الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحقيقة في " حدائق عمَّان " بقلم : كريم الزغير

تاريخ النشر : 2017-11-09
الحقيقة في " حدائق عمَّان "  بقلم : كريم الزغير
الحقيقية في " حدائق عمَّان "

بقلم : كريم الزغير

كان من حسن حظي أن يكون أمام مكان عملي حديقة تمتلأ بالأشجار منها ما هو الطويل والمتوسط و القصير ، من الخارج لا ترَ إلا الأشجار وإن كنت لا تعاني من مشاكل في النظر سترى أيضاً المجتمع بحقيقته دون قشورهِ الخارجيّة من " عفّة مُزيفة " ورفض شكلي لما هو طبيعي في هذه الحياة .

رأيتُ شاباً أعرفه مستنفراً متحمساً ، اعتقدتُ للوهلة الأولى أنه مُلاحق من قِبل أحد أو أنه قام بشيءٍ ما يحاول أن يخفيه والحقيقة أن سبب هذا التوتر لم يكن سوى أنه رأى فتاة وشاب يجلسان على مقعد من مقاعد الحديقة متواريان عن الأنظار ويحتضنان بعضهما خلسةً خوفاً من مطارة شرطة الحب في بلادنا ومجتمع التديُّن القشوري ، وبعد أن هدأت من " حميته الزائدة " وجلستُ معه أحاول أن أُبسّط له القضيّة بأنها " نزوة " أو " جهل " أو " أعتبر نفسك مكانه " إلا أن مرت فتاة من أمامنا حتى خارت قواه ، وسال لعابه ، وبدأ " يُشمشِم " رائحة عطرها التي جعلت المكان مضمخاً برائحة " باي لايت بلو " حتى نظرت إليه ساخراً تناقضه وسألته بلغته " وحالة السطلان اللي إنت فيها الآن .. شو أسميها ؟! " فرد بضحكة تنم عن إعترافه بتناقضه .

الحدائقُ في عمَّان تكشف عن الوجه الحقيقيّ للمجتمع الذي نعيشه ، فما عليك إلا أن تزور إحدى الحدائق ولكن ليسَ ( حديقة الديار أو حدائق عبدون والرابية ودير غبار ) لترى زجاجات المشروبات الروحية ، أو زجاجة تبقّى منها قليلاً إلا أن شاربها من شدة ثمالته لم يستطع إكمالُها ، أو فتاة " بزيها الشرعيّ " تجلسُ مع شاب " يقمع شقيقته في المنزل " في لحظة حميمة أو ربما ترَ أطفالاً يحملون أسلحة بيضاء ويوزعون على بعضهم " أقراص الحشيش " والحبوب المُخدرة لكن بالنسبة للمجتمع والدولة الخطر لا يكمن إلا " بالموعد الغرامي " لأنه فقط يستحق " الغضب الإلهي " أما الأشياء الأخرى فهي تغضبهم ولكن لا تدفعهم للتعبير عن غضبهم بالعنف .

لن أتحدث عن الحلول لهذه الظاهرة التي تكشف حجم التناقضات لأن غيري قد تحدث وأسهب في الحديث ولم يجد آذاناً صاغيّة ، فقط أقول أن كل من ذكرتهم أعلاه من نماذج إجتماعيّة هم ضحايا النظام الإجتماعي السائد وتناقضاته وضحايا اهمال الدولة ومؤسساته وبالأخص ( التعليمية – التربوية ) التي لم تأخذ هذه الظواهر بعين الإهتمام والدراسة ولم تهتم ببناء مجتمع يقوم على " الحريات " ( ما عاذ الله ) أو مجتمعاً ليبراليًّا قائماً على الحُريّة الحقيقيّة لا الحريّة المشوّهة التي نعيشها الآن .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف