الأخبار
انتحار جندي إسرائيلي حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مواقف في رحلة العمر - 57 (عمل أفرهول السيارة في غزة)بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2017-11-07
مواقف في رحلة العمر - 57 (عمل أفرهول السيارة في غزة)بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
مواقف في رحلة العمر - 57
(عمل أفرهول السيارة في غزة)
ياسين عبد الله السعدي
كانت أول سيارة اشتريتها من نوع فيات 127وذلك سنة 1974م كما أذكر ذلك جيداً. كانت السيارة من موديل قديم نسبيا ولذلك كثيرا ما كنت أعرضها على كراجات تصليح المركبات في جنين. وفي إحدى المرات نصحني صاحب كراج أن أعرضها على ميكانيكي متخصص بتصليح سيارات الفيات في نابلس.
كان اسم هذا الميكانيكي أحمد عوض من بلدة ميثلون ويقع كراجه في نابلس على طريق القدس من جهة يمين الشارع قبل مفرق مخيم بلاطة. كان الرجل لطيفا ودودا يعمل بمهنية ولا يجد حرجا في الاعتراف بما يعجز عن تصليحه فييرشد صاحب السيارة إلى الجهة التي يمكن أن تقوم بذلك.
قال لي الرجل إن السيارة قديمة ولذلك تحتاج إلى عمل (أفرهول) وأنصحك بالتوجه إلى غزة فالأسعار هناك أقل بكثير من عندنا، وأردف: وتتعرف على غزة أيضاً. كانت الطريق بدون عوائق وبغير مشاكل ولذلك استقليت سيارتي وتوجهت إلى غزة في الصباح الباكر عن طريق طولكرم والطيبة والطيرة مرورا بالقرب من بيتح تكفا ورعنانا وأكملت الطريق مرورا بالقرب من يُبْنى العربية المغتصبة (يَفْني) اليوم، إلى الشرق من تل أبيب: إلى أن وصلت إلى غزة قبل الساعة الثامنة صباحاً.
كنت أعرف صاحب مكتبة في غزة اسمه منصور، وكان منصور هذا يحضر إلى جنين لكي يبيع الكتب، وخصوصا كتب الأطفال وكنت أبتاع منه لمكتبتي التجارية. سألت عنه فدلوني عليه فذهبت إليه وسلمت عليه وذكرت له هدفي من زيارة غزة فرافقني ودلني على صاحب كراج متخصص بتصليح سيارات الفيات وأوصاه بي خيراً وقال له: هذا صديق جاء من الضفة وأريدك أن تعمل له ما يريد بأسرع وقت.
تركت السيارة عنده وبدأ العمل فوراً ورجعت مع صديقي منصور الذي طاف بي بسيارته لكي أتعرف على غزة. كانت غزة هادئة جميلة ونظيفة ولكن لم تكن كما نشاهدها اليوم من حيث الأبراج الشامخة التي تملأ غزة بعد ذلك الوقت البعيد نسبياً.
شكرته وقلت له إني أحب أن أتجول راجلاً ويعود هو إلى مكتبته لأني لا أحب أن يتعطل عن عمله، ولكنه أصر علي أن أعود معه لكي نتناول طعام الغداء. كانت المكتبة تقع خلف شارع عمر المختار غير بعيدة عند بدايته من جهة الشرق.
بعد أن تناولنا طعام الغداء واسترحنا ذهبنا إلى الكراج في المنطقة الصناعية قبيل المغرب فوجدنا الرجل يعمل ومعه شابان صغيران يساعدانه. قدم لي فاتورة بالقِطَع التي اشتراها للسيارة من محل لبيع قطع غيار السيارات اسم صاحبه (زخريا) من التجار المعتمدين في غزة. قال لنا الرجل سوف تكون سيارتك جاهزة في الصباح.
كنت، خلال تجوالي منفردا، قرأت اسم فندق (الوحدة) فذهبت إليه وسألت الرجل الذي استقبلني إن كان باستطاعتي المبيت في الفندق وأن أقضي ليلتي فيه. استأذنت من صديقي منصور أن أتوجه إلى الفندق لكنه أصر علي أن أظل معه وأبيت عنده تلك الليلة فشكرته واعتذرت بأني حجزت سريرا في الفندق.
رجعت إلى الفندق بعد المغرب فوجدت رجلا يجلس مع صاحب الفندق في الصالون أمام الراديو. ألقيت التحية وجلست فسألني الرجل اسم بلدي من باب التعارف. وعندما قلت له أنني من جنين، سألني صاحب الفندق عن الأستاذ سفيان محمود السوقي فأجبته بأني أعرفه جيدا منذ زمن بعيد وهو في صحة جيدة، في حينه رحمه الله. قال: الأستاذ سفيان صديقي وزميلي أيام كنا ندرس في كلية خضوري الزراعية. وحملني تحياته والسلام عليه وقال أنه (فلان) أبو شعبان.
ذهبت في الصباح لتفقد السيارة فوجدت الميكانيكي قد أنهى عمله. دفعت له الأجرة وفوجئت برخص الأجرة ورخص سعر قطع الغيار التي احتجت إليها. ثم دلني على كهربائي قريب منه وأرسل أحد عماله معي ليقول له بأن يقدمني في العمل وأن يهتم بتصليح ما يلزم من كهربائيات السيارة بالسرعة المكنة.
لم يطل الوقت بي كثيرا عند الكهربائي وفوجئت عندما سألته عن الأجرة بأنها أقل من نصف السعر عندنا ولذلك أكرمته وأكرمت شابا كان يعمل عنده. عرجت على صديقي منصور فشكرته وودعته وانطلقت عائداً إلى جنين عبر الطريق الذي سلكته عند قدومي. كان الوقت بعد العصر ولكن بعد خروجي من منطقة غزة شعرت برجة في السيارة كلما مررت بمنخفض في الطريق. فكرت في العودة إلى الميكانيكي ولكن كان الوقت لا يسمح ولذلك أكملت السير ببطء نسبيا كما طلب مني لأن الأفرهول جديد.
وصلت إلى جنين قبيل المغرب وفي الصباح عرضت السيارة على ميكانيكي كنت أعرضها عليه سابقاً. قام بقيادة السيارة وذهبنا إلى خارج المدينة لكي يفحصها ويجربها. رجعنا إلى الكراج وعندما نزل قال: (إذا أنا عندي شيء سيارتك فيها شيء. ما شاء الله أفرهول ممتاز، وصوت الموتور مثل طنين النحلة).
عرضتها على آخر فكانت النتيجة: ما شاء الله، كل شيء على ما يرام. لكن السيارة ظلت كلما مررت بمنخفض في الشارع كنت أشعر ب (دردبة) في أسفل السيارة ولذلك رجعت إلى نابلس فأرشدني أحمد العوض إلى ميكانيكي اسمه العورتاني كان كراجه قرب موقف باص القدس إلى الشرق من مبنى البلدية ومقر الحكم العسكري. ركبت معه وقاد السيارة واتجهنا إلى جهة الشرق لكي يفحصها. استدار عائدا إلى الكراج بعد أن اجتزنا مبنى دائرة السير في حينه. نزل من السيارة وقال لي: تعال غدا وخذ سيارتك إن شاء الله.
ذهبت إليه بعد ظهر اليوم التالي فناولني المفتاح وهو يقول: كانت (بيليا) غير موجودة في رأس عمود (الدراي شفط)، أذكر، وثمنها 25 ليرة وأجرته 25 ليرة أيام كانت العملة الإسرائيلية بالليرة قبل الشيكل القديم والشيكل الجديد. قفلت راجعا وكل شيء (على ما يرام) وظلت عندي مدة قبل أن أشتري سيارة فولكس واجن تجارية حديثة.
نشرت في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 5112017م؛ صفحة
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف