تناقضات الحصار
الكاتب: عماد عفانة
رغم الحصار الذي يطبق على مفاصل الحياة في غزة، منذ نحو 11 سنة عجفاء، تبدو مظاهر الثراء والبذخ على البعض ظاهرة للعيان.
فآلاف السيارات الحديث ومن أحدث الموديلات تجوب الشوارع، وتزدهر أعمال البناء وترتفع أبراج عالية من عدة طوابق، في مفارقة مدهشة لا تنبئ عن حال البلد الذي يصارع الجوع، و65% من سكانه فقراء وأكثر من 47% من قواه العاملة عاطلة عن العمل.
سيضاف لهم بضعة آلاف ممن سيحيلهم الرئيس عباس إلى التقاعد.
في شوارع غزة المحاصرة، يصدمك عدد السيارات الفارهة، التي تعلق في الزحام وتتأخر كثيرا أمام إشارات المرور، بينما كثير من موظفي الحكومة الذين يتقاضون نصف راتب كل عدة أشهر اضطروا إلى بيع ما لديهم ليعتاشوا، وفي أحسن الأحوال لشراء سيارة أجرة أو فتح مصلحة صغيرة للعمل عليها لتوفير قوت عيالهم.
دهشة تصيب السكان الذين يصارعون الجوع، عندما يشاهدون أعمال بناء بشكل متسارع، حيث يفاجأ الناس يوميا بانطلاق أعمال بناء في أكثر من موقع في شوارع المدينة التي باتت تضيق بأهلها، فخلال بضعة أشهر ظهرت بنايات ضخمة من عدة طوابق قامت على أنقاض بيوت قديمة تم شراؤها وهدمها.
ولا تكاد تجد شارعاً واحداً في المدينة لم يشهد تشييد بنايات ضخمة أو أعمالا بدأت لتوها، في مدينة تشهد حصار وارتفاعا بأسعار مواد البناء نظرا لشحها، ولا يزال موظفوها بدون رواتب كاملة منذ سنوات.
وإذا كنت متشوقا لرؤية أناس يفغرون أفواههم دهشة، فما عليك سوى التوجه لرؤية كيف يحتفل أثرياء غزة بمناسباتهم السعيدة، وكمية الأطعمة والهدايا التي تقدم للمدعوين، فما يذهب منها إلى حاويات القمامة يطعم حيا شعبيا كاملا.
مَن يشيد البنايات ويشتري الإسمنت، ويبني شاليهات فاخرة، ومن يحتاج سيارات فارهة في بلد محاصر ونحو نصف سكانه فقراء؟
يجيب الخبراء أن الاستثمار المفرط في القطاع العقاري والكماليات، يرفع معدلات الفقر في الأطراف، ويسمح للاقتصاد الخفي أن يطل بوجهه، من خلال الترف في المناطق الرئيسة لدى الأثرياء الذين يملكون العقارات والشركات والشاليهات والمصالح التجارية، وهذا الاقتصاد غير حقيقي لأنه غير بناء، ولا يقضي على البطالة المستشرية، لأنه قائم على اقتصاد الرفاهية.
الحصار عمل على تقسيم السكان إلى أغنياء جدا وفقراء جدا، بينما تتلاشى الطبقة متوسطة الدخل، التي يشكل موظفو الدولة العدد الأكبر منها، وتفاقمت معاناتهم مع ضعف الرواتب.
وما يزيد الطين بلة أن الكثير من السياسيين باتوا يمارسون حياة مترفة في محاكاة واضحة لحياة الأثرياء من التجار ورجال الأعمال.
ولسان حالهم يقول: أيعقل ونحن من يحكم البلد أن نعيش حياة متواضعة بينما نرى غزة تعج بالأثرياء بسياراتهم الفارهة.!
فهل تنتظر غزة بعد إتمام اتفاق المصالحة، وإنهاء الحصار والعقوبات التي يفرضها الرئيس عباس عليها، مزيدا من رؤية هذه الفوارق الطبقية، أم ستعمل الحكومة القادمة على النهوض بالطبقة الوسطى وتوفير فرص عمال لآلاف العاطلين عن العمل، وضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة لشعب منهك طالت معاناته..!!.
الكاتب: عماد عفانة
رغم الحصار الذي يطبق على مفاصل الحياة في غزة، منذ نحو 11 سنة عجفاء، تبدو مظاهر الثراء والبذخ على البعض ظاهرة للعيان.
فآلاف السيارات الحديث ومن أحدث الموديلات تجوب الشوارع، وتزدهر أعمال البناء وترتفع أبراج عالية من عدة طوابق، في مفارقة مدهشة لا تنبئ عن حال البلد الذي يصارع الجوع، و65% من سكانه فقراء وأكثر من 47% من قواه العاملة عاطلة عن العمل.
سيضاف لهم بضعة آلاف ممن سيحيلهم الرئيس عباس إلى التقاعد.
في شوارع غزة المحاصرة، يصدمك عدد السيارات الفارهة، التي تعلق في الزحام وتتأخر كثيرا أمام إشارات المرور، بينما كثير من موظفي الحكومة الذين يتقاضون نصف راتب كل عدة أشهر اضطروا إلى بيع ما لديهم ليعتاشوا، وفي أحسن الأحوال لشراء سيارة أجرة أو فتح مصلحة صغيرة للعمل عليها لتوفير قوت عيالهم.
دهشة تصيب السكان الذين يصارعون الجوع، عندما يشاهدون أعمال بناء بشكل متسارع، حيث يفاجأ الناس يوميا بانطلاق أعمال بناء في أكثر من موقع في شوارع المدينة التي باتت تضيق بأهلها، فخلال بضعة أشهر ظهرت بنايات ضخمة من عدة طوابق قامت على أنقاض بيوت قديمة تم شراؤها وهدمها.
ولا تكاد تجد شارعاً واحداً في المدينة لم يشهد تشييد بنايات ضخمة أو أعمالا بدأت لتوها، في مدينة تشهد حصار وارتفاعا بأسعار مواد البناء نظرا لشحها، ولا يزال موظفوها بدون رواتب كاملة منذ سنوات.
وإذا كنت متشوقا لرؤية أناس يفغرون أفواههم دهشة، فما عليك سوى التوجه لرؤية كيف يحتفل أثرياء غزة بمناسباتهم السعيدة، وكمية الأطعمة والهدايا التي تقدم للمدعوين، فما يذهب منها إلى حاويات القمامة يطعم حيا شعبيا كاملا.
مَن يشيد البنايات ويشتري الإسمنت، ويبني شاليهات فاخرة، ومن يحتاج سيارات فارهة في بلد محاصر ونحو نصف سكانه فقراء؟
يجيب الخبراء أن الاستثمار المفرط في القطاع العقاري والكماليات، يرفع معدلات الفقر في الأطراف، ويسمح للاقتصاد الخفي أن يطل بوجهه، من خلال الترف في المناطق الرئيسة لدى الأثرياء الذين يملكون العقارات والشركات والشاليهات والمصالح التجارية، وهذا الاقتصاد غير حقيقي لأنه غير بناء، ولا يقضي على البطالة المستشرية، لأنه قائم على اقتصاد الرفاهية.
الحصار عمل على تقسيم السكان إلى أغنياء جدا وفقراء جدا، بينما تتلاشى الطبقة متوسطة الدخل، التي يشكل موظفو الدولة العدد الأكبر منها، وتفاقمت معاناتهم مع ضعف الرواتب.
وما يزيد الطين بلة أن الكثير من السياسيين باتوا يمارسون حياة مترفة في محاكاة واضحة لحياة الأثرياء من التجار ورجال الأعمال.
ولسان حالهم يقول: أيعقل ونحن من يحكم البلد أن نعيش حياة متواضعة بينما نرى غزة تعج بالأثرياء بسياراتهم الفارهة.!
فهل تنتظر غزة بعد إتمام اتفاق المصالحة، وإنهاء الحصار والعقوبات التي يفرضها الرئيس عباس عليها، مزيدا من رؤية هذه الفوارق الطبقية، أم ستعمل الحكومة القادمة على النهوض بالطبقة الوسطى وتوفير فرص عمال لآلاف العاطلين عن العمل، وضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة لشعب منهك طالت معاناته..!!.