
في صباح هذا اليوم المدرسي بمدرسة أحمد عبد العزيز الإعدادية، افتتحنا برنامج الإذاعة المدرسية؛ بكلمة من ناظر المدرسة المرحوم محمد إبراهيم البُرش، وتلاه الزميل المعلم نايف أبو شمّالة بكلمة ذكّر فيها ببعض النصائح والتوجيهات الطلابية.. ثم جاء دوري لأتحدث عن أهمية العلم وشرف العلماء.. وكنت قد انتقلت إلى هذه المدرسة بعد دوامي سنتين في مدرسة بني سهيلا الإعدادية البعيدة عن المدينة والسكن!
6 أكتوبر/تشرين أول 1981
صادف هذا اليوم الاحتفال بالذكرى الثامنة لمعركة السادس من أكتوبر 1973 والتي سميت بحرب البطولة والكرامة و(حرب تشرين ــ رمضان المبارك 1393ه) وتم فيها ضرب واختراق خط بارليف الوقائي الإسرائيلى، وتقدم القوات المصرية شرق قناة السويس بعمق أكثر من عشرة كيلومترات.. وأثناء العرض العسكري للقوات المصرية احتفالاً بهذه الذكرى، تم اغتيال الرئيس أنور السادات من على المنصة، على يد ضباط وجنود من ذات جيشه.. وكان المنفذ هو الضابط (خالد الإسلامبولي) الذي أعدم بعد ذلك من قبل السلطة المصرية يوم 15 أبريل/نيسان 1982.
وقد عزوا فيما بعد هذا العمل الذي سموه بالإجرامي إلى إحدى الجماعات الدينية المتطرفة! وكان الرئيس السادات قبل ذلك قد اعتقل عدداً كبيراً من الشخصيات المعارضة لاتفاقية كامب ديفد، والناقمة على سلوك الرئيس بزيارته لإسرائيل وإلقاء خطاب من على منبرها! وكان ممن اعتقل الشيخ عبد الحميد كشك إمام مسجد الملك والشيخ أحمد المحلاّوي إمام مسجد بالإسكندرية وزميله الشيخ محمود عيد إمام مسجد السلام والشيخ محمد الغزالي إمام مسجد النور بالعباسية، وكذلك الشيخ المحامي عمر التلمساني مرشد الإحوان المسلمين في ذلك الحين. وقد كتبت قصيدة بعد هذا الحدث أُمجّد فيها الفدائي الغيور خالد الإسلامبولي، قلت فيها تحت عنوان "عرفت دربك" مستخدماً تفاعيل البحر البسيط:
في زمنٍ غابت الشموس وانخسفت
كلُّ البدور ..
ولم يعُدْ يقشع الدجىْ بنورٍ
أيُّ منارٍ وقد قست قلوب!
وخُرّبت للبريئين بيوتٌ ودور!
وقال فرعون إني ربكم أحدٌ
فلا أريكم سوى ما أرتأيه أنا
عرفت دربك يا خالدُ وسط الدروب
وكان هامانُ صرحاً قد بني!
لعلَّ فرعونَ منه يبلغ السببا !
وكانت الجند راكعين لهْ .. !!
صحت الفداءُ وربِّ العرشِ قد وجبا !
خرقت صفَّ الجنود لا راكعاً
إلا لربك أطبقت الصروحَ على
رءوسهم .. قيل فادخل جنة الله قلت :
" يا ليت يعلم قومي ما أُعدّ ليا!
ربي ويخسر يوم البعث كلُّ مُريب!
عرفت دربك يا خالد نحو العلى
عرفت أي فلك ؟
تدور فيه بليلٍ طال غيهبُه
فكنت بدراً أضاء درب من قد سلك
وكنت برجاً هدى من ضلَّ كوكبُه
وكنت نجماً وأفلاك السماوات لك !
***
سهرت ليلك مشتاقاً لطيب اللقاء..
هناك.. حيث الصّحاب!
بالموت لا آبهاً بما أعدّ الجنود..
وطال ليل ارتقاب..
وبين إغفاءة المنى وقهر القيود
رأيتهم يقبلون في بياضٍ من الثياب
عليك بالبشر والعناق
وكان في فمهم نشيد
يعلو على صَخَب الجنود ..
والقفل والحبل والوثاق
يقول : للخلد يا شهيد ..
للخلدِ .. للخلد يا شهيد!
***
هذا وإن جدّ لي رأي مختلف بعد ذلك وموقف هو ضد الاغتيال السياسي والديني بصورةٍ عامة.. والله الموفق لما فيه الحق والصواب.
الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الخامسة: مقتل أنور السادات.. وقصيدة!
أقامت الجامعة الإسلامية بغزة ليلة الجمعة العاشر من رمضان المبارك 1401 ه مهرجاناً إسلامياً؛ بمناسبة ذكرى فتح مكة.. وقد حضرت هذا المهرجان منتظماً في رحلة أعدّها شباب خانيونس انطلاقاً من مسجد الرحمة بحي الأمل، وعلى رأسهم إمام المسجد الشيخ أحمد نمر حمدان، حيث استمعنا بالمهرجان إلى كلمات من الأخ الدكتور رياض فهمي الأغا رئيس الجامعة الإسلامية في ذلك الوقت، والأخ خليل القوقا أمين الجمعية الإسلامية، وشاهدنا مجموعة من التمثيليات الإسلامية!
29 سبتمبر/إيلول 1981
في صباح هذا اليوم المدرسي بمدرسة أحمد عبد العزيز الإعدادية، افتتحنا برنامج الإذاعة المدرسية؛ بكلمة من ناظر المدرسة المرحوم محمد إبراهيم البُرش، وتلاه الزميل المعلم نايف أبو شمّالة بكلمة ذكّر فيها ببعض النصائح والتوجيهات الطلابية.. ثم جاء دوري لأتحدث عن أهمية العلم وشرف العلماء.. وكنت قد انتقلت إلى هذه المدرسة بعد دوامي سنتين في مدرسة بني سهيلا الإعدادية البعيدة عن المدينة والسكن!
6 أكتوبر/تشرين أول 1981
صادف هذا اليوم الاحتفال بالذكرى الثامنة لمعركة السادس من أكتوبر 1973 والتي سميت بحرب البطولة والكرامة و(حرب تشرين ــ رمضان المبارك 1393ه) وتم فيها ضرب واختراق خط بارليف الوقائي الإسرائيلى، وتقدم القوات المصرية شرق قناة السويس بعمق أكثر من عشرة كيلومترات.. وأثناء العرض العسكري للقوات المصرية احتفالاً بهذه الذكرى، تم اغتيال الرئيس أنور السادات من على المنصة، على يد ضباط وجنود من ذات جيشه.. وكان المنفذ هو الضابط (خالد الإسلامبولي) الذي أعدم بعد ذلك من قبل السلطة المصرية يوم 15 أبريل/نيسان 1982.
وقد عزوا فيما بعد هذا العمل الذي سموه بالإجرامي إلى إحدى الجماعات الدينية المتطرفة! وكان الرئيس السادات قبل ذلك قد اعتقل عدداً كبيراً من الشخصيات المعارضة لاتفاقية كامب ديفد، والناقمة على سلوك الرئيس بزيارته لإسرائيل وإلقاء خطاب من على منبرها! وكان ممن اعتقل الشيخ عبد الحميد كشك إمام مسجد الملك والشيخ أحمد المحلاّوي إمام مسجد بالإسكندرية وزميله الشيخ محمود عيد إمام مسجد السلام والشيخ محمد الغزالي إمام مسجد النور بالعباسية، وكذلك الشيخ المحامي عمر التلمساني مرشد الإحوان المسلمين في ذلك الحين. وقد كتبت قصيدة بعد هذا الحدث أُمجّد فيها الفدائي الغيور خالد الإسلامبولي، قلت فيها تحت عنوان "عرفت دربك" مستخدماً تفاعيل البحر البسيط:
في زمنٍ غابت الشموس وانخسفت
كلُّ البدور ..
ولم يعُدْ يقشع الدجىْ بنورٍ
أيُّ منارٍ وقد قست قلوب!
وخُرّبت للبريئين بيوتٌ ودور!
وقال فرعون إني ربكم أحدٌ
فلا أريكم سوى ما أرتأيه أنا
عرفت دربك يا خالدُ وسط الدروب
وكان هامانُ صرحاً قد بني!
لعلَّ فرعونَ منه يبلغ السببا !
وكانت الجند راكعين لهْ .. !!
صحت الفداءُ وربِّ العرشِ قد وجبا !
خرقت صفَّ الجنود لا راكعاً
إلا لربك أطبقت الصروحَ على
رءوسهم .. قيل فادخل جنة الله قلت :
" يا ليت يعلم قومي ما أُعدّ ليا!
ربي ويخسر يوم البعث كلُّ مُريب!
عرفت دربك يا خالد نحو العلى
عرفت أي فلك ؟
تدور فيه بليلٍ طال غيهبُه
فكنت بدراً أضاء درب من قد سلك
وكنت برجاً هدى من ضلَّ كوكبُه
وكنت نجماً وأفلاك السماوات لك !
***
سهرت ليلك مشتاقاً لطيب اللقاء..
هناك.. حيث الصّحاب!
بالموت لا آبهاً بما أعدّ الجنود..
وطال ليل ارتقاب..
وبين إغفاءة المنى وقهر القيود
رأيتهم يقبلون في بياضٍ من الثياب
عليك بالبشر والعناق
وكان في فمهم نشيد
يعلو على صَخَب الجنود ..
والقفل والحبل والوثاق
يقول : للخلد يا شهيد ..
للخلدِ .. للخلد يا شهيد!
***
هذا وإن جدّ لي رأي مختلف بعد ذلك وموقف هو ضد الاغتيال السياسي والديني بصورةٍ عامة.. والله الموفق لما فيه الحق والصواب.