الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

طاووس!بقلم: طلال أبو شاويش

تاريخ النشر : 2017-10-22
طاوووووس !!!

تسمّر أمام المرآة لأكثر من ساعة... جرب ما يزيد على عشرين ربطة عنق... كافة الألوان الأصلية والمركبة... زفرت زوجته وتمتمت:
- ألا تثق بذوقي إلى اليوم ... أنت handsome في كل حالاتك... لا داعي لكل هذا العناء !
ابتسم وهو يتأمل نفسه في المرآة ليطمئن إلى اختياره الأخير... قال وهو يثبت ياقة قميصه الوردي ويزيل بعض نترات ال make up عن خديه الحليقين المتوردين...
_سننتظر قليلاً قبل الحفل في الصالة الخارجية... وسيندفع الجميع لمصافحتي... سأحاول تجنب العناق كي لا يفسدوا مظهري... سيصفق البعض فور وصولي ترحيباً بي... وسيهبّ موظفو الفندق وعلى رأسهم مديرهم لاستقبالي بحفاوة... سيدعونني لتناول النوع الذي أحبه من الجاتو، وكأس الزهرات الذي أحبه... اسمعي... لن أتناول شيئاً... الطبيب في مركز الأعشاب المتخصص نبهني إلى أن وزني قد ازداد قليلاً... سأتجنب دعوتهم وسأنتبه إلى النظام الغذائي الخاص بي... وما أن يبدأ الحفل، سيصطف الجميع على الجانبين ليسمحوا لي بالمرور... سأرسم الابتسامة التي تدربت عليها وأثبتها على وجهي... وسأتوجه بهدوءٍ إلى المقعد المحجوز في الصف الأول أمام المسرح تماماً... سألتفت إلى الخلف بزاوية صغيرة وأشوّح للحضور بيدي... سيبادلونني التحية لأن جميع العيون شاخصةٌ نحو مقعدي... سيقوم مقدم الحفل بالترحيب بي قبل بدء الفقرات... سأحاول تجنب الرد على المكالمات الهاتفية خلال فقرات الحفل... هذا لا يليق بقائدٍ كبير... سأرد على الضروري منها فقط... سيعذرني الجميع... فهم يعرفون ضخامة المسئولية الملقاة على عاتقي !
انطلق بسيارته عبر شوارع المدينة... كان يلمح المارة يتوقفون ويشيرون إليه فور رؤيته والسائقون يتمهلون بسياراتهم ليسمحوا لسيارته بالمرور...
وصل إلى الساحة الخارجية للفندق... بالكاد وجد مكاناً يضع فيه سيارته... كانت سيارات أخرى تملأ المكان، ويترجل أصحابها وينطلقون إلى الردهة الخارجية بسرعة... عددٌ كبير من موظفي الفندق ينتقلون من مكانٍ لآخر لينجزوا أعمالهم دون أن يلتفتوا إلى أحد... عدّل من هندامه أمام بوابة الردهة ودخل بخطى واثقة... راح يفترس الحضور بنظراته... كان الحضور يتحلقون في مجموعاتٍ صغيرة يدردشون ويطلقون النكات فتصدح ضحكاتهم في فضاء الردهة... لاحظ أن مدير الفندق يجلس خلف الحاجز الخشبي دون أن يرفع عينيه عن شاشة الحاسوب... وراح الجرسونات يحملون الطلبات إلى الحضور ويمرون من أمامه و من خلفه دون أن يتقدم أحدهم ليسأله عما يرغب بشربه...
حان موعد الحفل... اندفع الحضور نحو بوابة الصالة.... كان العدد كبيراً... توقف قليلاً علّ أحدهم يفسح له المجال للمرور... لكن أحداً لم ينتبه لذلك... ظل متسمراً مكانه حتى ابتلعت الصالة جميع من حضر... تقدم وحيداً... مرتبكاً... نظر نحو المقاعد الأمامية... كان الشبان والشابات يشغلونها... انتحى ركناً قصياً في الصالة قرب الباب الخارجي... ارتمى في مقعده مشتت الذهن... زائغ النظرات...
مرت فقرات الحفل أمامه كمشاهد فيلم سينمائي صامت... كانت الأشباح تروح وتجيء على خشبة المسرح دون ان يدرك شيئا مما يجري... مر الوقت ثقيلاً خانقاً...
انتهى الحفل وخرج المدعوون يتحدثون ويتصايحون ويعلقون ويتناقشون... مروا بمقعده قرب الباب دون ان يلتفتوا... غادر الجميع... حاول أن ينهض... لم يستطع... كانت قدماه مثبتتين بالمقعد المعدني الذي يجلس فيه... استجمع قواه حتى تمكن من خلعهما منه... جرجر ساقيه نحو سيارته... في الردهة الخارجية كان العاملون يعيدون ترتيب المكان بعد الحفل...غادر دون أن يعلق بخياله سوى صورة ذلك العامل وهو يمسك بمكنسة ملونة صنعت من ريش ذيل طاووس ويقوم بمسح الزجاج الخارجي لبوابة الفندق !!!

تسمّر أمام المرآة لأكثر من ساعة... جرب أكثر من عشرين ربطة عنق... كافة الألوان الأصلية والمركبة... زفرت زوجته وتمتمت:
- ألا تثق بذوقي إلى الآن ... أنت جميلٌ دون كل هذا العناء !
ابتسم وهو يتأمل نفسه في المرآة ليطمئن إلى اختياره الأخير... قال وهو يثبت ياقة قميصه الوردي ويزيل بعض نترات "الميك أب" عن خديه..
سننتظر قليلاً قبل الحفل في الصالة الخارجية... وسيندفع الجميع لمصافحتي... سأحاول تجنب العناق كي لا يفسدوا مظهري... وسيصفق البعض فور وصولي ترحيباً بي... سيهبّ موظفو الفندق وعلى رأسهم مديرهم لاستقبالي بحفاوة... وسيدعونني لتناول النوع الذي أحبه من الجاتو، وكأس الزهرات الذي أحبه... اسمعي لن أتناول شيئاً... الطبيب في مركز الأعشاب المتخصص نبهني إلى أن وزني قد ازداد قليلاً... سأتجنب الدعوات وسأنتبه إلى النظام الغذائي الخاص بي... وما أن يبدأ الحفل، سيصطف الجميع على الجانبين ليسمحوا لي بالمرور... سأرسم الابتسامة التي تدربت عليها وأثبتها على وجهي... وسأتوجه بهدوءٍ إلى المقعد المحجوز في الصف الأول أمام المسرح تماماً... سألتفت إلى الخلف بزاوية صغيرة وأشوّح للحضور بيدي... سيبادلونني التحية لأن جميع العيون شاخصةٌ نحو مقعدي... سيقوم مقدم الحفل بالترحيب بي قبل بدء الفقرات... وسأحاول تجنب الرد على المكالمات خلال الفقرات... هذا لا يليق بقائدٍ كبير... سأرد على الضروري منها فقط... سيعذرني الجميع... فهم يعرفون ضخامة المسئولية الملقاة على عاتقي...
انطلق بسيارته عبر شوارع المدينة... كان يرى المارة تتوقف وتشير إليه فور رؤيته والسائقون يتمهلون ليسمحوا لسيارته بالعبور...
وصل إلى الساحة الخارجية للفندق... بالكاد وجد مكاناً يضع فيه سيارته... وكانت سيارات أخرى تملأ المكان، ويترجل أصحابها وينطلقون إلى الردهة الخارجية بسرعة... عددٌ كبير من موظفي الفندق ينتقلون من مكانٍ لآخر لينجزوا أعمالهم دون أن يلتفتوا إلى أحد... عدّل من هندامه أمام بوابة الردهة ودخل بخطى واثقة... راح يفترس الحضور بنظرته... كان الحضور يتحلقون في مجموعاتٍ صغيرة يدردشون ويطلقون النكات فتصدح ضحكاتهم في فضاء الردهة... لاحظ أن مدير الفندق يجلس خلف الحاجز الخشبي دون أن يرفع عينيه عن شاشة الحاسوب... وراح الجرسونات يحملون الطلبات إلى الحضور ويمرون أمامه وخلفه دون أن يتقدم أحدهم ليسأله عما يرغب بشربه...
حان موعد الحفل... اندفع الحضور نحو بوابة الصالة.... كان العدد كبيراً... توقف قليلاً علّ أحدهم يفسح له المجال للمرور... لكن أحداً لم ينتبه لذلك... ظل متسمراً مكانه حتى ابتلعت الصالة الجميع... تقدم وحيداً... مرتبكاً... نظر نحو المقاعد الأمامية... كان الشبان والشابات يشغلوها... انتحى ركناً قصياً في الصالة قرب الباب الخارجي... ارتمى في مقعده مشتت الذهن... زائغ النظرات...
مرت فقرات الحفل أمامه كمشاهد فيلم سينمائي صامت... كانت الأشباح تروح وتجيء أمامه على خشبة المسرح... مر الوقت ثقيلاً خانقاً...
انتهى الحفل وخرج المدعوون يتحدثون ويتصارخون ويعلقون ويتناقشون... مروا بمقعده قرب الباب... غادر الجميع... حاول أن ينهض... لم يستطع... كانت قدماه مثبتتين بالمقعد المعدني الذي يجلس فيه... استجمع قواه حتى تمكن من خلعهما منه... جرجر ساقيه نحو سيارته... في الردهة الخارجية كان العاملين يعيدون ترتيب المكان بعد الحفل... لم يعلق في خياله سوى صورة ذلك العامل وهو يمسك بمكنسة ملونة صنعت من ريش ذيل الطاووس ويقوم بمسح الزجاج الخارجي لبوابة الفندق...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف