
بريطانيا و الوعد الباطل
لو أن تيرزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا اعتذرت في الذكرى المئوية لوعد بلفور ، و اشترطت على أقل تقدير على رئيس وزراء حكومة الإحتلال الإسرائيلي ، تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 , و التي هي أقل بكثير من قرار التقسيم 181 . لقلنا أن بريطانيا قد تغيرت تماما، و أن النظام السياسي البريطاني ، قد ندم على جرائمه التي ارتكبها و ما زال يمارسها ضد الإنسانية جمعاء ، و بالتأكيد ضدنا كشعب فلسطيني ، حيث انه أسس بتصريح بلفور لأكبر عمليات التطهير العرقي في القرن المنصرم ، و على الرغم من كافة التحولات الكبرى و التي شهدها العالم بعد الحروب المدمرة و التي غيرت مجرى الكون ، و عززت مع نهايتها ، قناعات المجتمع الدولي بضرورة إعتماد معايير حقوق الإنسان و حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، و أبدت الكثير من تلك الدول التي شاركت في تلك الحقبة السوداء من تاريخ البشرية الندم و الاعتراف بالخطأ و لو بعد حين.
بريطانيا الوريث الشرعي و الأكثر وفاءا لسياسات الأجداد و الاباء ، لم تبدى أي ندم تجاه الإتجار في البشر أو ما اصطلح على تسميته " تجارة العبيد " ، حيث اقتلعت الملايين من الأفارقة من مواطنهم و باعاتهم في أسواق النخاسة في أمريكا و قضى منهم عشرات الآلاف موتا أثناء نقلهم في الأسطول البريطاني ، و بعدها أسست لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، و نهبت هي و بنات جلدها من قوى الاستعمار، الثروات الطبيعية في تلك القارة، و حتى الآن لم تقدم شيئا يذكر لتلك الشعوب و التي يفتك بها المرض والفقر و الصراعات .
الإمبراطورية البريطانية لا تلتف أو تهتم لطبيعة الإنسان أو ديانته فهي اشاحت وجهها عن إيرلندا ، و التي كانت قد احتلتها في 1801، في أكبر مجاعة عرفتها إيرلندا في الفترة التي ضرب المرض البطاطس ، الغذاء الرئيسي للشعب الايرلندي ، و الذى أدى إلى وفاة أكثر من مليون إنسان جوعا ، و هجرة أكثر من مليوني ايرلندي موطنهم ، بل و قيدت و منعت ملكة بريطانيا دول العالم تقديم العون للايرلنديين.
الإمبراطورية البريطانية خرجت من شبه القارة الهندية بعدما احتلتها كدولة موحدة لتخرج منها و قد قسمتها لعدة دول و أسست لصراع ديني و طائفي بين الهند وباكستان و قسمت حوالى نصف مليار مسلم بين الهند وباكستان و بنغلادش و لم تكتفى بذلك ، بل ابقت على فتيل حرب ملتهب اسمه كشمير .
الإمبراطورية البريطانية لم تستطع أن تقبل خروجها من مصر لتعود في عدوانها الثلاثي مع فرنسا و إسرائيل في عدوان 1956 بعد تأميم قناة السويس و بعيد الثورة المصرية.
الإمبراطورية البريطانية شنت أكبر الحروب في الشرق الاوسط على العراق مع حليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية تحت دعاوى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ، حيث ثبت زيف تلك الاتهامات و باعتراف كولن باول ، و أقامت بالأمس حفل عشاء في لندن لبنيامين نتنياهو و الذى يتربع على ترسانة نووية و أكبر مخزون من الأسلحة والذخائر الكيماوية و البيولوجية، و يرفض أن تخضع منشاته للرقابة الدولية .
سياسات بريطانيا تندرج تحت مصالح التكتلات الاقتصادية العملاقة، و التي تتحكم في مسار بريطانيا سابقا و حاليا .
[email protected]
لو أن تيرزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا اعتذرت في الذكرى المئوية لوعد بلفور ، و اشترطت على أقل تقدير على رئيس وزراء حكومة الإحتلال الإسرائيلي ، تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 , و التي هي أقل بكثير من قرار التقسيم 181 . لقلنا أن بريطانيا قد تغيرت تماما، و أن النظام السياسي البريطاني ، قد ندم على جرائمه التي ارتكبها و ما زال يمارسها ضد الإنسانية جمعاء ، و بالتأكيد ضدنا كشعب فلسطيني ، حيث انه أسس بتصريح بلفور لأكبر عمليات التطهير العرقي في القرن المنصرم ، و على الرغم من كافة التحولات الكبرى و التي شهدها العالم بعد الحروب المدمرة و التي غيرت مجرى الكون ، و عززت مع نهايتها ، قناعات المجتمع الدولي بضرورة إعتماد معايير حقوق الإنسان و حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، و أبدت الكثير من تلك الدول التي شاركت في تلك الحقبة السوداء من تاريخ البشرية الندم و الاعتراف بالخطأ و لو بعد حين.
بريطانيا الوريث الشرعي و الأكثر وفاءا لسياسات الأجداد و الاباء ، لم تبدى أي ندم تجاه الإتجار في البشر أو ما اصطلح على تسميته " تجارة العبيد " ، حيث اقتلعت الملايين من الأفارقة من مواطنهم و باعاتهم في أسواق النخاسة في أمريكا و قضى منهم عشرات الآلاف موتا أثناء نقلهم في الأسطول البريطاني ، و بعدها أسست لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، و نهبت هي و بنات جلدها من قوى الاستعمار، الثروات الطبيعية في تلك القارة، و حتى الآن لم تقدم شيئا يذكر لتلك الشعوب و التي يفتك بها المرض والفقر و الصراعات .
الإمبراطورية البريطانية لا تلتف أو تهتم لطبيعة الإنسان أو ديانته فهي اشاحت وجهها عن إيرلندا ، و التي كانت قد احتلتها في 1801، في أكبر مجاعة عرفتها إيرلندا في الفترة التي ضرب المرض البطاطس ، الغذاء الرئيسي للشعب الايرلندي ، و الذى أدى إلى وفاة أكثر من مليون إنسان جوعا ، و هجرة أكثر من مليوني ايرلندي موطنهم ، بل و قيدت و منعت ملكة بريطانيا دول العالم تقديم العون للايرلنديين.
الإمبراطورية البريطانية خرجت من شبه القارة الهندية بعدما احتلتها كدولة موحدة لتخرج منها و قد قسمتها لعدة دول و أسست لصراع ديني و طائفي بين الهند وباكستان و قسمت حوالى نصف مليار مسلم بين الهند وباكستان و بنغلادش و لم تكتفى بذلك ، بل ابقت على فتيل حرب ملتهب اسمه كشمير .
الإمبراطورية البريطانية لم تستطع أن تقبل خروجها من مصر لتعود في عدوانها الثلاثي مع فرنسا و إسرائيل في عدوان 1956 بعد تأميم قناة السويس و بعيد الثورة المصرية.
الإمبراطورية البريطانية شنت أكبر الحروب في الشرق الاوسط على العراق مع حليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية تحت دعاوى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ، حيث ثبت زيف تلك الاتهامات و باعتراف كولن باول ، و أقامت بالأمس حفل عشاء في لندن لبنيامين نتنياهو و الذى يتربع على ترسانة نووية و أكبر مخزون من الأسلحة والذخائر الكيماوية و البيولوجية، و يرفض أن تخضع منشاته للرقابة الدولية .
سياسات بريطانيا تندرج تحت مصالح التكتلات الاقتصادية العملاقة، و التي تتحكم في مسار بريطانيا سابقا و حاليا .
[email protected]