الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قانون التقاعد المبكر للموظفين المدنيين حالة الموت السريري بقلم:زكريا السرهد

تاريخ النشر : 2017-11-06
قانون التقاعد المبكر للموظفين المدنيين
حالة الموت السريري
زكريا السرهد
مرّ اكثر من شهرين على نشر قانون التقاعد المبكر للموظفين المدنين في الجريدة الرسمية، والذي يمتاز بقصر العمر بحيث لا يتعدي الستة شهور، أي انه قضى اكثر من ثلث عمره، الا انه ولغاية الآن ما زالت تكتنفه الضبابية، او على ما يبدو انه يمر بحالة "موت سريري"، وسترفع عنه "الاجهزة" في الحادي والعشرين من شهر شباط العام القادم.
المشكلة هنا لا تكمن في قصر عمره فحسب، بل في كون ان عددا من الموظفين المدنيين قد سارعوا الى التقدم بطلب الحصول على التقاعد المبكر وفقاً للقانون، وهم ما زالوا ينتظرون معرفة مصير طلباتهم، ولكنهم لا يحصلون على اية اجابة سواء كانت سلباً او ايجابا.
التكهنات والتحليلات والآراء حول الاهداف الحقيقية من اصدار القانون متعددة، وليس هناك صاحب رأي بامكانه ان يستند الى مصدر محدد ليخبرنا عن الهدف الحقيقي، وبالتالي ما زالت الاهداف التي تقف خلف هذا القانون مستترة، ولم تتعد حدود الشك. ولسنا هنا لمناقشة تلك الآراء والتكهنات لكوننا لا نملك مصدراً نستند اليه، وبالتالي، سنتراجع الى النقطة الاولى، وهي ان القانون اصبح سارياً، وقابلاً للنفاذ والتطبيق.
عندما يتم اصدار أي قانون تكون له اهداف وغايات من التطبيق، ويخدم سياسات وتوجهات لدى الحكومة، وهذا القانون ولد يتيما ولم ترفق معه مذكرة ايضاحية، ورغم النفاذ قانونياً، فهو لا يزال بلا تطبيق، وما زال المستفيدين من تطبيق القانون من الموظفين المدنيين ينتظرون، ما عليهم سوى الانتظار، وليس امامهم الا الانتظار.
قد تكون حسابات التكلفة المالية هي العائق امام تطبيق القانون، ولكن، أي قانون وقبل اصداره يجب ان يتم احتساب التكلفة المالية للتطبيق، والمشكلة في هذه الحالة، ان القانون قد اتاح لجميع الموظفين المدنيين دون تقييد بسنوات الخدمة ولا بالدائرة الحكومية، وبالتالي، تكون حسابات التكلفة مرنة جدا يصعب حصرها، مما يوقع الحكومة في اشكالية كبيرة.
كما ان هناك مشكلة اخرى، اذ كيف يمكن تطبيق القانون في حال ان عدد المتقدمين للتقاعد المبكر كان كبيرا جداً، مما يهدد الدوائر الحكومية المختلفة بالتفريغ من موظفيها بشكل مفاجئ، او في احسن الاحوال، خلق حالة من الارباك تحتاج الى فترة زمنية للتعافي منها. فعلى سبيل المثال، التقدم للتقاعد المبكر من قبل المعلمات/ المعلمين في وزارة التربية قد يفرغ العديد من المدارس دفعة واحدة، مما يخلق فراغاً قاتلا، يصعب ملؤه في وقت قصير، ونحن نعلم ان المدارس اكثر المؤسسات حساسية من هذه الناحية، فغياب معلم/ معلمة ليوم واحد يخلق ارباكا لدى ادارة المدرسة، فكيف عندما سيتغيب مجموعة من المعلمين/ المعلمات بلا رجعة، علما بأن وزارة التربية والتعليم العالي عادة ما تنظم آلية التقاعد للمعلمين والمعلمات بحيث تجري في العطلة الصيفية، ويتسنى ملء المراكز في المدارس قبل بدء العام الدراسي المقبل، فكيف ستتم الامور عند تطبيق قانون التقاعد المبكر والذي سينتهي في الحادي والعشرين من شهر شباط القادم، وقبل العطل الصيفية بأشهر؟!
كما ان هذا القانون كان "سيّالاً" بما يتعارض مع المنطق، اذ كيف يجيز التقاعد المبكر لموظف قد خدم لسنة او سنتين فقط، الامر الذي يهدد القانون نفسه من حيث امكانية التطبيق. كما انه يتعارض مع فلسفة قانون التقاعد "التكافلية" التي تقوم على ان حجم المنفعة اللاحقة، ينسجم وحجم المساهمة السابقة.
هذه الاسباب وغيرها قد توجهنا الى وجهات اخرى، بأن القانون قد تم "اخصاءه" بالمادة (2) والتي تجيز لمجلس الوزراء احالة أي موظف الى التقاعد المبكر بتنسيب من رئيس دائرته الحكومية، أي بمعنى انه في حالة عدم موافقة رئيس الدائرة، وزيرا كان ام رئيس هيئة برتبة وزير، لن يتمكن المتقدم بطلب التقاعد المبكر من الحصول عليه. وفي ذات الوقت تمكن الحكومة من الزام أي موظف بالتقاعد المبكر.
اذا كانت الحكومة في نيتها استثناء بعض الوزارات او المؤسسات الحيوية من الاستفادة من القانون المبكر، كان بامكانها ان تظهر ذلك في مواد القانون، وذا كانت تستهدف فئات معينة فعليها ايضاً ان تظهر ذلك بشكل واضح، بدلاً من اصدار قانون "كامن"، سيتعامل لاحقاً في التطبيق وفقاً للمتغيرات؛ لأن في هذا استهانة بالموظفين انفسهم، وعدم وضع أي اعتبار للأثر النفسي السلبي الذي ينعكس عليهم وهم يعيشون حالة "اللا يقين" الذي تسبب به اصدار هذا القانون الذي يكتنفه الغموض.
 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف