إطلالة على رواية يسري الغول غزة 87
يسري الغول الذي أعرفه منذ أن كان شبلا تداعب أنامله الحرف بشغف يثير الانتباه وحرص يدفعه خلف دروب الحكاية ليجعل له نصيبا منها وحضورا بدأت ملامحه الاولى بمجوعته القصصية على موتها أغني وما تلاها من أعمال سبقت روايته الجديدة غزة 87، هذه الرواية التي بشرت بروائي يمسك بناصية القلم على نحو تجاوز فيه الكثير من اقرانه وربما بعض من سبقوه وخاض في غماره بجرأة عالية وقدرة انبعثت من نفس حملت تجاربه القصصية السابقة واطلاع واع على تجارب الآخرين.
في هذه الرواية وضعنا الكاتب أمام ذواتنا وطرح السؤال الصعب : هل نحن ملائكة أم بشر نخطئ ونصيب ؟، سؤال يحتاج إلى الكثير من الجرأة للإجابة عليه ، تركه مفتوحا وأخذ بنا إلى نبع الحكاية الأول حيث زمن القص المرتد اربعة عقود إلى الوراء زمن الانتفاضة الاولى، يوم كانت ألوف العمال تطحن في سوق النخاسة الاسرائيلي وتستغل على نحو بشع معنويا وماديا وفي كافة المستويات فيما الكثير من اعمالنا الأدبية تجاهلت هذه الشريحة العريضة الا فيما ندر والبعض مر عليها مرور الكرام، لكن تناول كاتبنا لتلك المعاناة بشكل مسهب وتعرضه لقضايا حساسة تمثلت في العلاقات التي كانت تحدث بين الشبان العرب والطامعات الاسرائيليات والتي هي في الاساس علاقة اغتصاب أيا كان شكلها وطابعها تحسب له على اعتبار انه يقول بان الاحتلال لم يكن قاصرا على اغتصاب الارض، بل طال الانسان ايضا حسيا ومعنويا.
كما يحسب للكاتب انتقاده لبعض الظواهر السلبية في الانتفاضة الاولى ، كالعملاء مثلا والاندفاعية التي تفتقر للتخطيط المسبق وبعض الظواهر الشاذة في المجتمع كزوجة ابيه التي عذبته طفلا وراودته عن نفسه حين شب وصار في عداد الرجال .. حالة الاحتقان والقهر الذي عاشه المجتمع في حينه.
لكن الملفت في هذا العمل قدرته على الغوص في خبايا المجتمع الاسرائيلي وفضح سوءته ، إذ وضعنا الكاتب امام حقيقة ذلك المجتمع الذي يدعي النقاء والديمقراطية وووالخ من العناوين البراقة لنري الحقيقة بعينها مجتمع مفكك.. منحل تمزقه العنصرية ويد الأمن فوق الجميع.
هذه العجالة السريعة من حيث المضمون أما من حيث اللغة والبناء الروائي فقد كانت لغة الكاتب مميزة على نحو ملفت خصوصا في الفصول الاولى وإن جنحت إلى شيء من التقريرية فيما بعد وجاءت عنونة الفصول باسماء الشخوص حيلة ذكية مكنت الكاتب من القفز على عتبات زمانية ومكانيه تستدعي الكثير من الثرثرة الزائدة .
باختصار نحن أمام عمل جميل يحتاج إلى أن متابعة نقدية اعمق حتى ينال حقه بشكل صحيح .
تهانينا للكاتب وتمنياتنا له بدوام التقدم والازدهار
يسري الغول الذي أعرفه منذ أن كان شبلا تداعب أنامله الحرف بشغف يثير الانتباه وحرص يدفعه خلف دروب الحكاية ليجعل له نصيبا منها وحضورا بدأت ملامحه الاولى بمجوعته القصصية على موتها أغني وما تلاها من أعمال سبقت روايته الجديدة غزة 87، هذه الرواية التي بشرت بروائي يمسك بناصية القلم على نحو تجاوز فيه الكثير من اقرانه وربما بعض من سبقوه وخاض في غماره بجرأة عالية وقدرة انبعثت من نفس حملت تجاربه القصصية السابقة واطلاع واع على تجارب الآخرين.
في هذه الرواية وضعنا الكاتب أمام ذواتنا وطرح السؤال الصعب : هل نحن ملائكة أم بشر نخطئ ونصيب ؟، سؤال يحتاج إلى الكثير من الجرأة للإجابة عليه ، تركه مفتوحا وأخذ بنا إلى نبع الحكاية الأول حيث زمن القص المرتد اربعة عقود إلى الوراء زمن الانتفاضة الاولى، يوم كانت ألوف العمال تطحن في سوق النخاسة الاسرائيلي وتستغل على نحو بشع معنويا وماديا وفي كافة المستويات فيما الكثير من اعمالنا الأدبية تجاهلت هذه الشريحة العريضة الا فيما ندر والبعض مر عليها مرور الكرام، لكن تناول كاتبنا لتلك المعاناة بشكل مسهب وتعرضه لقضايا حساسة تمثلت في العلاقات التي كانت تحدث بين الشبان العرب والطامعات الاسرائيليات والتي هي في الاساس علاقة اغتصاب أيا كان شكلها وطابعها تحسب له على اعتبار انه يقول بان الاحتلال لم يكن قاصرا على اغتصاب الارض، بل طال الانسان ايضا حسيا ومعنويا.
كما يحسب للكاتب انتقاده لبعض الظواهر السلبية في الانتفاضة الاولى ، كالعملاء مثلا والاندفاعية التي تفتقر للتخطيط المسبق وبعض الظواهر الشاذة في المجتمع كزوجة ابيه التي عذبته طفلا وراودته عن نفسه حين شب وصار في عداد الرجال .. حالة الاحتقان والقهر الذي عاشه المجتمع في حينه.
لكن الملفت في هذا العمل قدرته على الغوص في خبايا المجتمع الاسرائيلي وفضح سوءته ، إذ وضعنا الكاتب امام حقيقة ذلك المجتمع الذي يدعي النقاء والديمقراطية وووالخ من العناوين البراقة لنري الحقيقة بعينها مجتمع مفكك.. منحل تمزقه العنصرية ويد الأمن فوق الجميع.
هذه العجالة السريعة من حيث المضمون أما من حيث اللغة والبناء الروائي فقد كانت لغة الكاتب مميزة على نحو ملفت خصوصا في الفصول الاولى وإن جنحت إلى شيء من التقريرية فيما بعد وجاءت عنونة الفصول باسماء الشخوص حيلة ذكية مكنت الكاتب من القفز على عتبات زمانية ومكانيه تستدعي الكثير من الثرثرة الزائدة .
باختصار نحن أمام عمل جميل يحتاج إلى أن متابعة نقدية اعمق حتى ينال حقه بشكل صحيح .
تهانينا للكاتب وتمنياتنا له بدوام التقدم والازدهار