في النشيد صهيلُ أنفاس البلاد، وأعراف شمس نهارها الآتي، أما كلماته فتكثّف حلمنا بغدٍ متعاف من الاحتلال، والعيش بكرامة وحرية على هذه الأرض التي نرى فيها الجمال والجلال ونؤمن أن فيها وحدها الحياة والنجاة.
أذكر انني في المرة الاولى التي هتفت بها النشيدَ علانية وزملاء الدراسة كنت أردد: " هل أراك في علاك تبلغ السماء.. تبلغ السماء "
إلى أن قوّمني أستاذ الطابور الصباحي مصححا " تبلغ السماك .. تبلغ السماك ".
والسِماكُ لغةً تعني العلا والارتقاء، وسمك السماء أي رفعها وأعلاها. ويشارُ أيضا بالسماك إلى برج في السماء من أبراج الفلك.
يومها قرر أستاذنا أن يشرح لنا معنى النشيد، وبعد أن أوجز لنا عن الشاعر ابراهيم طوقان كتب القصيدة على لوح الصفّ وراح ينشدها بصوته الجهور ويحثّنا أن نُعليَ الصوت كلما قلنا " لن نكون للعدى كالعبيد كالعبيد ".
حين شاهدتُ اليومَ تسجيلات لآلاف التلاميذ يقفون في ساحات مئة وعشرين مدرسة في فلسطين وينشدونَ " موطني " تلبية لمبادرةٍ خلّاقة يقودها أصدقاء مبدعون سعدتُ بالانضمام اليهم مؤخراً، ووقفتُ بينهم في مدرسة أساسية ذابت فيها أصواتنا مع أصوات التلاميذ المتّقدة بالحرية، عادت بي الذاكرة لذلك اليوم البعيد.
كأن برقاً قدحَ من حناجرهم حين قالوا " لا نريد .. ذلنا المؤبدا " هو ذات البرق الذي تشتعل به حنجرة البلاد الرافضة للذل والخنوع.
وحين جاء الصوت من غزة محمولاً على لحن النشيد " يا هـــنــاك فـي عـــلاك قاهرا عـــداك قاهـرا عــداك " وتصادت كلمات " قاهراً عداك " بما يوجزُ رسالة الأرض التي لا تخشى الردى ولا تقبل الانقسام، كانت القدسُ تخطُّ على أسوارها " مجدنا التليد ".
منذ كتب ابراهيم طوقان القصيدة ولحنها محمد فليفل في العام ١٩٣٤، حفظت البلاد النشيد في صدرها، ربما وجدت فيه ما يوجز قولها، وحلمها بالحرية والكرامة، لكن السؤال الاكيد بقي مُشرعاً على شفاهنا جيلا بعد جيل: هل أراك سالماً منعّماً وغانماً مكرماً ؟
أذكر انني في المرة الاولى التي هتفت بها النشيدَ علانية وزملاء الدراسة كنت أردد: " هل أراك في علاك تبلغ السماء.. تبلغ السماء "
إلى أن قوّمني أستاذ الطابور الصباحي مصححا " تبلغ السماك .. تبلغ السماك ".
والسِماكُ لغةً تعني العلا والارتقاء، وسمك السماء أي رفعها وأعلاها. ويشارُ أيضا بالسماك إلى برج في السماء من أبراج الفلك.
يومها قرر أستاذنا أن يشرح لنا معنى النشيد، وبعد أن أوجز لنا عن الشاعر ابراهيم طوقان كتب القصيدة على لوح الصفّ وراح ينشدها بصوته الجهور ويحثّنا أن نُعليَ الصوت كلما قلنا " لن نكون للعدى كالعبيد كالعبيد ".
حين شاهدتُ اليومَ تسجيلات لآلاف التلاميذ يقفون في ساحات مئة وعشرين مدرسة في فلسطين وينشدونَ " موطني " تلبية لمبادرةٍ خلّاقة يقودها أصدقاء مبدعون سعدتُ بالانضمام اليهم مؤخراً، ووقفتُ بينهم في مدرسة أساسية ذابت فيها أصواتنا مع أصوات التلاميذ المتّقدة بالحرية، عادت بي الذاكرة لذلك اليوم البعيد.
كأن برقاً قدحَ من حناجرهم حين قالوا " لا نريد .. ذلنا المؤبدا " هو ذات البرق الذي تشتعل به حنجرة البلاد الرافضة للذل والخنوع.
وحين جاء الصوت من غزة محمولاً على لحن النشيد " يا هـــنــاك فـي عـــلاك قاهرا عـــداك قاهـرا عــداك " وتصادت كلمات " قاهراً عداك " بما يوجزُ رسالة الأرض التي لا تخشى الردى ولا تقبل الانقسام، كانت القدسُ تخطُّ على أسوارها " مجدنا التليد ".
منذ كتب ابراهيم طوقان القصيدة ولحنها محمد فليفل في العام ١٩٣٤، حفظت البلاد النشيد في صدرها، ربما وجدت فيه ما يوجز قولها، وحلمها بالحرية والكرامة، لكن السؤال الاكيد بقي مُشرعاً على شفاهنا جيلا بعد جيل: هل أراك سالماً منعّماً وغانماً مكرماً ؟