7 _ قصص قصيرة جدا ترجمة : حماد صبح
(1)
مالك الشجرة الحقيقي
زعم كل من شام ورام ملكيته لشجرة مانجو ، فقصدا بربال ، وسألاه الفصل في خلافهما ، فقال لهما :ليس من فصل في هذا الخلاف إلا بحل واحد : اقطفا ثمر الشجرة ، واقتسماه مناصفة ، ثم اقطعاها ، واقتسما خشبها بنفس الطريقة !
فرأى رام الحكم عادلا مريحا ، وجهر بذلك ، أما شام فارتعب ، وقال لبربال : يا صاحب الشرف ! رعيت هذه الشجرة سبع سنين دأبا ، وأوثر أن يأخذها رام على أن أراها مقطوعة !
فقال بربال : أنبأني خوفك وقلقك عليها بكل ما أود علمه .
وحكم له بأنه المالك الحقيقي للشجرة .
(2 )
بربال يفحم الإمبراطور
حكى الإمبراطور أكبر رؤيا رآها في منامه . بدأت تلك الرؤيا به وببربال يتجهان نحو بعضهما بعضا في ليلة جفاها القمر ، ليلة كانت من حلكة ظلمتها على حال أعجزت الاثنين عن رؤية بعضهما بعضا ، فاصطدما وسقطا . قال الإمبراطور : سقطت من طيب حظي في بركة من حلواء الباياسام ( حلواء من السكر والحليب ) ، وتصوروا فيم سقط بربال ؟!
فسألت الحاشية : فيم يا صاحب المعالي ؟!
فأجاب : في بالوعة .
ودوى البلاط بالضحك ، وانفعل الإمبراطور غبطة لتغلبه على بربال ولو مرة واحدة . ولم يبدُ أي قلق أو انزعاج على بربال ، وقال حين هدأت عاصفة الضحك : الغريب يا صاحب المعالي أنني رأيت نفس الرؤيا ، ولكن على خلاف منك واصلت نومي حتى نهاية رؤياي ، وما حدث أنك حين صعدت خارجا من بركة الباياسام اللذيذة ، وأنا من البالوعة الخبيثة الرائحة ؛ لم نعثر على ماء لغسل أنفسنا ، فتخيل ماذا فعلنا !
فسأله الإمبراطور بنغمة عدائية : ماذا فعلنا ؟!
فأجاب : لحس كل واحد منا الآخر لتنظيف أنفسنا .
فاحمر وجه الإمبراطور اضطرابا ، وآلى ألا يغالب بربال بعدها .
( 3 )
شر الفقر
كان الفصل شتاء ، وقد تجمدت كل البرك ، وفي ذلك الجو الشاتي القارس سأل الإمبراطور أكبر بربال في البلاط الإمبراطوري : قل لي يا بربال ! هل يمكن أن يفعل الإنسان أي شيء لكسب المال ؟!
فأجابه بربال : نعم .
فسأله البرهان على ما يقول . وفي اليوم التالي قدم بربال إلى البلاط في صحبة رجل فقير من طائفة البراهما بالكاد يملك مليما ، وأسرته في أقسى مجاعة . وأعلم بربال الإمبراطور أن البراهمي مستعد لفعل أي شيء لكسب المال ، فأمره الإمبراطور بالغطس عاريا في بركة مجمدة ، واللبوث فيها كل الليل إن كان يحتاج المال . ولم يكن للرجل خيار سوى الموافقة ، فبات الليل في البركة مقرورا مرتجفا ، وذهب صباحا إلى البلاط لأخذ مكافأته .
سأله الإمبراطور : أخبرني أيها البراهمي الفقير ! كيف تحملت برودة الجو القارس كل الليل ؟!
فأجابه ببراءة : لمحت ضوءا باهتا على بعد كيلومتر ، فصبرني ذلك الضوء على برودة البركة ليلا .
فأبى منحه المكافأة قائلا إنه تدفأ بالضوء ، فصبر على البرودة ، وإن هذا خداع .
ولم يكن البراهمي الفقير بقادر على مجادلة أكبر ، فرجع إلى بيته مخيبا صفر اليد .
وحاول بربال توضيح الأمر للإمبراطور إلا أنه لم يكن في حالة نفسية تؤهله للإصغاء لأي توضيح ، فتوقف بربال عن الذهاب إلى البلاط ، وأرسل رسولا إلى الإمبراطور يخبره أنه لن يعود إلا بعد أن يطبخ الختشيدي الخاص به ، ولما لم يحضر خلال خمسة أيام قرر الإمبراطور أن يذهب بنفسه إلى بيته ، فوجده أوقد النار ، وترك وعاء الختشيدي الذي لم ينضج على بعد متر من النار ، فسأله مستغربا : كيف ينضج الختشيدي على بعد متر من النار ؟! مالك يا بربال ؟!
فرد : أي ملك الهند العظيم ! بما أنه جاز لشخص أن يستدفىء بضوء على بعد كيلومتر فمن الجائز لهذا الختشيدي الذي لا يبعد عن النار سوى متر أن ينضج هو الآخر !
فوعى أكبر غلطته ، واستدعى البراهمي ، ومنحه مكافأة من ألفي قطعة ذهبية .
*عن موقع " قصص قصيرة جدا " الإنجليزي .
(1)
مالك الشجرة الحقيقي
زعم كل من شام ورام ملكيته لشجرة مانجو ، فقصدا بربال ، وسألاه الفصل في خلافهما ، فقال لهما :ليس من فصل في هذا الخلاف إلا بحل واحد : اقطفا ثمر الشجرة ، واقتسماه مناصفة ، ثم اقطعاها ، واقتسما خشبها بنفس الطريقة !
فرأى رام الحكم عادلا مريحا ، وجهر بذلك ، أما شام فارتعب ، وقال لبربال : يا صاحب الشرف ! رعيت هذه الشجرة سبع سنين دأبا ، وأوثر أن يأخذها رام على أن أراها مقطوعة !
فقال بربال : أنبأني خوفك وقلقك عليها بكل ما أود علمه .
وحكم له بأنه المالك الحقيقي للشجرة .
(2 )
بربال يفحم الإمبراطور
حكى الإمبراطور أكبر رؤيا رآها في منامه . بدأت تلك الرؤيا به وببربال يتجهان نحو بعضهما بعضا في ليلة جفاها القمر ، ليلة كانت من حلكة ظلمتها على حال أعجزت الاثنين عن رؤية بعضهما بعضا ، فاصطدما وسقطا . قال الإمبراطور : سقطت من طيب حظي في بركة من حلواء الباياسام ( حلواء من السكر والحليب ) ، وتصوروا فيم سقط بربال ؟!
فسألت الحاشية : فيم يا صاحب المعالي ؟!
فأجاب : في بالوعة .
ودوى البلاط بالضحك ، وانفعل الإمبراطور غبطة لتغلبه على بربال ولو مرة واحدة . ولم يبدُ أي قلق أو انزعاج على بربال ، وقال حين هدأت عاصفة الضحك : الغريب يا صاحب المعالي أنني رأيت نفس الرؤيا ، ولكن على خلاف منك واصلت نومي حتى نهاية رؤياي ، وما حدث أنك حين صعدت خارجا من بركة الباياسام اللذيذة ، وأنا من البالوعة الخبيثة الرائحة ؛ لم نعثر على ماء لغسل أنفسنا ، فتخيل ماذا فعلنا !
فسأله الإمبراطور بنغمة عدائية : ماذا فعلنا ؟!
فأجاب : لحس كل واحد منا الآخر لتنظيف أنفسنا .
فاحمر وجه الإمبراطور اضطرابا ، وآلى ألا يغالب بربال بعدها .
( 3 )
شر الفقر
كان الفصل شتاء ، وقد تجمدت كل البرك ، وفي ذلك الجو الشاتي القارس سأل الإمبراطور أكبر بربال في البلاط الإمبراطوري : قل لي يا بربال ! هل يمكن أن يفعل الإنسان أي شيء لكسب المال ؟!
فأجابه بربال : نعم .
فسأله البرهان على ما يقول . وفي اليوم التالي قدم بربال إلى البلاط في صحبة رجل فقير من طائفة البراهما بالكاد يملك مليما ، وأسرته في أقسى مجاعة . وأعلم بربال الإمبراطور أن البراهمي مستعد لفعل أي شيء لكسب المال ، فأمره الإمبراطور بالغطس عاريا في بركة مجمدة ، واللبوث فيها كل الليل إن كان يحتاج المال . ولم يكن للرجل خيار سوى الموافقة ، فبات الليل في البركة مقرورا مرتجفا ، وذهب صباحا إلى البلاط لأخذ مكافأته .
سأله الإمبراطور : أخبرني أيها البراهمي الفقير ! كيف تحملت برودة الجو القارس كل الليل ؟!
فأجابه ببراءة : لمحت ضوءا باهتا على بعد كيلومتر ، فصبرني ذلك الضوء على برودة البركة ليلا .
فأبى منحه المكافأة قائلا إنه تدفأ بالضوء ، فصبر على البرودة ، وإن هذا خداع .
ولم يكن البراهمي الفقير بقادر على مجادلة أكبر ، فرجع إلى بيته مخيبا صفر اليد .
وحاول بربال توضيح الأمر للإمبراطور إلا أنه لم يكن في حالة نفسية تؤهله للإصغاء لأي توضيح ، فتوقف بربال عن الذهاب إلى البلاط ، وأرسل رسولا إلى الإمبراطور يخبره أنه لن يعود إلا بعد أن يطبخ الختشيدي الخاص به ، ولما لم يحضر خلال خمسة أيام قرر الإمبراطور أن يذهب بنفسه إلى بيته ، فوجده أوقد النار ، وترك وعاء الختشيدي الذي لم ينضج على بعد متر من النار ، فسأله مستغربا : كيف ينضج الختشيدي على بعد متر من النار ؟! مالك يا بربال ؟!
فرد : أي ملك الهند العظيم ! بما أنه جاز لشخص أن يستدفىء بضوء على بعد كيلومتر فمن الجائز لهذا الختشيدي الذي لا يبعد عن النار سوى متر أن ينضج هو الآخر !
فوعى أكبر غلطته ، واستدعى البراهمي ، ومنحه مكافأة من ألفي قطعة ذهبية .
*عن موقع " قصص قصيرة جدا " الإنجليزي .