الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حلم الدولة المستحيلة بقلم:نهاد الحديثي

تاريخ النشر : 2017-11-06
حلم الدولة المستحيلة
نهاد الحديثي ---كاتب وصحفي عراقي
الأكراد قوم يسكنون المنطقة الجبلية الممتدة على حدود تركيا، والعراق، وسوريا، وإيران، وأرمينيا، ويترواح عددهم ما بين 30 و40 مليونا. ويعدون رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، لكن لم تكن لهم أبدا دولة مستقلة في العصر الحديث- وفي العقود الأخيرة، زاد دور الأكراد في التطورات الإقليمية، إذ قاتلوا من أجل حقوقهم القومية في تركيا، ولعبوا دورا هاما في الصراعات الداخلية في العراق وسوريا، آخرها المشاركة في مقاومة تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي الـ 25 من سبتمبر/أيلول الجاري يجرى استفتاء على استقلال كردستان العراق -تاريخيا، عاش الأكراد حياة قائمة على الرعي والزراعة في سهول الرافدين، وفي المناطق الجبلية المرتفعة الموجودة الآن في جنوب شرقي تركيا، وشمال شرقي سوريا، وشمالي العراق، وشمال غربي إيران، وجنوب غربي أرمينيا-.واليوم يشكلون مجموعة متميزة، يجمعها العرق والثقافة واللغة، رغم عدم وجود لهجة موحدة. كما أنهم ينتمون لمجموعة مختلفة من العقائد والديانات.
في مطلع القرن العشرين، بدأت النخب الكردية التفكير في إقامة دولة مستقلة، باسم "كردستان". وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورا لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920 إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية- وانتهى الحال بالأكراد كأقليات في الدول السابق ذكرها. وعلى مدار السنوات الثمانين التالية، سحقت أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة أو حكم ذاتي.
وثار الأكراد في شمال العراق ضد الحكم البريطاني في فترة الانتداب، لكنهم قمعوا. وفي عام 1946 أسس الملا مصطفى البارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني بهدف الحصول على الحكم الذاتي في إقليم كردستان - وفي عام 1978، أسس عبدالله أوجلان حزب العمال الكردستاني، الذي نادى بتأسيس دولة مستقلة في تركيا. ثم بدأ الحزب الصراع المسلح بعد ست سنوات من تأسيسه. ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 40 ألف شخص وتدمير أكثر من 3 آلاف قرية وتهجير سكانها إلى غرب تركيا - وتعرض الأكراد السوريين للكثير من القمع والحرمان من الحقوق الأساسية. وتم تجريد حوالي 300 ألف من الأكراد من الجنسية السورية منذ ستينيات القرن الماضي، وصودرت الأراضي الكردية وأعيد توزيعها على العرب في محاولة لتعريب المناطق الكردية=
وبعد حرب الخليج عام 1991، اشتعلت انتفاضة واسعة في مناطق جنوب العراق وإقليم كردستان ولشدة قمع الدولة لهذه الانتفاضة، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها منطقة حظر جوي على شمال العراق، مما سمح للأكراد بالتمتع بحكم ذاتي. واتفق الحزبان الكرديان على تقاسم السلطة، لكن الصراعات احتدمت، واشتعل صراع داخلي عام 1994، دام أربع سنوات -وتعاون الحزبان الكرديان الرئيسيان مع قوات الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، التي أطاحت بصدام حسين، وشاركا في جميع الحكومات التي شكلت منذ ذلك التاريخ وكذلك في البرلمان العراقي، وشغل منصب رئيس الجمهورية سياسيان كرديان حتى الآن. كما تشارك الحزبان في مؤسسات الحكم في الإقليم المكون من ثلاث محافظات هي دهوك وإربيل والسليمانية - وبعد هجوم داعش في/ حزيران عام 2014، أرسلت حكومة الإقليم قوات البيشمركة للمساهمة في التصدي لزحف التنظيم فاستعادت مساحات كبيرة منه بمساعدة الطيران الأمريكي.
وقد قدم الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 فرصة سانحة للأكراد الذين أصبحوا يتمتعون بمزايا الاستقلال، ويعيشون مظاهر الدولة المستقرة، بعد أن توفرت لهم مظاهر الدولة العصرية من علم ودستور ونشيد قومي، وإستقلالية المؤسسات الكُردية، كالرئاسة والبرلمان وحرس حدود وجمارك موزعة على المنافذ الحدودية، وأصبحت تستقبل البعثات والوفود الرسمية في مطاراتها، وتتحاور معهم على أرضها، وتعقد معهم الصفقات والإتفاقيات الثنائية، كما يعمل ممثلو الإقليم بشكل مستقل عن البعثات العراقية في الخارج، ويمتلك الإقليم قوات خاصة هي البيشمركة يصل عددها إلى نحو (200) الف جندي. فضلاً عن فرض إجراءات مشددة على أبناء المحافظات الأخرى الراغبين بزيارة الإقليم، وهي تشبه الإجراءات التي تتخذها الدول ذات السيادة التامة. إلى جانب ما تقدم، فقد كان الدستور الكُردي واضحاً في رسم حدود الدولة الجديدة، إذ أشارت المادة الأولى إلى أن كُردستان العراق تتكون من محافظة دهوك بحدودها الإدارية الحالية ومحافظات السليمانية وأربيل وأقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلعفر وتلكيف وقرقوش ونواحي زمار وبعشيقة من محافظة نينوى وقضائي خانقين ومندلي من محافظة ديالى وقضاء بدرة وناحية جصان من محافظة واسط بحدودها الإدارية قبل عام 1968!!! وهو ما يعني أن إقليم كُردستان العراق يمتلك العديد من المقومات السياسية والجغرافية والإقتصادية ليصبح في لحظة ما دولة مكتملة المواصفات الإعتبارية على الصعيد الدولي، وقد ساعده في ذلك إعتبارات ذاتية وموضوعية عراقية، أسهمت في تكريس واقع سعى إليه الكُرد عقودا طويلة دون جدوى.
ثمة ميل غالب اليوم لدى الأكراد إلى الانفصال عن البلدان التي تضم أجزاء كردستان التاريخية وبناء دولتهم القومية، أحد وجوهه الاستفتاء الذي تم إجراؤه في ايلول الماضي مع دعوة أكراد سورية في الشهر ذاته إلى انتخاب جمعية تأسيسية لاتحاد شمال البلاد تمهيداً لإقامة سلطة ذاتية فيديرالية في المناطق التي يسيطرون عليها
ان بروز خطر (داعش) وتوظيفه إقليمياً ودولياً، لا يبتعد عن تلك المخططات والمشاريع التقسيمية لدول المنطقة عموماً والعراق على وجه التحديد، إذ وفرت هذه الظروف فرصة تأريخية، وأعطت الكُرد هامشاً حركياً كبيراً للتلاعب في المناطق العراقية خارج الإقليم عبر السيطرة على المناطق المحررة أو محاولة تغيير ديمغرافيتها، وإذا كان دافع القتال ضد (داعش) هو درء هذا الخطر وتحرير المدن المحتلة، فإن الدافع الأول لمعارك الأكراد ضد داعش في العراق هو لملء الفراغ وفرض حدود الدولة الكُردية عن طريق الإستيلاء على مناطق معينة وضمها إلى الإقليم وإعادة التموضع فيها وخلق متغيرات إجتماعية وسياسية وجغرافية جديدة في المنطقة، وصولاً إلى تنفيذ مخطط الإنفصال عن العراق-- ومما ساهم في تقوية النزعة نحو الإستقلال عن الحكومة المركزية في بغداد لدى العديد من قادة إقليم كُردستان هو الإختلاف في وجهات النظر بين الجانبين بشأن المسائل الإقتصادية وحصة الإقليم من موازنة الدولة العراقية، والذي وصل إلى ذروته في عام 2015 عندما قررت حكومة الإقليم بيع النفط بشكل مستقل عن الحكومة المركزية، وبعيداً عن مراقبة وإشراف شركة تسويق النفط العراقية (سومو). فضلاً عن أن الوضع السياسي في العراق وصل إلى مرحلة من الإنغلاق السياسي وعدم الإنفتاح على الآخر، بسبب تمسك القوى السياسية بالمناصب والمكاسب التي حصلت عليها بعد عام 2003، الأمر الذي يعني أن كل طرف من أطراف العملية السياسية أصبح غير قادر بعد الآن عن التنازل عن جزء ولو بسيط من تلك الإمتيازات والمكاسب لكي يكون العيش المشترك وقبول الآخر وزرع الثقة المتبادلة هو السائد بين جميع الفرقاء.ومطالبة الكرد بكركوك ورفع علم كُردستان بجانب العلم العراقي،في 28 مايس الماضي إحدى المحاولات الكُردية للإقرار بكُردية كركوك وضمها إلى الإقليم تمهيداً للإنفصال،. والذي أثار إنتقادات قوية سواء من جانب أطراف سياسية عراقية في بغداد وفي مقدمتها الحكومة الإتحادية، أو من قبل قوى إقليمية مثل تركيا التي اعتبرت إنه قرار غير صائب وهددت بإتخاذ إجراءات أحادية الجانب للتعامل معه. رغم ان القادة اللكرد لجانب يدركون جيداً بإن مطالبتهم بضم محافظة كركوك ومناطق أخرى في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وواسط الى إقليم كُردستان، هو أمر مرفوض من قبل الحكومة الإتحادية في بغداد، مما يترتب عليه إمكانية قطع حصة الإقليم من الموازنة الإتحادية بشكل كامل، أو حدوث صدام مع بغداد في حال فرض الأمر الواقع وهو بالتأكيد أمر لا يصب في مصلحة الجميع. وجاء الاستفتاء في ظل تعنت البارزاني وتحفظ دولي واقليمي -ووافق الأكراد بأغلبية ساحقة على الاستقلال لكن الاستفتاء لم يحظ بتأييد يذكر خارج المنطقة الكردية. وهددت الحكومة العراقية وتركيا وإيران باتخاذ إجراءات صارمة ضد أي مسعى نحو الانفصال خشية أن يشجع ذلك الأكراد في بلادهم على أن يحذو حذوهم-- وانضمت الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية إلى الأصوات المعارضة للاستفتاء. ورفضت حكومة بغداد الاستفتاء بوصفه غير قانوني وأرسلت قوات للسيطرة على مدينة كركوك النفطية والتي يعتبرها الأكراد قلب أي وطن لهم في المستقبل
وخلال بضع ساعات فقط ذهبت كركوك- المدينة التي يوليها الأكراد أهمية كبيرة أدراج الرياح وغيرها من الأراضي التي كان يسيطر عليها الأكراد في أنحاء الشمال خارج حدود إقليمهم. واتهم البعض برزاني بقيادة شعبه إلى كارثة- وبعد عقود من الكفاح يقول المنتقدون إن برزاني ارتكب واحدة من أكبر أخطائه بإصراره على إجراء استفتاء على الاستقلال في 25 سبتمبر أيلول –والطاف الاخير ا البارزاي رر التنحي و رفضه التمديد لفترة رئاسية جديدة، معتبرا ان نتائج استفتاء انفصال الإقليم لا يمكن محوها، كما وصف ما حدث في كركوك بأنه "خيانة عظمى--- اكيد سيترك خروج برزاني من الساحة السياسية الأكراد بلا قيادة مع رحيل الزعيم الطالباني وتنحي مسعود البارزاني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف