الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لأنّهما "دافنينه سوا" بقلم: راضي كريني

تاريخ النشر : 2017-11-08
8-11-2017
لأنّهما "دافنينه سوا"
راضي كريني
تشارك صديقان على حمار؛ ليعتمدا عليه في تجارتهما ... كانا يحمّلان الحمار "أبو صابر" البضائع؛ لينقلها بدوره من قرية إلى قرية. في أحد الأيّام، سقط أبو صابر ومات. دفن الشريكان الحمار، بجانب الطريق، حيث نفق، وأقاما عليه مأتما وعويلا، وكانا يعظّمان أجرهما وقبر الحمار، ويلفتان نظر المارّين، ويثيران فضولهم واستفساراتهم، فيسألون عن المتوفّى؛ فيجيبان بعاطفيّة لاستدرار عطف السائل، ولكسب تأييده وكرمه و... فشارك كثير من الناس أحزان الشريكَين، فأخذوا يتحدّثون عن "الولي" أبو صابر؛ فأصبح قبره مزارا للطلب والدعاء والنذور، ومدرارا للتبرّعات. فيتقاسم الشريكان الغنائم. وإذا اختلفا، كان يهدّد الواحد منهما الآخر؛ بأنّه سيطلب من "أبو صابر" أن ينزل أشدّ العقاب به؛ فيجيبه الآخر: "ما احنا دافنينه سوا"!
بعد أن زعم بيبي نتنياهو ووعد بأنّ: "جيش الدفاع الإسرائيليّ مستعدّ لمساندة سكان قرية الحضر، وسيمنع المساس بهم أو احتلال قريتهم، وذلك من منطلق التزامه تجاه الطائفة الدرزية" علّقت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيّتها: لم يكن هذا رسالة تطمين للقيادة الدرزيّة، في إسرائيل، فقط؛ بل فيه رسالة تهديد مباشر لجبهة النصرة أيضا!
لا يا "ألوف بن"، " بيبي وجبهة النصرة دافنينه سوا" أنت تعرف كيف أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، وأذرعها الأخطبوطيّة غائصة وملوَّثة وملوِّثة في الحرب العدوانيّة على سوريّة ... لم تقدّم العلاج الطبّي لجرحى ومصابي الحركات الإرهابيّة في المشافي الإسرائيليّة والميدانيّة فقط؛ بل مدّتها بالعدّة والعتاد، والتدريب والاستعداد، وساندتها لوجستيّا (أوتها ونقلتها وموّنتها، وأمّنت لها الاتّصالات بين وحداتها)، وقصفت المواقع السوريّة، خدمة لأهدافها، و... فلذلك لا يعقل أن تهدّد إسرائيل "جبهة النصرة" وأتباعها. ربّما هدّدت بأبي صابر!
بيبي نتنياهو وجوقاته حاولوا اللعب على الوتر الطائفيّ والمذهبيّ، وزعموا حرصهم على أبناء الطائفة الدرزيّة في سوريّة، بذريعة الروابط العائليّة والمذهبيّة التي تربطهم بدروز إسرائيل. لم نر بيبي خيّرا لدروز إسرائيل، بشكل خاصّ، ولمواطني إسرائيل، بشكل عامّ؛ ليكون اليمين الفاشيّ الإسرائيليّ خيّرا وحاميا لدروز البلاد العربيّة المجاورة. لكنّه شاطر بإتقان دور المسكين ليتمكّن، وشاطر أكثر من جبهة النصرة في الندب على "الدفنينه سوا"، وفي توظيف الورقة الطائفيّة واللعب فيها وبها وعليها، وشاطر في تمثيل دور الحامي والمدافع.
لم تكن أسباب انتشار "داعش" وأشكالها وأفكارهم نتيجة لأسباب موضوعيّة ومنظورة فقط، ولا لانتشار الفقر، وانعدام الأفق الاقتصاديّ، والفساد، والبؤس، ونفسيّة الهزائم و... فقط؛ هذا ما تريد وسائل الإعلام و... الرأسمال والاحتكار أن نفهمه؛ كي يموّه ويدفن بجانب "أبو صابر" السبب الذاتيّ (من بيبي وأشكاله) الكامن وراء الانتشار.
لم تتدخّل الطبيعة في انتشار الفقر واليأس والبؤس والحرمان و...؛ بل الثالوث الدنس (الاستعمار والصهيونيّة والرجعيّة العربيّة) هو الذي صدّر الفكر المتطرّف والمال والسلاح والفقر والاستغلال و... لذلك لم ولن تكون المقاومة ضدّ الفكر المتطرّف من ناحية، ومهادنة رجعيّة دينيّة واستعماريّة من ناحية أخرى؛ عليها أن تكون ضدّ الفكر والناشرين له، والظلم والبيئة الحاضنة له... لن يعيش الإنسان بعدل اجتماعيّ ورحمة ومساواة و... بدون تربية حرّة وثقافة إنسانيّة وحضاريّة و....وإلّا نبقى مع معروف الرّصافيّ:
أو قيل إنّ بلادكم يا قـوم سـوف تُقسَّـم فتحمّـدوا وتشكّـروا وترنّحـوا وترنّمـوا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف