كتب: ياسر رأفت بربخ
- قتلوك ولم يُغيّبوك -
لَم تَكُن واقِعِيّاً يا أبا عمّار ، حتّى أنّك إِمتَنَعت أن تكُون خيالِيّاً ، لَم تكُن قائِداً عابِراً مَنْ بَعدك أَنْسانا إِيّاك ، ولَم تكُن مُجرّد بطل قومِي في سُطور بحثٍ تاريخي ظالم ، لَم تكُن إلا ياسر عرفات .. أنت مُرتبِط بِالأرض إِرتباط الرُّوح بِالجسد ، أنت مُرادِف لِهذا الإصطلاح المَدعُوْ "وَطَن" ، أصاب درويشنا حين وصفك بِالبطل التراجيدي ، أسطورة يا أبوعمار .
كُنت بارِعاً في نَقش اسمك على حِجارة الأَوطان كُلّها ، حتّى ذَلِك الصّبي ناعِم اليَدين قرأه فَتجرّأ على رَميه صوب دبابة كانت تَتعطّل عِند سَماع زئِيرك المُتردِّد صَداه في باحات الأمَل ، كُنت بارِعاً في لفِّ كُوفِيّتك على كُل أغصان الشّجر ، حتّى تِلك الزّيتونة التي حظَت بِمُرورك أمامها عاندت وَقوّت جُذورها وَقاومت الإِقتلاع حتى آخِر قطرة زَيْت سالت وَروَت الأَرض لِتُقاوم ثانِيةً دون مَلل ، كُنت بارِعاً في تَجسِيد بَدلتك العسكرِيّة على كُل فِدائِيّ ثائِر يُحكى أنه قد قُتِل ، ياسر الزّعيم والرّئِيس والأب والأخ والطِّفل الحالم الذي ظنّ الأغبِياء نجاتهم وَنَسوا أنًك حيٌّ فِينا لم تزل .
قائِدنا ومُعلّمنا عرفات ..
نُطَمئِنك أنّنا بِخير ، لازلنا رَغم خِيانة اللاحِقين نَستَنْشِق الأمل بِالحُريّة كُلّ صباح ، ولا زِلنا رَغْم حقارتِهم نكمُن ثورةً بِاليُمنى وبِاليُسرى سِلاح ، نُنشِد أغانِينا الثّوريّة رغْم سماعِهم "زراعة الليمون والتُّفاح" ، لازِلنا يا قائِدي نَنْثُر الوَرد على الشُّهداء ونزفُّهم ونُقيم لهم الأفراح ، لا زالت مناعتنا قوِيّة رغم مَسعاهم الدّائِم لِنكْئ الجِراح .
أخَانا الأكْبر وأَبانا أبا عمّار ..
نَمْ في سلام فَأنا وكُل إخوتِي صنادِيد كما ربّيْتنا ، ثُوّار وفِدائِيّين كما أردتَنا ، مُتشبِّثين بِأرضنا وحُقوقنا ولم نَنْسى بلدتنا الأصلِيّة كما حذّرتنا ، نمشِي كُلّنا فخر ورأسنا يُعانِق السّماء كما عوّدتنا ، حتى القُدس شُهداء يا أَبِي كما مِراراً ردّدت لنا .
سيدي الرّئِيس ..
في الذكرى الثالِثة عَشر لإستِشهادك نُجدّد العهد مع اللّٰه أولاً ومع روحك الطّاهرة ثانِياً وأخيراً أنّك باقٍ فينا ما حَيِينا ، وأن ثورتك لن تُخمد حتى النّصر ، حتى يتحقَّق حلم التّحرير ويرفع شِبل مِن أشبالِنا وزهرة من زخراتنا علم فِلسطين فوق أسوار القُدس ومآذن القُدس وكنائِس القُدس ، لِرُوحِك السّلام .
Yaser R. Barbakh
- قتلوك ولم يُغيّبوك -
لَم تَكُن واقِعِيّاً يا أبا عمّار ، حتّى أنّك إِمتَنَعت أن تكُون خيالِيّاً ، لَم تكُن قائِداً عابِراً مَنْ بَعدك أَنْسانا إِيّاك ، ولَم تكُن مُجرّد بطل قومِي في سُطور بحثٍ تاريخي ظالم ، لَم تكُن إلا ياسر عرفات .. أنت مُرتبِط بِالأرض إِرتباط الرُّوح بِالجسد ، أنت مُرادِف لِهذا الإصطلاح المَدعُوْ "وَطَن" ، أصاب درويشنا حين وصفك بِالبطل التراجيدي ، أسطورة يا أبوعمار .
كُنت بارِعاً في نَقش اسمك على حِجارة الأَوطان كُلّها ، حتّى ذَلِك الصّبي ناعِم اليَدين قرأه فَتجرّأ على رَميه صوب دبابة كانت تَتعطّل عِند سَماع زئِيرك المُتردِّد صَداه في باحات الأمَل ، كُنت بارِعاً في لفِّ كُوفِيّتك على كُل أغصان الشّجر ، حتّى تِلك الزّيتونة التي حظَت بِمُرورك أمامها عاندت وَقوّت جُذورها وَقاومت الإِقتلاع حتى آخِر قطرة زَيْت سالت وَروَت الأَرض لِتُقاوم ثانِيةً دون مَلل ، كُنت بارِعاً في تَجسِيد بَدلتك العسكرِيّة على كُل فِدائِيّ ثائِر يُحكى أنه قد قُتِل ، ياسر الزّعيم والرّئِيس والأب والأخ والطِّفل الحالم الذي ظنّ الأغبِياء نجاتهم وَنَسوا أنًك حيٌّ فِينا لم تزل .
قائِدنا ومُعلّمنا عرفات ..
نُطَمئِنك أنّنا بِخير ، لازلنا رَغم خِيانة اللاحِقين نَستَنْشِق الأمل بِالحُريّة كُلّ صباح ، ولا زِلنا رَغْم حقارتِهم نكمُن ثورةً بِاليُمنى وبِاليُسرى سِلاح ، نُنشِد أغانِينا الثّوريّة رغْم سماعِهم "زراعة الليمون والتُّفاح" ، لازِلنا يا قائِدي نَنْثُر الوَرد على الشُّهداء ونزفُّهم ونُقيم لهم الأفراح ، لا زالت مناعتنا قوِيّة رغم مَسعاهم الدّائِم لِنكْئ الجِراح .
أخَانا الأكْبر وأَبانا أبا عمّار ..
نَمْ في سلام فَأنا وكُل إخوتِي صنادِيد كما ربّيْتنا ، ثُوّار وفِدائِيّين كما أردتَنا ، مُتشبِّثين بِأرضنا وحُقوقنا ولم نَنْسى بلدتنا الأصلِيّة كما حذّرتنا ، نمشِي كُلّنا فخر ورأسنا يُعانِق السّماء كما عوّدتنا ، حتى القُدس شُهداء يا أَبِي كما مِراراً ردّدت لنا .
سيدي الرّئِيس ..
في الذكرى الثالِثة عَشر لإستِشهادك نُجدّد العهد مع اللّٰه أولاً ومع روحك الطّاهرة ثانِياً وأخيراً أنّك باقٍ فينا ما حَيِينا ، وأن ثورتك لن تُخمد حتى النّصر ، حتى يتحقَّق حلم التّحرير ويرفع شِبل مِن أشبالِنا وزهرة من زخراتنا علم فِلسطين فوق أسوار القُدس ومآذن القُدس وكنائِس القُدس ، لِرُوحِك السّلام .
Yaser R. Barbakh