
أنا متشائل من الأيام القادمة ...
في الحقيقة أنا في حيرةٍ من أمري تجعلني مرتبكاً بعض الشيء حين ألتفت الى دول الغرب كيف توحّدهم عملةٌ واحدة و تربطهم حدود مشتركة و يتنقلون داخل إتحادهم بسهولة و حريّة تامة فأشعر بالتفائل و بريق الأمل أنه من الممكن أن نصبح مثلهم في يوم من الأيام وحين ألتفت الى عالمنا العربي أشعر بالتشائم عندما أفتح التلفاز على قناة إخبارية عربية لمدة خمس دقائق لا أكثر فأرى الأخبار العاجلة و حجم الدمار و أعداد القتلى و الطائرات تقصف الأحياء المدنية و الفتن تعج بالبلاد العربية كألسنة اللهب التي لا تنطفئ فأكره عروبتي في تلك اللحظة و أندب حظي على أني ولدت هنا لذلك نحن نعيش حالة من التشائل لأننا لا نعرف حجم المفاجأة القادمة هل ستقضي على التشائم الذي بداخلنا أم ستقضي علينا ..!
بعد الربيع العربي الذي في الأصل لم يكن ربيعاً و لم يكن عربياً تسونامي يضرب عواصم المال في الخليج العربي و فصل شتاء شديد البرودة سيمطر حجارة من سجيل نسأل الله أن يحمي جميع بلاد المسلمين لكن على ما يبدو فقد سحب فتيل القنبلة و سنسمع صوت الانفجار قريباٌ لكن لا ندري متى؟ و أين؟ فكرة اللهب اشتعلت و الحرب الطائفية الدينية تدق ناقوس الخطر و هذا الذي لم يكن يحمد عقباه ...
الحلم أصبح كابوساً لكل من أراد ربيعاً تزهر به أوراق المستقبل لأن التخطيط كان ماكراً و مدروس بدقة لتمزيق هذه الأمة و تفتيتها و اللعب على وتر الحرب الطائفية و تدمير الثقافة الدينية و الحضارة العربية فقد تم ذبح العربي على يد العربي بتمويل عربي و تخطيط امريكي صهيوني و هم اساتذة في دق الأسافين و إشعال نيران الفتن بين بعضنا البعض ...
المشهد معقد الى أبعد الحدود و المد الإيراني يكاد يسيطر على اربع عواصم عربية و تقول بتباهي هل من مزيد !!! السعودية تحاول انشاء حائط صد أو ناتو عربي بتحالفات جديدة و ليس هناك سوى خيارين لا ثالث لهما إما أن تكون مع السعودية في نفس الخندق أو تكون ضد إيران فالخلاف بدأ يظهر الى العلن شيئاً فشيئاً فداعش لم يعد لها وجود تقريباً لكن حقل الالغام الذي خلفته مازالت اثاره تعصف في الوطن و العربي و حروب الإنابة قد ولّى زمانها و لكن يبقى الصراع المستمر هو صراع البقاء ما بين الامبراطوريات و الدول و السيطرة على النفوذ ...
لذلك تفاجأنا قبل عدة أيام من الليالي المرعبة و الاجراءات الصارمة التي حدثت في السعودية بين عشية و ضحاها من محاربة للفساد و اعتقالات و استقالات لشخصيات بارزة في العائلة الحاكمة و الاوساط السياسية فالأمير محمد بن سلمان نجح في أن يتقلد زمام الأمور في وقت قياسي جداً لدولة عميقة مثل السعودية و استطاع ان يحكم قبضته على امبراطوريات المال و الاعلام و السياسة بالاضافة الى قرار السلم و الحرب فهو لا يريد ان ينشغل في خلافات داخلية و يسعى الى ان لا يكون هناك اصوات تخالف رأيه متمنين بذلك أن تكون قراراته و خطواته التي اتخذها و سيتخذها صائبة و تصب في مصلحة السعودية...
عانت هذه المنطة منذ القدم من الاستعمار الانجليزي و الفرنسي سايكس و بيكو وكيفية تقسيم الوطن العربي و رسم حدوده و مازالنا حتى اللحظة نعاني من اثار مخطط برنارد لويس لتقسيم الشرق الاوسط الذي نجني ثماره حاليا فهو لم يكتفي بالتقسيم فقط بل لأننا شعوب فاسدون مفسدون و فوضويون على حد قوله حرفياً بلغته العنصرية الفجّة و أننا بحاجة الى تحضير ولا يتم ذلك الا بإعادة احتلالنا و تدمير ثقافتنا الدينية و حضارتنا العربية ...
و اليوم العالم العربي ينحدر نحو التفكك بشكل حتمي و الأمة العربية تطلق الرصاص على قدميها و تعيق مسيرة تقدمها فهذه الحروب التى تسعَّر نيرانها ضد ايران من قبل اميركا و اسرائيل ما هي الا استنزاف للعرب و قدراتهم و مواردهم و ثرواتهم و جيوشهم و في نهاية المطاف لن ينجو أحد من البلاء ...
الجانب الاكبر لتجنب هذه الحروب يقع على عاتق الناطقين بإسم السماء الزعماء الروحين مشايخ السنة و الشيعة فيجب تغير الخطاب الديني و يجب التوقف عن توجيه سيل الاتهامات من الطرفين لبعضهم البعض فالمليارات التي تنفق على الحروب من الافضل ان تستثمر في بناء الانسان العربي و في بناء الاوطان و انشاء صروح العلم حتى نحيا بسلام و أمان مثلنا كباقي شعوب الارض ...
فهذه المنطقة قد ظلمت و لا تستحق المزيد بل تستحق الأفضل فهي أرض الرسل و الأنبياء وهي التي صدرت موجات العلم و الحضارة التى أنارت أوروبا المظلمة في العصور القديمة و كل ما نريده هو أن تعيدوا لنا أوطاننا التي سلبت أعيدوا لنا ذكريات الطفولة التى بقيت محفورة في ذاكرتنا أعيدوا السعادة لليمن والخضار لتونس والعزم للأردن و الرافدين للعراق و القدس لفلسطين و الأرز للبنان و الياسمين للشام والعروبة للسعودية والأمومة لمصرحتى تبقى أم الدنيا كما عهدناها أعيدوا لنا ماضينا المشرق لنبني حاضرنا و مستقبلنا الواعد حتى نبني جسور الأمل فوق أنهار اليأس و ننهض بأوطاننا الى قمم الجبال فالهمم الشابة و العزيمة و الإصرار تبني الأمم إن شاءالله ...
سيبقى صوت ألحاني يردد بلاد العرب أوطاني و كل العرب إخواني ...
بلاد العرب أوطاني و كل العرب إخواني ...
في الحقيقة أنا في حيرةٍ من أمري تجعلني مرتبكاً بعض الشيء حين ألتفت الى دول الغرب كيف توحّدهم عملةٌ واحدة و تربطهم حدود مشتركة و يتنقلون داخل إتحادهم بسهولة و حريّة تامة فأشعر بالتفائل و بريق الأمل أنه من الممكن أن نصبح مثلهم في يوم من الأيام وحين ألتفت الى عالمنا العربي أشعر بالتشائم عندما أفتح التلفاز على قناة إخبارية عربية لمدة خمس دقائق لا أكثر فأرى الأخبار العاجلة و حجم الدمار و أعداد القتلى و الطائرات تقصف الأحياء المدنية و الفتن تعج بالبلاد العربية كألسنة اللهب التي لا تنطفئ فأكره عروبتي في تلك اللحظة و أندب حظي على أني ولدت هنا لذلك نحن نعيش حالة من التشائل لأننا لا نعرف حجم المفاجأة القادمة هل ستقضي على التشائم الذي بداخلنا أم ستقضي علينا ..!
بعد الربيع العربي الذي في الأصل لم يكن ربيعاً و لم يكن عربياً تسونامي يضرب عواصم المال في الخليج العربي و فصل شتاء شديد البرودة سيمطر حجارة من سجيل نسأل الله أن يحمي جميع بلاد المسلمين لكن على ما يبدو فقد سحب فتيل القنبلة و سنسمع صوت الانفجار قريباٌ لكن لا ندري متى؟ و أين؟ فكرة اللهب اشتعلت و الحرب الطائفية الدينية تدق ناقوس الخطر و هذا الذي لم يكن يحمد عقباه ...
الحلم أصبح كابوساً لكل من أراد ربيعاً تزهر به أوراق المستقبل لأن التخطيط كان ماكراً و مدروس بدقة لتمزيق هذه الأمة و تفتيتها و اللعب على وتر الحرب الطائفية و تدمير الثقافة الدينية و الحضارة العربية فقد تم ذبح العربي على يد العربي بتمويل عربي و تخطيط امريكي صهيوني و هم اساتذة في دق الأسافين و إشعال نيران الفتن بين بعضنا البعض ...
المشهد معقد الى أبعد الحدود و المد الإيراني يكاد يسيطر على اربع عواصم عربية و تقول بتباهي هل من مزيد !!! السعودية تحاول انشاء حائط صد أو ناتو عربي بتحالفات جديدة و ليس هناك سوى خيارين لا ثالث لهما إما أن تكون مع السعودية في نفس الخندق أو تكون ضد إيران فالخلاف بدأ يظهر الى العلن شيئاً فشيئاً فداعش لم يعد لها وجود تقريباً لكن حقل الالغام الذي خلفته مازالت اثاره تعصف في الوطن و العربي و حروب الإنابة قد ولّى زمانها و لكن يبقى الصراع المستمر هو صراع البقاء ما بين الامبراطوريات و الدول و السيطرة على النفوذ ...
لذلك تفاجأنا قبل عدة أيام من الليالي المرعبة و الاجراءات الصارمة التي حدثت في السعودية بين عشية و ضحاها من محاربة للفساد و اعتقالات و استقالات لشخصيات بارزة في العائلة الحاكمة و الاوساط السياسية فالأمير محمد بن سلمان نجح في أن يتقلد زمام الأمور في وقت قياسي جداً لدولة عميقة مثل السعودية و استطاع ان يحكم قبضته على امبراطوريات المال و الاعلام و السياسة بالاضافة الى قرار السلم و الحرب فهو لا يريد ان ينشغل في خلافات داخلية و يسعى الى ان لا يكون هناك اصوات تخالف رأيه متمنين بذلك أن تكون قراراته و خطواته التي اتخذها و سيتخذها صائبة و تصب في مصلحة السعودية...
عانت هذه المنطة منذ القدم من الاستعمار الانجليزي و الفرنسي سايكس و بيكو وكيفية تقسيم الوطن العربي و رسم حدوده و مازالنا حتى اللحظة نعاني من اثار مخطط برنارد لويس لتقسيم الشرق الاوسط الذي نجني ثماره حاليا فهو لم يكتفي بالتقسيم فقط بل لأننا شعوب فاسدون مفسدون و فوضويون على حد قوله حرفياً بلغته العنصرية الفجّة و أننا بحاجة الى تحضير ولا يتم ذلك الا بإعادة احتلالنا و تدمير ثقافتنا الدينية و حضارتنا العربية ...
و اليوم العالم العربي ينحدر نحو التفكك بشكل حتمي و الأمة العربية تطلق الرصاص على قدميها و تعيق مسيرة تقدمها فهذه الحروب التى تسعَّر نيرانها ضد ايران من قبل اميركا و اسرائيل ما هي الا استنزاف للعرب و قدراتهم و مواردهم و ثرواتهم و جيوشهم و في نهاية المطاف لن ينجو أحد من البلاء ...
الجانب الاكبر لتجنب هذه الحروب يقع على عاتق الناطقين بإسم السماء الزعماء الروحين مشايخ السنة و الشيعة فيجب تغير الخطاب الديني و يجب التوقف عن توجيه سيل الاتهامات من الطرفين لبعضهم البعض فالمليارات التي تنفق على الحروب من الافضل ان تستثمر في بناء الانسان العربي و في بناء الاوطان و انشاء صروح العلم حتى نحيا بسلام و أمان مثلنا كباقي شعوب الارض ...
فهذه المنطقة قد ظلمت و لا تستحق المزيد بل تستحق الأفضل فهي أرض الرسل و الأنبياء وهي التي صدرت موجات العلم و الحضارة التى أنارت أوروبا المظلمة في العصور القديمة و كل ما نريده هو أن تعيدوا لنا أوطاننا التي سلبت أعيدوا لنا ذكريات الطفولة التى بقيت محفورة في ذاكرتنا أعيدوا السعادة لليمن والخضار لتونس والعزم للأردن و الرافدين للعراق و القدس لفلسطين و الأرز للبنان و الياسمين للشام والعروبة للسعودية والأمومة لمصرحتى تبقى أم الدنيا كما عهدناها أعيدوا لنا ماضينا المشرق لنبني حاضرنا و مستقبلنا الواعد حتى نبني جسور الأمل فوق أنهار اليأس و ننهض بأوطاننا الى قمم الجبال فالهمم الشابة و العزيمة و الإصرار تبني الأمم إن شاءالله ...
سيبقى صوت ألحاني يردد بلاد العرب أوطاني و كل العرب إخواني ...
بلاد العرب أوطاني و كل العرب إخواني ...