الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جدلية الكائن والمكان بقلم: عبدالله حرزالله

تاريخ النشر : 2017-11-09
في يوم من الايام وفي حدث من هذا الزمان حيث اللامكان على خارطة الحياة ,كنا كغيرنا من الاسرى في سجونهم نعشق الحرية ونتوق إليها نتجرع مرارة السجن وعذاباته .. هنا في الوسط الشمالي من فلسطين في سجن جلبوع حيث الاسود الشامخه في عرينها كانت لوعة الفراق تعصر قلوبنا على فراق من نحب , ولكن دهشة اللقاء عظيمة حين إلتقينا بشرفاء الزمن الجميل , من ذهبت بهم الثورة ، الى السجن ورحم الارض هم اساطير من امثال الرجال خالد خديش "ابو العبد" احمد سعدات " ابو غسان "وجدي جودة " ابو هاني" وضاح البزرة ,رمزي عبيد ,ناصر عويص ,رياض مرشود و غيرهم الكثير كلهم تحاشوا ذاتهم وذابت روح الأنا في داخلهم والتفتوا الى مصالح شعبهم وحملوا همومه وانسونا ما يحمله السجن من قسوة وألم ومتاعب,وعذاب, وانتظار قاهر كانوا رجال بحجم اوطانهم , فقد تحول السجن إلى قلعة صلبة لا تٌأخذ إلا من الداخل ومدرسة لأجيال الثورة والمعذبين والبؤساء الذين تحولوا إلى فدائيين وقادة وأرقاماً صعبه في مواجهة الغزاة بعناد واصرار منقطع النظير فقط لانهم تسلحوا بالأرادة وبعداله القضية وفي حتمية النصر ....

إن الرائع ان تضحي في الغالي في سبيل الاثمن كلمات كان يرددها بين الحين والاخر الاسير الرفيق وجدي عزمي جودة من مدينة نابلس فلسطيني العينين والجوهر , مضى على اعتقاله احد عشر عاماً شامخ شموخ جبال اوطانه عيبال وجرزيم, شموخ العز والكبرياء . كان الحدث الابرز في لقائي معه في مطلع شهر شباط عندما اختلط التناقض المأساوي مع الواقع البائس عند حوالي الساعة الثالثه عصرا تقرع سماعة مكبر الصوت في السجن وتنبه بدخول الاسفرا " عدد السجن" اخرٌج من الكنتينة "بقالة السجن" واذهب الى الغرفة للعد في داخلها ورأيت رفاقي يرسمون ملامح الامل المنشود في الحرية ليس حرية الخلاص الفردي بلّ حرية خلاص الشعب من نيرّ الإحتلال حرية الارض والانسان , كان وجدي متكئ على فراشه يقرأ اخبار محلية وعربية على صفحات جريدة القدس العربي , جلست انتظر مجيئ السجان لكي يعدنا يمر الوقت والعدد لم يدخل الى الفورة "ساحة السجن" اصبحنا نتذمر انتظار مجيئ السجان وتأخره , وبدأ الزهق يتسلل داخلنا والملل يخيم على جو الغرفة دون جدوى ومعرفة سبب تأخر السجان , ذهب وجدي بإتجاه باب الغرفه واخذ ينظر بإتجاه اليومان "باب القسم " لكن لا احد هناك من ادارة السجن"الشباص" وبدأ وجدي الحديث مع الرفاق يقول لهم بصوته الخافت على ما يبدو طرأ حدث او مشلكة في احد الاقسام ولهذا تأخر دخول العدد ولم ينهي وجدي كلامه إلا وقامت ادارة السجن بتشغيل الزعاقه المركزية بداخل السجن في ما يسمى الترجيل اي"الاستنفار والطوارئ" وهاذا في دليل بأنه سيطول اغلاق القسم ريثما حل المشكلة التي قد وقعت في احد الاقسام ذهب وجدي الى باب الغرفة يتأمل منظر الساحه من خلف الباب وإذ بعصافير تنزل عند الباب , عصافير بدت عليها انها مذعورة وجائعه اخذ وجدي بيده حفنة من الأرز وبدأ ينثر حبات الرز على الارض من خلال طاقة الاشناف "فتحة في الباب" وزادت الطيور في التجمع امام الغرفة وما زال وجدي ينعف بحبات الرز وفتات الخبز امام الباب وكان المنظر اكثر من رائع وانا امعن بِنظَر الى وجدي الانسان وللعصافير الجائعه , شعرت أن صمتي أجمل من أن أكسره لأقول شيئاً ما, لانه ينسجم بما ارى تماماً ولكن هنا بدأ التناقض والجدل فيما رأيت لان المشهد اشبه بفانتازيا تُنبش الذاكرة بطفولتنا المُرهقة عندما كنا نضع العصافير ونربيها في قفص حدّيدي ونقدم لها الطعام. ما رأيته الان هو تبادل المواقع والامكنه بوجودنا نحن في قفص اسمنتي يسمى الغرفه والعصافير خارج هذا القفص مع البقاء على وظيفة اطعام الطير في أحلك الاوقات والظروف , انسانيه وجدي تطغي على عنفوانه الهائج والثوري فما اجمل الانسان ان يكون انسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,وجدي استمر يطعم العصافير وانا في هذيان من التفكير بهذه السواعد التي كانت تكدح وتعمل في الامس البعيد وتحمل البندقيه في وجه الغاصبين وما زالت تعطي فائض خيرها حتى للعصافير .!! امعن التفكير ايضاً ما الذي جلب هذه الطيور الى هاذا المكان وما عجب هاذا التناقض الغريب , المعروف عن العصافير والحمام انها ترمز للحب والسلام والحريه وهاذا المكان خالي من الثلاث مكان خارج عالم ومنطق الحياة هي عصافير بددت قيم الحرية ومعانيها في داخل الاسر ... فجأة يخرج من السماعه صوت الانتهاء من الترجيل "الاستنفار" وتتفتح الابواب للخروج الى الفورة "الساحة" تنصلت من ذاكرتي الطفوليه وخرجت الى مكان عملي في الكنتين وراح وجدي يجول ويمشي واثق الخطى مع اخوانه الاسرى في ساحة السجن بعكس عقارب الساعة وكأنهم يريدوا ان يتمردوا على الزمن والوقت والقيد واسوار السجن .. أي رجال هؤلاء.؟ ركزت في سير هؤلاء الابطال وجدت وراء كل عظيم مصائب ومحن تهتز لها الجبّال , فكما كان يقول الرفيق وجدي في بيت الشعر المفضل له " لا تحسبن المجد تمرا انت آكله...لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر " هنا جلست ألملم افكاري في مخيلتي وارتب حروفي التي عانقت المجد ليس لشيئ لانها فقط ذكرت رجال من امثال خالد خديش , وجدي جودة , أحمد سعدات .

سجلن جلبوع المركزي - قسم 5
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف