الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دستور... ولكن!بقلم:د. جاسم الشمري

تاريخ النشر : 2017-11-07
دستور... ولكن!بقلم:د. جاسم الشمري
دستور... ولكن!

د. جاسم الشمري – العراق

إن تطور المجتمعات البشرية، والفكر الإنساني جعلا من الأمور المحتمة وجود قانون ينظم العلاقة بين الدولة والمواطنين من جهة، وبين الدولة والدول الأخرى من جهة أخرى، وهذا القانون يسمى الدستور.

والدستور هو القانون الضابط للمسؤول والفرد والمجتمع، والمكتوب من أجل تنظيم شؤون الوطن والمواطن، وهو أعلى سلطة قانونية في الدولة المدنية، وإليه يرجع الاحتكام، وبهذا فكل فعل يصدر بعد إقرار الدستور لا يتفق مع نصوصه لا يعتدّ به،  حتى لو صدر من أعلى سلطة بالبلاد.

تاريخياً دستور الدولة العراقية كتب وعُدِّل أكثر من مرة، وكان القانون الأساسي للدولة العراقية الذي كتب في العام 1925، أول دستور للدولة، وبعد ذلك تمّ تغيير الدستور وتعديله وفقاً للتطورات السياسية والثقافية التي مرّت بها البلاد، ومن أبرزها  الدساتير الصادرة في الأعوام 1958، 1964، 1968، 1970، ثم "قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية"، أو "قانون بريمر"، الصادر في العام 2004، تلاه بعد ذلك "دستور" عام 2005، الذي كتب في مرحلة الاحتلال الأمريكي للعراق أيضاً.

والذي يعنينا هنا هو الدستور العراقي لعام 2005، حيث لاحظ القارئ الكريم مواظبتي على الاستشهاد به، وهذا ليس من باب الموافقة عليه، وإنما من باب مُحَاجَّة الساسة بالقانون الذي وقعوا عليه، وإقامة الحُجَّة عليهم.

الدستور القائم في العراق اليوم يتضمن العديد من الأبواب، ومنها" المبادئ الأساسية، وشكل الدولة، والحكومة، والحقوق والحريات العامة، والسياسية، وحرية المجتمع، والحريات الفكرية، والسلطات الثلاث الاتحادية والهيئات المستقلة، وسلطات الأقاليم والمحافظات التي لم تنتظم بإقليم".

والدستور العراقي - كما يرى العديد من ذوي الاختصاص من القانونيين الدستوريين وغيرهم- عليه جملة من الملاحظات القانونية، وهذا يعني أنه تمت صياغته لمرحلة ضَبابيّة وغير هادفة لبناء دولة مستقرة آمنة تنعم بالسلام والرفاهية، وبدليل عدم احترامه من قبل الموقعين عليه.

اليوم حينما نقرأ بعض فقرات الدستور المتعلقة بسيادة الدولة، وكرامة المواطن، وحفظ موارد الوطن، والسعي لتوفير أفضل الخدمات للإنسان نجد أن هذه المعاني موجودة فعلاً ضمن صياغات الدستور- وربما صيِّغ بعضها بلغة مُنَمَّقة- لكن السؤال الأبرز: هل هذه المعاني والقِيَم والمفاهيم موجودة على أرض الواقع؟!

حينما نعود إلى الواقع العراقي نجد عشرات القرارات والتصرفات الضاربة لفقرات الدستور، وقد نصت المادة (13):" يُعدُ هذا الدستور القانون الأسمى والأعلى في العراق، ويكون ملزماً في أنحائه كافة، ولا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع هذا الدستور".

وسنحاول هنا ذكر صورة خطيرة ومهمة من صور ضرب دستور عام 2005،  وهي قرار تشكيل الحشد الشعبي؛ وذلك خلافاً لما جاء في المادة التاسعة (ب) منه، والتي نصت على:" يحظر تشكيل أي مليشيا خارج إطار القوات المسلحة العراقية"، 

وكذلك فيما يتعلق بالسيادة العراقية التي باتت تتحكم بها أطراف إقليمية، والقيادة الإيرانية لا تخجل من ترديد أن" بغداد بيد إيران"، وهكذا الحال مع حرية الإنسان وكرامته، وثروة الشعب التي لا ندري أين صرفت، وفي أي الجيوب، أو المصارف دخلت؟! وغيرها العديد من التصرفات غير القانونية، التي تجاهلت كرامة الإنسان وثروات البلاد وسيادتها، وقد ثبت – بتجربة السنوات الماضية- أن السلطات الثلاث تتعامل مع الدستور وفقاً لمصالحها الحزبية والشخصية دون إعطاء أي اعتبار لحرمة الدستور، الذي وقعوا عليه، أو حتى قانون العقوبات العراقي، ولهذا نرى اليوم العديد من المطلوبين للقضاء العراقي والدولي يسرحون ويمرحون بعد أن رتبوا أوضاعهم مع منْ يمتلك القوة، وكأننا أمام "دولة دكتاتورية مغلفة باسم الدستور والديمقراطية"!

التلاعب ببنود الدستور وفقاً لمنطق القوة وليس لقوة القانون يؤكد استخفاف المتلاعبين بالدستور الذي كتبوه، وسعيهم لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الحزبية والشخصية، ولو على حساب كرامة الوطن والمواطن وثروات البلاد.

العراقيون صاروا الآن أمام تصرفات وأفعال لا تتفق مع أبجديات أي دستور في العالم، فهل يمكن لحكام بغداد أن يوضحوا لنا هذه المغالطات، أم أنهم أحرار في ضرب دستورهم كما يحلو لهم؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف