وخير الدّين أهدانا أمينا (*)
شعر: تركي عامر
♫ ♡ ♫
مساءُ الخيرِ أستاذي الأمينا! * أمينٌ أنتَ، سُمِّيتُمْ (أمينا).
تلامِذَةً لكُمْ كُنّا صغارًا، * وما زِلْنا صغارًا صاغِرينا.
تعلّمْنا وقلْتُمْ: لا تكونُوا * عَديدًا في عِدادِ الجاهِلينا.
وأحرارًا نشَأْنا لا عبيدًا، * ولم نخدِمْ قُصورَ السّيّدينا.
(ومنْ طلبَ العُلا) قلتُمْ. سهِرْنا * بـ (مُمْتازٍ) فرِحْنا طائرِينا.
طلَبْنا العلمَ لا في الصّينِ، إنّا * نغارُ على مَزارِ الأقرَبينا.
نحبُّكَ يا معلّمَنا وإنّا، * نجلُّ معلّمِينا الفاضِلينا.
و(شوقي) قالَها بيتًا مُبينًا، * فقُمْنا للرّسولِ مُبجِّلينا.
بكُمْ (حُرْفَيْشُ) تكبُرُ دونَ كِبْرٍ، * وفي (حَيْفا) وقَفْنا مُعْلِنينا:
ألَا هُبِّي بِنادٍ فيهِ أهْلٌ * لَنا، هُمْ عِزْوَةٌ مِنّا وَفِينا.
كنيستَهُم لـ (يُوحنّا) أقامُوا، * على صخْرٍ بأمْرِ الأوَّلِينا.
وعُمِّدْنا بنارٍ ليسَ تخْبُو، * وباسْمِ الإبنِ بارَكَنا أبُونا.
بموعظةٍ على جبَلٍ نَهانا، * عَنِ البغْضاءِ قاطبةً نُهينا.
ومَنْ بخطيئةٍ ما كانَ يومًا، * فذا حجَرٌ لِرَمْيِ الخاطِئينا.
ولم نلعَنْ قريبًا أو غريبًا، * وبارَكْنا لسانَ اللّاعِنينا.
وباسْمِ الآبِ علَّمَنا دروسًا * وأوْصانا: أحِبُّوا الـمُعْتَدينا!
أدَرْنا الخدَّ لمْ يخجَلْ عَدُوٌّ * لنا شَرِسٌ يُحِبُّ الميِّتِينا.
ألا اظْهَرْ يا مسيحَ الحقِّ وامْسَحْ * لنا جُرحًا يعذِّبُنا ثخينَا.
كأنِّي بابْنِ مريمَ في الأعالي، * يُنادي: يا جموعَ المُتعَبينا،
مسيحيّينَ كنتُمْ أو يَهودًا، * دُروزًا كنتُمُ أو مُسلِمينا،
فأنتُمْ إخوَتي أبناءُ أمّي، * وأمّي لا تراكُمْ مارِقينا.
خرجْتُ فسامِحُوني يا رفاقي، * فإِنّي داخلٌ في الخارِجينا.
إذا كنتُمْ تَبَيَّنْتُم خروجًا * عنِ الموضوعِ، كونُوا مُدْرِكينا
بأَنّا مثلَما علَّمْتُمُونا، * على نهجِ الكرامةِ سائرُونا.
أساتذةٌ وأهلٌ بينَ لحْمٍ * وعظمٍ فاضَلُوا، فتقاسَمُونا.
وقبلَ العلْمِ أخلاقًا نَهَلْنَا، * وحُفِّظْنا كلامَ المُرْسَلينا.
إلى هذا المكانِ أعودُ غِبًّا، * إلى نادٍ بحُبٍّ يَحْتَوينا.
ومن قلبٍ وربٍّ ذا فؤادٌ، * بعزمٍ لا يلينُ ولنْ يلينا..
يُنادينا وفي فمِهِ صلاةٌ: * ألا يا ربُّ بارِكْ مُبْدِعِينا!
يُكرِّمُ كلَّ أسبوعٍ كتابًا، * علَيْنا لم يَكُنْ يومًا ضَنِينا.
بتكريمِ الـ (أمينِ) اليومَ أنتمْ * تكرّمتُمْ إذَنْ كَرَّمْتُمُونا.
بحِبْرِ الحُلْمِ يكتُبُنا (أميـنٌ)، * مقالاتٍ وأشعارًا تُرِينا..
طريقَ الحُبِّ لا للحرْبِ تَبًّا، * ألَا ليتَ السّلامَ يصيرُ دِينا!
(أبا وجدي) لكُمْ في القلبِ شأنٌ، * وما في القلبِ لسْتُمْ جاهِلينا.
علَيْنا فضلُكُمْ دَيْنٌ، وعَزْمًا * على النّسيانِ لسْنا عاقِدينا.
لقدْ علّمتَنا لغةً، حسابًا، * وهندسةً. وكُنّا الرّابحينا.
سِوى عِلْمٍ سَوِيٍّ لم تَبِعْنا، * ولَوْلا عِلْمُكُمْ كانُوا اشتَرُونا.
إلى حيثُ الصّوابُ أشَرْتَ دَوْمًا، * وما ساوَمْتَ لو بَذَلُوا الثَّمينا.
على دربِ العروبةِ سِرْتَ جهرًا * يسارًا، لم تَسِرْ يومًا يمينَا.
خَطَوْنا خلفَكُمْ أسْرَى طريقٍ * يُمشّينا ولخبَطْنا العَجِينا.
ولم نرهَبْ وعيدًا من قريبٍ، * يهدّدُ بالبعيدِ وما خَشِينا.
ظلَلْنا في مواقعِنا وعِشْنا، * بماءِ الوجهِ رأْسًا رافِعينا.
أخيرًا أيُّها النّاسُ احترامي، * وعذرًا إنْ أطلْتُ فسامحُونا!
ففي تكريمِ من رَبَّى حرامٌ * وعيبٌ أنْ نكونَ مُقصّرينا.
إلهُ الخلقِ أهْدَى خيرَ دِينٍ، * و(خيرُ الدّينِ) أهْدانا (أمينا).
♫ ♡ ♫
(*) في تكريم أستاذي ومعلّمي الأديب أمين خير الدّين، (النّادي الثّقافي الأرثوذكسي - حيفا، الخميس، 19 أكتوبر 2017)
شعر: تركي عامر
♫ ♡ ♫
مساءُ الخيرِ أستاذي الأمينا! * أمينٌ أنتَ، سُمِّيتُمْ (أمينا).
تلامِذَةً لكُمْ كُنّا صغارًا، * وما زِلْنا صغارًا صاغِرينا.
تعلّمْنا وقلْتُمْ: لا تكونُوا * عَديدًا في عِدادِ الجاهِلينا.
وأحرارًا نشَأْنا لا عبيدًا، * ولم نخدِمْ قُصورَ السّيّدينا.
(ومنْ طلبَ العُلا) قلتُمْ. سهِرْنا * بـ (مُمْتازٍ) فرِحْنا طائرِينا.
طلَبْنا العلمَ لا في الصّينِ، إنّا * نغارُ على مَزارِ الأقرَبينا.
نحبُّكَ يا معلّمَنا وإنّا، * نجلُّ معلّمِينا الفاضِلينا.
و(شوقي) قالَها بيتًا مُبينًا، * فقُمْنا للرّسولِ مُبجِّلينا.
بكُمْ (حُرْفَيْشُ) تكبُرُ دونَ كِبْرٍ، * وفي (حَيْفا) وقَفْنا مُعْلِنينا:
ألَا هُبِّي بِنادٍ فيهِ أهْلٌ * لَنا، هُمْ عِزْوَةٌ مِنّا وَفِينا.
كنيستَهُم لـ (يُوحنّا) أقامُوا، * على صخْرٍ بأمْرِ الأوَّلِينا.
وعُمِّدْنا بنارٍ ليسَ تخْبُو، * وباسْمِ الإبنِ بارَكَنا أبُونا.
بموعظةٍ على جبَلٍ نَهانا، * عَنِ البغْضاءِ قاطبةً نُهينا.
ومَنْ بخطيئةٍ ما كانَ يومًا، * فذا حجَرٌ لِرَمْيِ الخاطِئينا.
ولم نلعَنْ قريبًا أو غريبًا، * وبارَكْنا لسانَ اللّاعِنينا.
وباسْمِ الآبِ علَّمَنا دروسًا * وأوْصانا: أحِبُّوا الـمُعْتَدينا!
أدَرْنا الخدَّ لمْ يخجَلْ عَدُوٌّ * لنا شَرِسٌ يُحِبُّ الميِّتِينا.
ألا اظْهَرْ يا مسيحَ الحقِّ وامْسَحْ * لنا جُرحًا يعذِّبُنا ثخينَا.
كأنِّي بابْنِ مريمَ في الأعالي، * يُنادي: يا جموعَ المُتعَبينا،
مسيحيّينَ كنتُمْ أو يَهودًا، * دُروزًا كنتُمُ أو مُسلِمينا،
فأنتُمْ إخوَتي أبناءُ أمّي، * وأمّي لا تراكُمْ مارِقينا.
خرجْتُ فسامِحُوني يا رفاقي، * فإِنّي داخلٌ في الخارِجينا.
إذا كنتُمْ تَبَيَّنْتُم خروجًا * عنِ الموضوعِ، كونُوا مُدْرِكينا
بأَنّا مثلَما علَّمْتُمُونا، * على نهجِ الكرامةِ سائرُونا.
أساتذةٌ وأهلٌ بينَ لحْمٍ * وعظمٍ فاضَلُوا، فتقاسَمُونا.
وقبلَ العلْمِ أخلاقًا نَهَلْنَا، * وحُفِّظْنا كلامَ المُرْسَلينا.
إلى هذا المكانِ أعودُ غِبًّا، * إلى نادٍ بحُبٍّ يَحْتَوينا.
ومن قلبٍ وربٍّ ذا فؤادٌ، * بعزمٍ لا يلينُ ولنْ يلينا..
يُنادينا وفي فمِهِ صلاةٌ: * ألا يا ربُّ بارِكْ مُبْدِعِينا!
يُكرِّمُ كلَّ أسبوعٍ كتابًا، * علَيْنا لم يَكُنْ يومًا ضَنِينا.
بتكريمِ الـ (أمينِ) اليومَ أنتمْ * تكرّمتُمْ إذَنْ كَرَّمْتُمُونا.
بحِبْرِ الحُلْمِ يكتُبُنا (أميـنٌ)، * مقالاتٍ وأشعارًا تُرِينا..
طريقَ الحُبِّ لا للحرْبِ تَبًّا، * ألَا ليتَ السّلامَ يصيرُ دِينا!
(أبا وجدي) لكُمْ في القلبِ شأنٌ، * وما في القلبِ لسْتُمْ جاهِلينا.
علَيْنا فضلُكُمْ دَيْنٌ، وعَزْمًا * على النّسيانِ لسْنا عاقِدينا.
لقدْ علّمتَنا لغةً، حسابًا، * وهندسةً. وكُنّا الرّابحينا.
سِوى عِلْمٍ سَوِيٍّ لم تَبِعْنا، * ولَوْلا عِلْمُكُمْ كانُوا اشتَرُونا.
إلى حيثُ الصّوابُ أشَرْتَ دَوْمًا، * وما ساوَمْتَ لو بَذَلُوا الثَّمينا.
على دربِ العروبةِ سِرْتَ جهرًا * يسارًا، لم تَسِرْ يومًا يمينَا.
خَطَوْنا خلفَكُمْ أسْرَى طريقٍ * يُمشّينا ولخبَطْنا العَجِينا.
ولم نرهَبْ وعيدًا من قريبٍ، * يهدّدُ بالبعيدِ وما خَشِينا.
ظلَلْنا في مواقعِنا وعِشْنا، * بماءِ الوجهِ رأْسًا رافِعينا.
أخيرًا أيُّها النّاسُ احترامي، * وعذرًا إنْ أطلْتُ فسامحُونا!
ففي تكريمِ من رَبَّى حرامٌ * وعيبٌ أنْ نكونَ مُقصّرينا.
إلهُ الخلقِ أهْدَى خيرَ دِينٍ، * و(خيرُ الدّينِ) أهْدانا (أمينا).
♫ ♡ ♫
(*) في تكريم أستاذي ومعلّمي الأديب أمين خير الدّين، (النّادي الثّقافي الأرثوذكسي - حيفا، الخميس، 19 أكتوبر 2017)