الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مناقشة ديوان (طفل الكرز) لعدلي شما في دار الفاروق

تاريخ النشر : 2017-10-23
مناقشة ديوان (طفل الكرز) لعدلي شما في دار الفاروق
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق، تم مناقشة ديوان (طفل الكرز) للشاعر الفلسطيني (عدلي شما)، وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" الذي تحدث عن أهمية هذا الديوان من خلال زخم التناص مع الكتب المقدسة، وعلى الطريقة التي استخدم فيها الشاعر هذه النصوص لإثراء قصائده، فنكاد لا نجد قصيدة بدون وجود شيء من القرآن الكريم أو الإنجيل، مبينًا أن الشاعر يضع لنفسه خطاً شعريًا خاصًا به.
ثم فُتح باب النقاش فتحدث الشاعر "جميل دويكات" قائلاً: إن العنوان منحاز، فاللفظ "طفل الكرز" موجود في قصيدة غير موزونة، وكأنه بهذا الأمر أراد عن يؤكد فيه انزياحه للثورة للتمرد على الواقع وما فيه، لكن الديوان فيه العديد من الأفكار، فنجد الفرح، الحزن، المرأة، الطفل، الفقراء، الوطن، فهناك تشكيلة متنوعة يقدمها لنا الشاعر في ديوانه، ونجد تميزه في التناص مع الكتب السماوية على تنوعها، حيث استخدم بعضها استخدامًا عكسيًا مما أضفى عليها السّمة الإبداعية، فالشاعر مثقف دينيًا بشكل كبير، حتى أنه استطاع توظيف هذه النصوص في ديوانه بهذا الشكل وهذه الطريقة، فنجد قصة "يوسف" تناولها بأكثر من شكل، وهذا يؤكد قدرته على هضم النصوص الدينية لكي يخرجها بالطريقة والشكل الذي يريده، وإذا ما توقفنا عند قصيدة "معزوفات على أوتار الروح" نجد تألق الشاعر إن كان على مستوى الشكل أو الموضوع، وسنجد صورًا شعرية جميلة لا بد أن نقف عندها، وإذا ما توقفنا عند طريقة تقديم الأفكار سنجد هناك أثر للشاعر العراقي "مظفر النوّاب" على الشاعر.
أما الأستاذ "سامي مروح" فتحدث قائلاً: العنوان يمثل الكرز الأحمر، ومذاقة حلو، واللون الأحمر يشير إلى الدم والموت، وكأن الشاعر أراد بهذا العنوان أن يشير إلى أن هناك الحلو المر في ديوانه، وهذا ما وجدناه في الديوان، ونجد أسلوب الشاعر بريء تمامًا، بحيث نجد القصائد تحكمت فيها العاطفة أكثر من العقل، ونجد بعض القصائد تحمل الرمز لكنه رمز معروف للقارئ، وهناك ثقافة دينية واضحة في الديوان، لكنها ثقافة محايدة، ولهذا نجده يستخدم القصص والأفكار الدينية إن كانت من القرآن الكريم أو من الإنجيل، ونجده في بعض القصيدة "مرثية لأطفال البحر" يأخذ صفة الراوي للحدث لكنه سرعان ما يتحول هذا الراوي المحايد إلى البطل نفسه، وهذا يشير إلى تأثر الشاعر بما يكتبه، وإذا ما توقفنا عند الألفاظ المستخدمة في الديوان سنجد هيمنة ألفاظ الموت والدم حتى أن القارئ يشعر بسواد قاتم.
أما الأستاذ "نضال دروزة" فقال: أن العنوان له علاقة بالنبي عيسى، حيث يشير إلى الطفل الحلو، ويمكننا أيضًا أن نأخذ فكرة الثورة/التمرد من العنوان، لأن طعم الثورة أيضًا حلو ويعشقه الأحرار، فنجده ينحاز بشكل واضح إلى الفقراء بحيث يمكننا القول أن هناك طرح طبقي في الديوان، فالديوان يمثل هلال في ليلة مظلمة، ونجده أحيانًا أخرى بدرًا كاملاً، ونجده ينحاز للمرأة مبينًا أنها تمثل أيضًا حالة الظلم الواقع على عامة المجتمع، فكما أن العامة مقموعة ومظلومة أيضًا المرأة مظلومة ومقموعة مرتين، مرة كإنسان وأخرى كأنثى، ونجد الغنائية في القصائد وهذا يشير إلى قدرات الشاعر الإبداعية، أما فيما يتعلق بمقارنات هذا الديوان مع شعراء آخرين، فنجد هناك قصيدة "الحجر" للشاعر الثوري ممدوح عدوان، وقصيدة "ليلى" لـ"مانع سعيد العتيبة" الذي يقترب تمامًا مما جاء في هذا الديوان، ولهذا يمكننا القول إن الهم عند الشعراء واحد، وطريقة تقديمهم للأفكار متقاربة، ولهذا نجد لغة الخطاب متماثلة.
لكن الروائية "خلود نزال" تحدثت عن وجود قصائد التفعيلة والقصائد النثرية في الديوان، وهذا يشير إلى أن الشاعر يتمرد بطريقة ما على أي شكل جامد، وهذا ما نجده في التناصات التي استخدمها، فهناك التناص من القرآن الكريم والعهد القديم والعهد الجديد والأساطير السومرية والبابلية، أما بخصوص الأفكار التي يقدمها فهي تميل إلى التمرد والثورة، لهذا نجده يتحدث عن القضايا الاجتماعية والسياسية، وهذا ما جعل الألفاظ السوداء طاغية في الديوان.
وتحدث "رائد الحواري" عن أهمية أن يكون هناك أثر للنصوص الدينية المتنوعة في الديوان، فهذا الأمر يوحي للقارئ بأهمية التنوع الديني في المجتمع، وعلى ضرورة أن تتوحد كافة المعتقدات الدينية لإزالة الظلم والقهر عن المجتمع، أما فيما يتعلق بنظرة الشاعر إلى الواقع فهي سوداء تمامًا، لكن نجد المرأة تخلصه تمامًا من هذا السواد في قصيدة "بوح عاشق" التي يتخلص فيها من السواد بشكل مطلق ويقدم لنا نصًا ناصع البياض، وبهذا يكون الشاعر قد أكد لنا أهمة ودور المرأة في حياتنا.
وتقرر أن تناقش الجلسة القادمة يوم السبت الموافق 4/11/2017 مجموعة "عندما تبكي الألوان" للقاص الفلسطيني "زين العابدين الحسيني"، والمجموعة من منشورات دار الفاروق بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية، ولمن يريد المشاركة في النقاش يمكنه الحصول عليها من دار الفاروق، علمًا أن مكان النقاش هو مقر دار الفاروق للطباعة والنشر في شارع جمال عبد الناصر ومقابل مركز إسعاد الطفولة في مدينة نابلس.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف