الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"المجلة الثقافية" وجه مشرق في الجامعة الأردنية مراجعة لإصدارها الجديد

تاريخ النشر : 2017-10-21
"المجلة الثقافية" وجه مشرق في الجامعة الأردنية
مراجعة لإصدارها الجديد
د. محمد عبدالله القواسمة
تناولت المجلة الثقافية، التي تصدرها الجامعة الأردنية منذ عام 1983م، في عددها الواحد والتسعين، الذي صدر حديثًا موضوعات ثقافية في الأدب والفلسفة والتاريخ والفن؛ فخصصت ملفًا للمتخيل الروائي وآفاق التخييل، افتتحه رئيس التحرير الدكتور محمد شاهين بحديث عن المتخيل وعلاقته باللغة، ورأى أن النقد الروائي بدءًا من الناقد فورستر في كتابه "أركان الرواية" 1927 ركز على فهم عناصر الرواية من حدث، وحبكة، وشخصية حتى انتهى إلى الاهتمام باللغة بوصفها العنصر الرئيسي في تكوين المتخيل الروائي، وليس أداة نقل فقط، مما ترتب على ذلك انتقال الاهتمام بالحدث الخارجي إلى الاهتمام بالشعور. فظهرت روايات تيار الشعور، مثل: "يوليسيز" لجويس، و"الفنار"، و"الأمواج" لفيرجينيا وولف.
وتناول الدكتور محمد عصفور الفرق بين التاريخي والمتخيل، وأوضح أن بينهما فاصلًا رقيقًا يعتمد على قدرة الكاتب على الإقناع والإبداع، وأنهما لا يعتمدان على الحقائق بل على صياغة هذه الحقائق صياغة ذات معنى. ويضرب مثلًا على ذلك بأن حجارة البيت(حقائق) تبقى حجارة صماء حتى يكون منها بناء ما، ينطق بمعناه. ومن ذلك ندرك الفرق بين شخصيات شكسبير وبين شخصية شكسبير نفسه، بل نعرف عنها أكثر مما نعرف عنه.
أما نبيل سليمان ففي مقال عنوانه "استراتيجية اللاتعيين في المتخيل الروائي العربي للسلطان والسلطة" تناول بعض الروايات العربية التي تفتقد إلى تعيين بعض عناصرها من شخصيات، أو زمان، أو مكان. منها روايات: "مدن الملح" لعبد الرحمن منيف، و"العصفورية" لغازي القصيبي، و"التلال" لهاني الراهب، و"فتنة الرؤوس والنسوان" لسالم حميش. ورأى أن هذه الروايات تمزج بين ما هو واقعي وما هو تاريخي، ويتكشف من خلال هذا المزج ما هو إنساني عابر لكل زمان ومكان، ودون تحديد لشخصيات بعينها. وفي هذا إثراء للفن الروائي.
وينتهي عبد الواحد لؤلؤة إلى رواية "عالم بلا خرائط" التي كتبها جبرا إبراهيم جبرا، وعبد الرحمن منيف، فيرى أنها تحتفي بأجواء رواية بوليسية، ولغتها شعرية مع أنها من صنع روائيين.
ويجد محمود جرن بعض المدن العربية التي تجلت بين المتخيل والواقع في الأدب النسوي الإيطالي، مثل: الإسكندرية كما ظهرت في رواية "ساحة كليوبترا" لفاوستا تشالنته، وبيروت في رواية "إن شاء الله" لأوريانا فالاتشي، ومراكش كما ظهرت في المجموعة القصصية "الشاي الأخير في مراكش" لتوني مرايني. لقد ألهبت هذه المدن المخيلة الأدبية: الشعرية، والروائية.
وتناولت لندا أندرسن السيرة الذاتية لإدوارد سعيد كما جاءت في كتابه "خارج المكان"، وتحدثت عن الأماكن التي عاشها سعيد في أمريكا والقاهرة والقدس ولبنان، وتبنيه القضية الفلسطينية. كما أوردت المجلة حوارًا مع إدوارد سعيد نفسه، بعد مدة قصيرة من قصف غزة، وانتخاب شارون لرئاسة وزراء إسرائيل. وهو حوار لم ينشر من قبل، قدم فيه سعيد آراء ما زال لها تأثيرها فيما يجري على أرض الواقع. إنه يرى أن الهدف من الكفاح الفلسطيني، ليس مجرد الحصول على دولة إنما تحرير أنفسنا وتحرير الآخرين.
في باب دراسات، وردت دراستان لعلوي الهاشمي وعلي محافظة. وقد جاءت دراسة علوي الهاشمي عن المفارقة الصارخة التي لاحظها حول شعر نزار قباني، واعترف بها النقد العربي، وتتبلور بأن شعره استقبل بحفاوة بالغة عند الناس طوال الخمسين عامًا الماضية، ولكنه لم يحظ بمثل هذا الاستقبال عند النقاد، كما يعترف بذلك الناقد محمد علاء الدين عبد المولى في كتابه" دفاعًا عن الشاعر نزار قباني" 2002.
أما دراسة الدكتور المؤرخ علي محافظة فعرضت بقدرة لافتة الأحداث التاريخية التي أحاطت باتفاقية سايكس.. بيكو ووعد بلفور، وبينت الموقف البريطاني والفرنسي منها، وكشفت أساليب الخداع والتحايل التي اتبعتها الدول الأجنبية مع العرب، طوال القرن العشرين.
كما اهتمت المجلة بالتراث العربي وترجمته، فأوردت للمترجم دنيس جونسون ديفيس الذي اختص بترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية؛ إذ ترجم لنجيب محفوظ، ومحمود تيمور، والطيب صالح، ومحمود درويش وغيرهم، مقالًا عرض فيه أهمية ترجمة التراث العربي إلى اللغات الأوروبية، وبين أثر ترجمة الكتب العربية القديمة في الفكر الأوروبي. مثل: "كليلة ودمنة" لابن المقفع، وقصة "حي ابن يقظان" لابن طفيل، وألف ليلة وليلة.
واختارت الكاتبة ضحى الطلافيح خديجة السلامي لتعرض كتابها "دموع سبأ"، وتتحدث عنها، نموذجًا للإنسانة التي تقدم أفضل ما تقدر عليه للآخرين، وليس لنفسها فقط. وقدم إياد الموسوي شهادة عن تميز الفنان الفلسطيني محمد بشناق في مجال النحت.
أما المراجعات فكانت لأربعة كتب، هي:
1. فكرة إسرائيل للمؤرخ إلان بابيه، قرأه الدكتور المؤرخ علي محافظة، وكشف فيه الأساطير الصهيونية ومزاعمها في فلسطين.
2. غربة الراعي لإحسان عباس، راجع فيه د. إبراهيم السعافين السيرة الذاتية لإحسان عباس.
3. "تحرير العقل" لجابر عصفور. راجعه د. إبراهيم خليل، وتوقف عند شخصيات مستنيرة مثل شخصية جورجي زيدان، وحلل ظاهرة العنف والتطرف وأسبابها.
4. "التاريخ المجهول" لحلمي النمنم، وزير الثقافة المصري، الذي تتبع فيه جذور ما جرى للقضية الفلسطينية، كما وردت في الصحف والمجلات المصرية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين. وأظهر موقف السلطة العثمانية والكتاب والمفكرين العرب منها. مثل: رشيد رضا، وشكيب أرسلان، وجورجي زيدان، وشبلي شميل.
كانت هذه مراجعة للموضوعات التي تناولتها المجلة الثقافية في عددها الذي بين أيدينا. وهي تبين أنها مازالت تحافظ على مستواها المتقدم والمتفوق، وتساهم في إثراء الحياة الثقافية إن في الوطن الأردن، أو في البلاد العربية، بل ونالت سمعة جيدة في الأوساط الثقافية الغربية؛ فلا غرابة أن يعبر المفكر اللغوي الأمريكي المعروف ناعوم تشومسكي في رسالة إلى رئيس التحرير عن سعادته بهذه "المجلة الرائعة".
لقد تجلت هذه الأهمية للمجلة بما تهيأ لها من هيئة تحرير متميزة، ومسؤولين أكفياء في التحرير والإخراج، وبما توفر لها الحاضنة الأم، الجامعة الأردنية، من إمكانات وحرية؛ لتظل وجهًا مشرقًا تطل به الجامعة على المجتمع المحلي والعربي والدولي.
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف