
البلاغة في خطاب الشهيد ( أبو عمار)
كلمات لامست قلوب الشعب الفلسطيني، ونسجت حكاية صموده، وتطلعه إلى الحرية من خلال تمسكه بالثوابت التي نذر نفسه، رحمه الله ، دفاعاً عنها، وبقراءة متأنية في أسلوبية خطابه، نجده يوظف جملاً مختصرة جامعة مانعة، ولعل خطابه الذي وجه إلى اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر كان في بلاغته ودقته يتجلى في ثلاث كلمات لكنها تحمل في طياتها مجلدات، عندما خاطبه قائلاً: لا تنس فلسطين ، بحبر دمه، وأما خطبته العصماء التي صدح بها من أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد كانت الصورة الفنية عنوانها وبيدرها الخصب، حينما راح يقول: لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، كلمات لا يزال الشعب الفلسطيني يعدها مصنفات على رفوف في الأدمغة، فهو إن رحل فستبقى هذه الكلمات محفورة في أذهان الأجيال التي تتعاقب، وتدحض مقولة : الكبار يموتون، والصغار ينسون، وقد عبر عنها بأسلوب بلاغي رائع عندما عالج الأسطورة الكنعانية التي وسمت بالفنيق، وقد كان ،رحمه الله، يلهج بها في معرض خطاباته عندما يشتد الخطب، ويحتاج إلى شحذ الهمم، وما أسطورة الفنيق إلا طائر أسطوري ينبعث من الرمــــاد فيعود طائرا" حرا" محلقا" في السماء ويعود الى وطنــــه ..هو أسطورة كنعانية أستخدمها الاخ القائد أبو عمار للتعبير عن قدرة الثورة الفلسطينية .
أي قدرة الفلسطيني على البقاء ، وهو مؤمن بأن القادم أفضل، وأن الآمال تتوالد من رحم الآلام ، وأن هذا الطائر الذي يرمز إلى الشعب بأجياله يوحي بذلك، فما أن يشيخ هذا الطائر ويدفن نفسه في الرمال التي هي كناية عن الدمار والخراب، حتى يبعث من جديد في جيل طائر جديد ، يوحي بالأمل ويبشر بغد أفضل.
ولما كان الأدب صورة الحياة فتلك الجمل التي خلدها لنا القائد الفذ الذي درس الهندسة المدنية وتخرج من جامعة الملك فؤاد، القاهرة اليوم، نبراس نهتدي بها، فهو السراج الذي نستقطر من زيته لمصابيحنا ، فقد درس الهندسة لعشقه لهندسة الوطن، وعلى الرغم من الجراح النازفة إلا أنه استطاع بحنكته أن يرقأ جزءاً منها تاركاً لطائر الفنيق الفرخ أن يكمل المشوار، ويسلم لغيره ، حتى تشرق شمس العدالة على ربى فلسطين، وقد نهج أبناؤه نهج قائدهم، عندما ابتنوا مدينة الشمس ، وأطلقوا عليها باب الشمس محاكاة لرواية بشارة الخوري في باب الشمس، ولم يبتعد بشارة الخوري عن غسان كنفاني في القنديل الصغير ، عندما أراد أن يدخل الشمس إلى القصر، رامزاً للعدالة الإنسانية التي حرم وحرمنا منها.
وبهذا يكون قائدنا الشهيد (أبو عمار) قد وظف البلاغة في تعريفها الشامل القائم على عبارة مختصرة اتفقت مع كلامه، في أنها ما قل ودل ، وهذه من أساليب العظماء في الأمة الذين تركوا بصمة للأجيال القادمة وطغرة في جبهة نضالهم مع كرور الأزمان، ويبقى الأمل معقوداً على عاتق من سيحرر هذه الأرض السليبة من نير الاحتلال، وتعلو راية يرفعها وفق جملة بلاغية له ينهي بها حكاية هذا الوطن بتحرره ،قائلاً:
" سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين ، فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومآذن القدس ، يرونها بعيدة ونراها قريبة وانا لصادقون "
كلمات لامست قلوب الشعب الفلسطيني، ونسجت حكاية صموده، وتطلعه إلى الحرية من خلال تمسكه بالثوابت التي نذر نفسه، رحمه الله ، دفاعاً عنها، وبقراءة متأنية في أسلوبية خطابه، نجده يوظف جملاً مختصرة جامعة مانعة، ولعل خطابه الذي وجه إلى اللواء محمد نجيب أول رئيس لمصر كان في بلاغته ودقته يتجلى في ثلاث كلمات لكنها تحمل في طياتها مجلدات، عندما خاطبه قائلاً: لا تنس فلسطين ، بحبر دمه، وأما خطبته العصماء التي صدح بها من أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد كانت الصورة الفنية عنوانها وبيدرها الخصب، حينما راح يقول: لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، كلمات لا يزال الشعب الفلسطيني يعدها مصنفات على رفوف في الأدمغة، فهو إن رحل فستبقى هذه الكلمات محفورة في أذهان الأجيال التي تتعاقب، وتدحض مقولة : الكبار يموتون، والصغار ينسون، وقد عبر عنها بأسلوب بلاغي رائع عندما عالج الأسطورة الكنعانية التي وسمت بالفنيق، وقد كان ،رحمه الله، يلهج بها في معرض خطاباته عندما يشتد الخطب، ويحتاج إلى شحذ الهمم، وما أسطورة الفنيق إلا طائر أسطوري ينبعث من الرمــــاد فيعود طائرا" حرا" محلقا" في السماء ويعود الى وطنــــه ..هو أسطورة كنعانية أستخدمها الاخ القائد أبو عمار للتعبير عن قدرة الثورة الفلسطينية .
أي قدرة الفلسطيني على البقاء ، وهو مؤمن بأن القادم أفضل، وأن الآمال تتوالد من رحم الآلام ، وأن هذا الطائر الذي يرمز إلى الشعب بأجياله يوحي بذلك، فما أن يشيخ هذا الطائر ويدفن نفسه في الرمال التي هي كناية عن الدمار والخراب، حتى يبعث من جديد في جيل طائر جديد ، يوحي بالأمل ويبشر بغد أفضل.
ولما كان الأدب صورة الحياة فتلك الجمل التي خلدها لنا القائد الفذ الذي درس الهندسة المدنية وتخرج من جامعة الملك فؤاد، القاهرة اليوم، نبراس نهتدي بها، فهو السراج الذي نستقطر من زيته لمصابيحنا ، فقد درس الهندسة لعشقه لهندسة الوطن، وعلى الرغم من الجراح النازفة إلا أنه استطاع بحنكته أن يرقأ جزءاً منها تاركاً لطائر الفنيق الفرخ أن يكمل المشوار، ويسلم لغيره ، حتى تشرق شمس العدالة على ربى فلسطين، وقد نهج أبناؤه نهج قائدهم، عندما ابتنوا مدينة الشمس ، وأطلقوا عليها باب الشمس محاكاة لرواية بشارة الخوري في باب الشمس، ولم يبتعد بشارة الخوري عن غسان كنفاني في القنديل الصغير ، عندما أراد أن يدخل الشمس إلى القصر، رامزاً للعدالة الإنسانية التي حرم وحرمنا منها.
وبهذا يكون قائدنا الشهيد (أبو عمار) قد وظف البلاغة في تعريفها الشامل القائم على عبارة مختصرة اتفقت مع كلامه، في أنها ما قل ودل ، وهذه من أساليب العظماء في الأمة الذين تركوا بصمة للأجيال القادمة وطغرة في جبهة نضالهم مع كرور الأزمان، ويبقى الأمل معقوداً على عاتق من سيحرر هذه الأرض السليبة من نير الاحتلال، وتعلو راية يرفعها وفق جملة بلاغية له ينهي بها حكاية هذا الوطن بتحرره ،قائلاً:
" سيأتي يوم ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين ، فوق أسوار القدس وكنائس القدس ومآذن القدس ، يرونها بعيدة ونراها قريبة وانا لصادقون "