
بسم الله الرحمن الرحيم
من جنوب السودان إلى شمال كردستان
لو عدنا قليلاً بذاكرتنا إلى الوراء ، لعدة سنوات سنتذكر كيف تصدرت قضية جنوب السودان قائمة الأحداث العالمية و لفترة طويلة ، و كيف وقف العالم و على رأسه الولايات المتحدة مع جنوب السودان في تقرير مصيره في الانفصال عن السودان .
و ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية ـ و بكامل ثقلها - و حلفاؤها على الحكومة السودانية حتى تحقق الأنفصال.
لكن ما أن تحقق الأنفصال حتى انفصل العالم كله عن جنوب السودان ، و تركه وحيداً في مذبحة الحرب الأهلية يقتل بعضه البعض ، و تبخرت الحميمية الأمريكية بليلة واحدة .
لم يكن المشهد اليوم أفضل حالاً في كردستان العراق ، و قد تلقى الأكراد خلال السنوات الماضية ، دعماً أمريكياً منقطع النظير ، بالقول و بالفعل ، و لم يدخر الأمريكان دعماً للأكراد ابتداء بالأسلحة و انتهاء بالماكينة الإعلامية ، و يتكرر سيناريو جنوب السودان مرة ثانية ، تتبخر الولايات المتحدة الأمريكية بعظمتها و بليلة واحدة ، و لولا لطف الله و حكمة بعض العقلاء في القيادات الكردية لحصل ما هو أسوأ من جنوب السودان في اقتتال كردي داخلي.
قد تظن بعض الأعراق و بعض الإثنيات في الشرق أنها مدللة لدى الولايات المتحدة و الغرب على حساب المكون العربي السني بالمنطقة و الذي يشكل الغالبية ، و يشكل العدو الأول للولايات المتحدة و الغرب .
لكن من ينظر إلى جوهر الأمر يدرك أن لا أحد نبتت جذوره في الشرق و يملك أدنى احترام أو تقدير أو ود حقيقي بالنسبة لأمريكا و حلفائها ، فجنوب السودان و هو الأقرب للغرب ذو الأكثرية المسيحية لم يكن سوى أداة فصل ، و عندما انتهت مهمة الفصل رموه كما يرمى أي عدو مأجور بالنسبة لهم .
و الأخوة الأكراد أيضاً أكلوا الطعم الأمريكي ، و إذا كان جنوب السودان أوصلوه لنهاية البئر ، فإن الأخوة الكرد قطعوا بهم الحبل و هم في وسط البئر .
حتى بالنسبة للشيعة المدللون اليوم و قد سلموا مقاليد واسعة من المنطقة الأمر نفسه ، الشيعة ليسوا سوى أداة بيد الأمريكان و اليهود و حلفائهم و هم أبعد ما يكونوا عن حليف حقيقي و إنما اداة مؤقتة .
و سيأتي يوم و يرمى الشيعة في اقتتال داخلي لينهوا ـ و بأيديهم ـ اسطورة الثورة الخمينية و ولاية الفقيه المزعومة .
و ثورات الربيع العربي لم تكن سوى ثورات حق لإعادة الأمة إلى طريقها الصحيح ،لكن الأمريكان التفوا عليها مع عملائهم و حولوها إلى جحيم ، لأنها لو تركت و نجحت لتغير وجه المنطقة و العالم بعكس رياح المصالح الأمريكية و الغرب برمته.
متى ستعي شعوب المنطقة بكافة طوائفها و قومياتها و إثنياتها بأنها مهما كبرت و تقربت للغرب تبقى مجرد أدوات مؤقتة لتحقيق غايات و مصالح الأمريكان و الغرب ؟، و ان كل من يسوقها تحت شعارات دينية أو قومية او نضالية إنما هم مرتزقة يعيشون أمجادهم و عزهم على حساب دماء الشعوب و فقرها و تعتيرها .
فهل من عقلاء يسمعون ؟.
معاذ عبدالرحمن الدرويش
من جنوب السودان إلى شمال كردستان
لو عدنا قليلاً بذاكرتنا إلى الوراء ، لعدة سنوات سنتذكر كيف تصدرت قضية جنوب السودان قائمة الأحداث العالمية و لفترة طويلة ، و كيف وقف العالم و على رأسه الولايات المتحدة مع جنوب السودان في تقرير مصيره في الانفصال عن السودان .
و ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية ـ و بكامل ثقلها - و حلفاؤها على الحكومة السودانية حتى تحقق الأنفصال.
لكن ما أن تحقق الأنفصال حتى انفصل العالم كله عن جنوب السودان ، و تركه وحيداً في مذبحة الحرب الأهلية يقتل بعضه البعض ، و تبخرت الحميمية الأمريكية بليلة واحدة .
لم يكن المشهد اليوم أفضل حالاً في كردستان العراق ، و قد تلقى الأكراد خلال السنوات الماضية ، دعماً أمريكياً منقطع النظير ، بالقول و بالفعل ، و لم يدخر الأمريكان دعماً للأكراد ابتداء بالأسلحة و انتهاء بالماكينة الإعلامية ، و يتكرر سيناريو جنوب السودان مرة ثانية ، تتبخر الولايات المتحدة الأمريكية بعظمتها و بليلة واحدة ، و لولا لطف الله و حكمة بعض العقلاء في القيادات الكردية لحصل ما هو أسوأ من جنوب السودان في اقتتال كردي داخلي.
قد تظن بعض الأعراق و بعض الإثنيات في الشرق أنها مدللة لدى الولايات المتحدة و الغرب على حساب المكون العربي السني بالمنطقة و الذي يشكل الغالبية ، و يشكل العدو الأول للولايات المتحدة و الغرب .
لكن من ينظر إلى جوهر الأمر يدرك أن لا أحد نبتت جذوره في الشرق و يملك أدنى احترام أو تقدير أو ود حقيقي بالنسبة لأمريكا و حلفائها ، فجنوب السودان و هو الأقرب للغرب ذو الأكثرية المسيحية لم يكن سوى أداة فصل ، و عندما انتهت مهمة الفصل رموه كما يرمى أي عدو مأجور بالنسبة لهم .
و الأخوة الأكراد أيضاً أكلوا الطعم الأمريكي ، و إذا كان جنوب السودان أوصلوه لنهاية البئر ، فإن الأخوة الكرد قطعوا بهم الحبل و هم في وسط البئر .
حتى بالنسبة للشيعة المدللون اليوم و قد سلموا مقاليد واسعة من المنطقة الأمر نفسه ، الشيعة ليسوا سوى أداة بيد الأمريكان و اليهود و حلفائهم و هم أبعد ما يكونوا عن حليف حقيقي و إنما اداة مؤقتة .
و سيأتي يوم و يرمى الشيعة في اقتتال داخلي لينهوا ـ و بأيديهم ـ اسطورة الثورة الخمينية و ولاية الفقيه المزعومة .
و ثورات الربيع العربي لم تكن سوى ثورات حق لإعادة الأمة إلى طريقها الصحيح ،لكن الأمريكان التفوا عليها مع عملائهم و حولوها إلى جحيم ، لأنها لو تركت و نجحت لتغير وجه المنطقة و العالم بعكس رياح المصالح الأمريكية و الغرب برمته.
متى ستعي شعوب المنطقة بكافة طوائفها و قومياتها و إثنياتها بأنها مهما كبرت و تقربت للغرب تبقى مجرد أدوات مؤقتة لتحقيق غايات و مصالح الأمريكان و الغرب ؟، و ان كل من يسوقها تحت شعارات دينية أو قومية او نضالية إنما هم مرتزقة يعيشون أمجادهم و عزهم على حساب دماء الشعوب و فقرها و تعتيرها .
فهل من عقلاء يسمعون ؟.
معاذ عبدالرحمن الدرويش