الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سور فلسطين العظيم بقلم: م.جودت شويكة

تاريخ النشر : 2017-11-09
سور فلسطين العظيم بقلم: م.جودت شويكة
سور فلسطين العظيم
لقد كان سور الصين العظيم مشروعا دفاعيا في العصر القديم و كانت له أهمية كبرى في صد الهجمات من أعداء الشعب الصيني أما الآن فأصبح رمزا للأمة الصينية وإرثا تاريخيا ومن أشهر مواقع التراث العالمي و لا يمكن لأي زائر للصين أن يتم زيارته إلا بالصعود لهذا السور والتقاط الصور التذكارية و شراء بعض الهدايا و التحف .
لقد أصبح هذا السور رمزا للإرادة و التحدي و التصميم في ذهن المواطن الصيني لكي يبني إقتصاد بلاده ليس بالحجارة فقط و إنما بالعلم و الإخلاص في العمل و تخطي الحواجز للوصول للقمة ورفع علم بلاده عاليا خفاقا .
إن بناء الأمم و الشعوب لأوطانها يحتاج لإرادة قوية كإرادة هؤلاء الذين بنوا ذلك السور العظيم و تسخير العقبات و تذليل الصعوبات التي لابد منها في طريق النجاح ،لذا ينبغي على شعوب العالم والتي تطمح للنهوض من الأخذ بتجارب و خبرات الشعوب الأخرى بما يتناسب مع ثقافتها و عاداتها والإستعانه بمنهج التغيير الجذري لحل المشاكل المستعصية لهذه الشعوب و التي تمر بظروف صعبة وقاسية .
لقد كان لجمهورية الصين الشعبية دورا كبيرا منذ عقود في دعم القضية الفلسطينية و هذا الدعم لم يأتي بين ليلة و ضحاها و إنما بني على مر السنين فكان بناء متينا حجارته من الصدق و الإخلاص و الإحترام المتبادل بين الشعبين الصديقين لذا يجب تعزيز هذه الصداقة و البناء عليها من أجل مصلحة و فائدة الشعبين كل حسب قدرته وإمكانياته.
نحن كشعب فلسطيني ننشد السلام مع الجميع لأننا كباقي البشر نحب أن نعيش بكرامه واستقرار ونتمنى أن يعم العدل و السلام في أرجاء المعمورة لأننا عانينا و مازلنا نعاني من الظلم و القهر الواقع علينا، لذا ما نود قوله هنا للأصدقاء و الأشقاء الذين فعلا يريدون دعمنا و مساندتنا و تخفيف المعاناة التي نعيشها : فلتكن هنالك خطة تفصيلية واضحة للنهوض و بحث سبل التقدم و الإزدهار لللحاق بركب الأمم و الشعوب المتقدمة وبناء دولتنا واستنفار قدراتنا، وليكن شعارنا العمل المخلص و الجاد و عدم التفكير في المصلحة الشخصية واستغلال الموارد المتوفرة من أجل بناء إقتصاد قوي و متين .
إن التجربة الإقتصادية التي مرت بها الصين في البناء والنهضة و ما آلت اليه لحد الآن من النقلة النوعية في شتى المجالات لهي خير مثال يمكن أن يقتدى به في الوقت الحاضر فلنجد آلية لنقل المعرفة و الخبرات التي وصلت اليها الصين لمؤسساتنا و شركاتنا و مصانعنا و لشبابنا الذين هم أمل المستقبل و معروف ما يتميز به العقل الفلسطيني من إبداع وثراء فعناصر النجاح متوفرة لدينا لكن بحاجة لقليل من الإرادة و الدعم.
فمتانة العلاقة مع الصين التي نتمتع بها يجب أن تعزز و تستثمر بشكل أفضل ولنبني جسورا للمعرفة و لننقل التكنولوجيا و نسخر القدرات لبناء واقع أفضل، فما المانع أن يكون عندنا شبكة قطار سريع تربط مدن وطننا الحبيب ؟ ما المانع أن يكون لدينا مراكز للأبحاث لمساعدتنا في مواكبه التطور و الإبتكار؟
دعونا نتوج علاقتنا الطيبة مع الشعب الصيني و صداقتنا معه بإنشاء مدنا صناعية تحاكي بحداثتها و مستواها المدن الصناعية العالمية ونضع تكنولوجيا العصر بين أيدينا.
هل بناء مجمعات سكنية صديقة للبيئة تعد من المحرمات مثلا خاصة إذا ما أنشئت للطبقة محدودة الدخل و الموظفين الذين لو أفنوا أعمارهم كلها في الوظيفة العمومية فلن يتمكنوا من شراء شقة؟
فالصين متقدمة جدا في مشاريع الطاقة و تدوير المخلفات و تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون و الغازات الضارة والمحافظة على البيئة، فهذه كلها مشاريع ريادية نتمنى من أصدقاؤنا الصينيين مساعدتنا لإنشاء نظائر لها ووضع خطة لتطبيقها على أرضنا والاستفادة من خبراتهم في هذه المجالات.
إن ما يتميز به الشعب الصيني الصديق من طيبة و صدق وإخلاص لتجعله فعلا من الشعوب الراقية و التي شقت طريقها بسرعة لتتفوق على الكثير من شعوب الأرض و جعلته ينال المكانة التي يستحقها وسط الشعوب و الأمم،فشعبنا الفلسطيني الوحيد في العالم الذي ما زال تحت الإحتلال إلا إننا مصرون على الحياة الكريمة الشريفة ولنصنع مستقبلنا بأيدينا ومساعدة الأصدقاء و الأشقاء الذين سبقونا في النهضة .
فالعوامل المشتركة بين الشعبين عديدة :فالصين بتاريخها و حضارتها العريقة لم تتخلى عن ماضيها وإرثها الكبير بل كان لها دافعا للنهوض والتقدم كذلك فلسطين تتمتع بتاريخ عريق و مشرق إلا أننا مازلنا في بدايات الطريق و بحاجة للكثير من المحطات حتى نصل للنهضة الحقيقة التي نتمناها.
الندوات و الورش التدريبية التي تفضلت الصين مشكورة بتقديمها منذ عدة سنوات في شتى التخصصات أثرت بشكل كبير على التعرف أكثر على حضارة و ثقافة الشعب الصيني الصديق و كانت كذلك مصدر إلهام للعديد ممن شارك بمثل هذه الدورات والإطلاع على تجارب و خبرات المختصين في العديد من المجالات، مما ترك أثرا طيبا في نفس العديد من المشاركين وتطلعهم دوما لتكرار تجربتهم وزيارة الصين كلما أتيحت له الفرصة ، فهذا دليل قوي أن أصدقاؤنا في الصين قاموا فعلا بواجبهم الرائع من حسن للضيافة و تقديم ما عندهم بكرم و سخاء.
لذا أدعو القائمين على مشاريع التبادل الثقافي عندنا في فلسطين بعمل برامج استضافة لأصدقائنا الصينيين ليتعرفوا أكثر على بلدنا المتواضع بإمكانيته والغني بتراثه و حضارته حتى يروا بأم أعينهم فلسطين وليقدموا آرائهم حول تعزيز الشراكة و استحداث المشاريع ولتكن فرصة لنا لتقديم واجبنا في الضيافة العربية الأصيلة.
من هنا أيضا أدعو جميع الدول الشقيقة و الصديقة للإستثمار في فلسطين و إقامة المشاريع التجارية و الصناعية و الزراعية ولنفتح آفاق جديدة للتعاون و المشاركة في تأسيس إقتصاد قوي عصي على الهجمات مترابط الأجزاء مستقر الأركان حراسه الأبناء المخلصين الأوفياء الذي يوفر الحياة الكريمة للأفراد.
وفي النهاية لا يسعني الا أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من قدم و يقدم لهذا الشعب الذي لا ينسى أبدا من وقف الى جانبه يوما و لو كان شيئا يسيرا.
م.جودت شويكة
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف