الإصلاح بين الرؤية والعبثية والتقليد
بقلم د. معاذ إشتية / جامعة الاستقلال
إننا نقرأ في تجارب الإصلاح في كثير من الدول الغربية والشرقية التي حققت إنجازات منحتها صفة التقدم والتطور ، لكننا نجهل أو نتجاهل أن تقدمهم وتطورهم تأسس على تحديث منظومات تسهم في بناء العقل والإنسان على المستوى الثقافي والفكري ، فالإنسان كان وما زال ثروتهم قولا وفعلا ، وبه ومن أجله طوّروا وحسنوا وبنوا .
و إن كل المحاولات الرامية إلى التطوير والتحديث والإصلاح في مجتمعاتنا العربية ما هي إلا محاولات تسعى إلى تمثل تجارب الغرب ومحاكاتها ، وهي تذكرني بقصة الغراب الذي حاول أن يحاكي الحمامة في مشيتها ، لكنه ، نسي مشيته ولم يبق على مشية الحمامة ! وأصبح يصدق عليه قول القائل :
فلا أنا مردود بما جئت طالبا ولا حبها فيما يبيد يبيد .
وقد سار الإصلاح في بلداننا في اتجاهين ؛ الثورات الخشنة والانقلابات الناعمة ، وقد حملت الثورات الخشنة مسميات كان آخرها (الربيع العربي ) الذي بدا يضحي بالإنجازات التنموية ويسير في أيدلوجيات عبثية تنطلق من سياسة الأرض اليباب ، عبر القتل والتشريد والهدم والتدمير تحت عناوين تأخذ أبعادا دينية ومنطلقات فلسفية وتنطلق من فتاوى أشباه المثقفين .
أما الانقلابات الناعمة فسارت في اتجاه سحب البساط من تحت أرجل المتنفذين عبر محاصرتهم وسجنهم ، وفرض الإقامة الجبرية عليهم ،ومصادرة أموالهم تحت عناوين الفساد والتلاعب بحياة الناس وقوت عيشهم .
والحقيقة ، أننا نؤمن بالإصلاح ، ونرى فيه مطلبا شعبيا وجماهيريا قبل أن يكون مطلبا دوليا أو وصفة خارجية نجبر على الأخذ بها ، فأي إصلاح ذلك الذي يكون بتغيير الأشخاص . بعيدا عن إصلاح المنظومات التربوية والتعليمية والصحية والاقتصادية و السياسية .... وغيرها
إن الذين يؤمنون أن الإصلاح يبدأ بتغيير الأشخاص والانقلاب عليهم ينطلقون من منطق تغيير الرأس في سبيل علاج الجسد ، والسؤال : ماذا يفعل الرأس إذا كان المرض يستشري في الجسد الذي يحمله ؟! إن كل محاولة للإصلاح يجب أن تبدأ بإصلاح الكون الصغير الذي نعيش فيه ألا وهو الأسرة ، نعم الأسرة هي المصنع الذي ينتج الأجيال بالتعاون مع المنظومات المجتمعية والتربوية والتعليمية الأخرى .
لقد نجحت كثير من الانقلابات لكن نجاحها بات شكليا ؛ لإن النجاح يحتاج إلى جيل منتم واع يحمل لواءه ، ويستثمره ، وإلا سيعود كل شيء إلى سابق عهده إن لم يكن إلى الأسوأ وهذا ما جعل الكثيرين يبكون على الأيام الخوالي ، ويرون أنفسهم ضحايا لثورات تفتقر للتخطيط والوعي !
بقلم د. معاذ إشتية / جامعة الاستقلال
إننا نقرأ في تجارب الإصلاح في كثير من الدول الغربية والشرقية التي حققت إنجازات منحتها صفة التقدم والتطور ، لكننا نجهل أو نتجاهل أن تقدمهم وتطورهم تأسس على تحديث منظومات تسهم في بناء العقل والإنسان على المستوى الثقافي والفكري ، فالإنسان كان وما زال ثروتهم قولا وفعلا ، وبه ومن أجله طوّروا وحسنوا وبنوا .
و إن كل المحاولات الرامية إلى التطوير والتحديث والإصلاح في مجتمعاتنا العربية ما هي إلا محاولات تسعى إلى تمثل تجارب الغرب ومحاكاتها ، وهي تذكرني بقصة الغراب الذي حاول أن يحاكي الحمامة في مشيتها ، لكنه ، نسي مشيته ولم يبق على مشية الحمامة ! وأصبح يصدق عليه قول القائل :
فلا أنا مردود بما جئت طالبا ولا حبها فيما يبيد يبيد .
وقد سار الإصلاح في بلداننا في اتجاهين ؛ الثورات الخشنة والانقلابات الناعمة ، وقد حملت الثورات الخشنة مسميات كان آخرها (الربيع العربي ) الذي بدا يضحي بالإنجازات التنموية ويسير في أيدلوجيات عبثية تنطلق من سياسة الأرض اليباب ، عبر القتل والتشريد والهدم والتدمير تحت عناوين تأخذ أبعادا دينية ومنطلقات فلسفية وتنطلق من فتاوى أشباه المثقفين .
أما الانقلابات الناعمة فسارت في اتجاه سحب البساط من تحت أرجل المتنفذين عبر محاصرتهم وسجنهم ، وفرض الإقامة الجبرية عليهم ،ومصادرة أموالهم تحت عناوين الفساد والتلاعب بحياة الناس وقوت عيشهم .
والحقيقة ، أننا نؤمن بالإصلاح ، ونرى فيه مطلبا شعبيا وجماهيريا قبل أن يكون مطلبا دوليا أو وصفة خارجية نجبر على الأخذ بها ، فأي إصلاح ذلك الذي يكون بتغيير الأشخاص . بعيدا عن إصلاح المنظومات التربوية والتعليمية والصحية والاقتصادية و السياسية .... وغيرها
إن الذين يؤمنون أن الإصلاح يبدأ بتغيير الأشخاص والانقلاب عليهم ينطلقون من منطق تغيير الرأس في سبيل علاج الجسد ، والسؤال : ماذا يفعل الرأس إذا كان المرض يستشري في الجسد الذي يحمله ؟! إن كل محاولة للإصلاح يجب أن تبدأ بإصلاح الكون الصغير الذي نعيش فيه ألا وهو الأسرة ، نعم الأسرة هي المصنع الذي ينتج الأجيال بالتعاون مع المنظومات المجتمعية والتربوية والتعليمية الأخرى .
لقد نجحت كثير من الانقلابات لكن نجاحها بات شكليا ؛ لإن النجاح يحتاج إلى جيل منتم واع يحمل لواءه ، ويستثمره ، وإلا سيعود كل شيء إلى سابق عهده إن لم يكن إلى الأسوأ وهذا ما جعل الكثيرين يبكون على الأيام الخوالي ، ويرون أنفسهم ضحايا لثورات تفتقر للتخطيط والوعي !