فلسطين و المسيحية الصهيونية
...
تحتفل بريطانيا اليوم بمرور قرن على وعد بلفور , ذلك الوعد الذي منح من لا يملك ما لا يملك لمن لا يستحق , فثارت ثائرتنا بسبب هذا الإحتفال و كأن بلفور كان يتصرف وفق ارادته الشخصية و تصرفت بريطانيا وفقا لأوامره .
كي نفهم أصول وعد بلفور يجب أن ندرس و نقرأ عن المسيحية الصهيونية , فالمسيحية الصهيونية ظهرت قبل بلفور بأكثر من خمسة قرون في اطار ما أطلق البعص عليه الحركة التصحيحية للكنيسة الكاثولية و في إطار الثورة على الكنيسة في روما . و لو تتبعنا الجماعات التي خرجت عن الكنيسة لنرى ان أشدهم انتشارا كانت البروتستانتية و الانجيلية و من هنا ظهر ما يعرف بالصهيونية المسيحية و التي كان بلفور أحد أتباعها . فبماذا اختلفت هاتات الكنيستان عن الكنيسة في روما بما يخص أرض فلسطين .
في ما يخص العودة إلى أرض الميعاد بالنسبة لليهود ترى الكنيسة الكاثوليكية أن ما مسمى الأمة اليهودية قد انتهى و ذلك بسبب صلب اليهود للسيد المسيح و كان طرد اليهود لبابل عقابا لهم على هذه الجريمة و أن نبوءة العودة المزعومة إلى أرض فلسطين قد تمت فعلا على يد قورش الفارسي . و لكن يبدو ان دهاقنة اليهود استطاعوا التسلل إلى دوائر الكهنوت المسيحي و استطاعوا إدخال قواعدهم الخاصة بقيام دولة اسرائيل و احتلال القدس و حتى بناء الهيكل تمهيدا لمعركة هرمجدون الكبري التي يعتقدون انها ستحدث على سهل مجدوا في فلسطين, و عودة المسيح في الاعتقاد الديني لهذه الجماعات التي انشقت عن الكنيسة مثل البروتستانت و الانجيلية و أصبح بالنسبة لأتباع هذه الكنائس العمل على قيام دولة اسرائيل واجب شرعي مقدس و قد قالها ريجان الرئيس الامريكس السابق بعد نجاح تجربة حرب النجوم في عهده : نحن الآن جاهزون لمعركة هر مجدون . من هنا و على خلفية هذا الإعتقاد بدأت الدعوة إلى قيام إسرائيل في فلسطين تظهر على يد علماء الدين المسيحي البروتستانتي ثم رجال السياسة البريطانيين والأوروبيين، مثل عالم اللاهوت البريطاني توماس برايتمان (1562 - 1607) والسياسي البريطاني هنري منشن (1621)، ثم العالمين الإنجليزيين جوانا والينزر كارترايت (1649)، ثم السياسي البريطاني كروميل (1649)، ثم الفرنسي فيليب جنتل (1656). لم يقتصر الأمر في هذا الصدد على علماء الدين والسياسيين بل تعداه إلى الأدباء والفنانين، مثل: ميلتون، ولورد بايرون، وكولريدج، وألكسندر بوب، وجان راسين، وجورج إليوت وغيرهم. ثم تبنّى هذه الدعوة اللورد الإنجليزي شافتسبري (1882)، وكذلك دوق كنت وجلادستون، واللورد بالمرستون وزير الخارجية البريطاني (1865)، بل حتى نابليون بونابرت قد تبنّى الدعوة إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين. ووجّه الجنرال بونابرت نداء إلى اليهود، ودعاهم فيه بـ"الورثة الشرعيين" لفلسطين، وطالب فيه بإقامة دولة لليهود في فلسطين وذلك في أثناء حملته على الشرق (1798 - 1801). واستمر الأمر على هذا المنوال إلى أن ظهر تيودور هرتزل، فتبنّى هذا الأمر ودعا اليهود إلى العمل على تحقيقه، وتم بلورة ذلك في مؤتمر بال عام 1897، ثم تدافعت الجهود اليهودية والأوروبية إلى أن تمخّضت عن وعد بلفور سنة 1917، وبعد ذلك حظيت الدعوة بدعم كامل من أوروبا وأمريكا إلى أن قامت دولة إسرائيل عام 1948 .
الشاعر عبد الجواد مصطفى عكاشة
...
تحتفل بريطانيا اليوم بمرور قرن على وعد بلفور , ذلك الوعد الذي منح من لا يملك ما لا يملك لمن لا يستحق , فثارت ثائرتنا بسبب هذا الإحتفال و كأن بلفور كان يتصرف وفق ارادته الشخصية و تصرفت بريطانيا وفقا لأوامره .
كي نفهم أصول وعد بلفور يجب أن ندرس و نقرأ عن المسيحية الصهيونية , فالمسيحية الصهيونية ظهرت قبل بلفور بأكثر من خمسة قرون في اطار ما أطلق البعص عليه الحركة التصحيحية للكنيسة الكاثولية و في إطار الثورة على الكنيسة في روما . و لو تتبعنا الجماعات التي خرجت عن الكنيسة لنرى ان أشدهم انتشارا كانت البروتستانتية و الانجيلية و من هنا ظهر ما يعرف بالصهيونية المسيحية و التي كان بلفور أحد أتباعها . فبماذا اختلفت هاتات الكنيستان عن الكنيسة في روما بما يخص أرض فلسطين .
في ما يخص العودة إلى أرض الميعاد بالنسبة لليهود ترى الكنيسة الكاثوليكية أن ما مسمى الأمة اليهودية قد انتهى و ذلك بسبب صلب اليهود للسيد المسيح و كان طرد اليهود لبابل عقابا لهم على هذه الجريمة و أن نبوءة العودة المزعومة إلى أرض فلسطين قد تمت فعلا على يد قورش الفارسي . و لكن يبدو ان دهاقنة اليهود استطاعوا التسلل إلى دوائر الكهنوت المسيحي و استطاعوا إدخال قواعدهم الخاصة بقيام دولة اسرائيل و احتلال القدس و حتى بناء الهيكل تمهيدا لمعركة هرمجدون الكبري التي يعتقدون انها ستحدث على سهل مجدوا في فلسطين, و عودة المسيح في الاعتقاد الديني لهذه الجماعات التي انشقت عن الكنيسة مثل البروتستانت و الانجيلية و أصبح بالنسبة لأتباع هذه الكنائس العمل على قيام دولة اسرائيل واجب شرعي مقدس و قد قالها ريجان الرئيس الامريكس السابق بعد نجاح تجربة حرب النجوم في عهده : نحن الآن جاهزون لمعركة هر مجدون . من هنا و على خلفية هذا الإعتقاد بدأت الدعوة إلى قيام إسرائيل في فلسطين تظهر على يد علماء الدين المسيحي البروتستانتي ثم رجال السياسة البريطانيين والأوروبيين، مثل عالم اللاهوت البريطاني توماس برايتمان (1562 - 1607) والسياسي البريطاني هنري منشن (1621)، ثم العالمين الإنجليزيين جوانا والينزر كارترايت (1649)، ثم السياسي البريطاني كروميل (1649)، ثم الفرنسي فيليب جنتل (1656). لم يقتصر الأمر في هذا الصدد على علماء الدين والسياسيين بل تعداه إلى الأدباء والفنانين، مثل: ميلتون، ولورد بايرون، وكولريدج، وألكسندر بوب، وجان راسين، وجورج إليوت وغيرهم. ثم تبنّى هذه الدعوة اللورد الإنجليزي شافتسبري (1882)، وكذلك دوق كنت وجلادستون، واللورد بالمرستون وزير الخارجية البريطاني (1865)، بل حتى نابليون بونابرت قد تبنّى الدعوة إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين. ووجّه الجنرال بونابرت نداء إلى اليهود، ودعاهم فيه بـ"الورثة الشرعيين" لفلسطين، وطالب فيه بإقامة دولة لليهود في فلسطين وذلك في أثناء حملته على الشرق (1798 - 1801). واستمر الأمر على هذا المنوال إلى أن ظهر تيودور هرتزل، فتبنّى هذا الأمر ودعا اليهود إلى العمل على تحقيقه، وتم بلورة ذلك في مؤتمر بال عام 1897، ثم تدافعت الجهود اليهودية والأوروبية إلى أن تمخّضت عن وعد بلفور سنة 1917، وبعد ذلك حظيت الدعوة بدعم كامل من أوروبا وأمريكا إلى أن قامت دولة إسرائيل عام 1948 .
الشاعر عبد الجواد مصطفى عكاشة