إبن أبي العزاقر وسوء العاقبة
وسام ابو كلل
سوء العاقبة، من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، التي عادة ما تكون في أواخر حياته، فتراه مجدا مجتهدا متمسكا بدينه، يصلي الصلاة بوقتها، يعطي الخمس ويتصدق، يقف بوجه الطغاة، ليدافع عن المظلوم، لكنه في نهاية عمره ينحرف انحرافا كاملا، فتكون الأثرة صفته بدلا من الإيثار، والحسد بدل الغبطة، والشح بدل الكرم، وحب الدنيا والإستقتال لأجلها، وترك الأخرة وكبير أجرها والفوز المدخر فيها للصالحين من العباد.
سوء العاقبة، اسبابها كثيرة، منها الغرور والكبر، والتعالي على الناس، بحيث يظن أحدهم أنه خير من الباقين وأحسن، وإنما تجري الأمور لأنه هو من أراد لها أن تسير هكذا قال تعالى ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )، العُجُب أيضا من مسببات سوء العاقبة ، فهو الزهو بالنفس، والكذب والخيانة، فالمؤمن لا يخون ولا يكذب، وأسوء أنواع الخيانة أن تطعن من أحسن اليك بظهره وهو غافل.
التجبر، من المهلكات، فقد جاء بالروايات أن رسول الله صلى الله عليه واله كان يسير في أحد أزقة المدينة ومعه جمع من الصحابة، فاعترضت طريقه إمراة تجمع البعر، فقيل لها أن تفسح الطريق فرفضت فقيل لها : إنه رسول الله فقالت: وإن فقال رسول الله: إتركوها إنها جبارة، فلنتصور إمراة تجمع البعر ولكنها جبارة، فكيف بمن صفقت له الجماهير، وثنيت له الوسادة، يأمر وينهي، فيطاع ويستجاب أمره، فيقسو قلبه وتسود روحه فتامره بالسوء.
إبن أبي العزاقر، من علماء الشيعة وأعلامها، سطع نجمه ايام الغيبة الصغرى، ولما تقلد الحسين بن روح السفارة، دخل الحسد قلبه وحقد عليه، لدرجة أنه خرج من الايمان وضل عن سواء السبيل، وكما ألف العديد من الكتب المعتبرة، بدأ بالغلو وترويج الافكار الضالة، وامتدت دعوته المضلة حتى صدر امرا من صاحب العصر والزمان بقتله، كان في شبابه عالما مستقيما ولكنه كلما تقدم به العمر عاد القهقرى، فكان ما كان منه بسبب الحسد والعُجُب.
التاريخ لا يرحم ولا ينسى، يثبت كل شيء، زينه وشينه، فكما ثبت أمر تلك المرأة الجبارة، وَرِدَة ابن ابي العزاقر، ثبت موقف الحر الرياحي الذي جاء ليقاتل الحسين عليه السلام لكن نطفته الطاهرة، جعلته ينقلب على الشيطان ويرحل الى الرحمن شهيدا، ولن يرحم التاريخ من ترك مسيرة من سطر الشهداء لأجل العراق وحفظه، وآثر الحياة الدنيا وإستاثر بها لأجل نعمتها الزائلة، متقلبا بوعودها الكاذبة، ولكن هيهات فإن الرجال تعرف عند الشدائد.
وسام ابو كلل
سوء العاقبة، من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، التي عادة ما تكون في أواخر حياته، فتراه مجدا مجتهدا متمسكا بدينه، يصلي الصلاة بوقتها، يعطي الخمس ويتصدق، يقف بوجه الطغاة، ليدافع عن المظلوم، لكنه في نهاية عمره ينحرف انحرافا كاملا، فتكون الأثرة صفته بدلا من الإيثار، والحسد بدل الغبطة، والشح بدل الكرم، وحب الدنيا والإستقتال لأجلها، وترك الأخرة وكبير أجرها والفوز المدخر فيها للصالحين من العباد.
سوء العاقبة، اسبابها كثيرة، منها الغرور والكبر، والتعالي على الناس، بحيث يظن أحدهم أنه خير من الباقين وأحسن، وإنما تجري الأمور لأنه هو من أراد لها أن تسير هكذا قال تعالى ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )، العُجُب أيضا من مسببات سوء العاقبة ، فهو الزهو بالنفس، والكذب والخيانة، فالمؤمن لا يخون ولا يكذب، وأسوء أنواع الخيانة أن تطعن من أحسن اليك بظهره وهو غافل.
التجبر، من المهلكات، فقد جاء بالروايات أن رسول الله صلى الله عليه واله كان يسير في أحد أزقة المدينة ومعه جمع من الصحابة، فاعترضت طريقه إمراة تجمع البعر، فقيل لها أن تفسح الطريق فرفضت فقيل لها : إنه رسول الله فقالت: وإن فقال رسول الله: إتركوها إنها جبارة، فلنتصور إمراة تجمع البعر ولكنها جبارة، فكيف بمن صفقت له الجماهير، وثنيت له الوسادة، يأمر وينهي، فيطاع ويستجاب أمره، فيقسو قلبه وتسود روحه فتامره بالسوء.
إبن أبي العزاقر، من علماء الشيعة وأعلامها، سطع نجمه ايام الغيبة الصغرى، ولما تقلد الحسين بن روح السفارة، دخل الحسد قلبه وحقد عليه، لدرجة أنه خرج من الايمان وضل عن سواء السبيل، وكما ألف العديد من الكتب المعتبرة، بدأ بالغلو وترويج الافكار الضالة، وامتدت دعوته المضلة حتى صدر امرا من صاحب العصر والزمان بقتله، كان في شبابه عالما مستقيما ولكنه كلما تقدم به العمر عاد القهقرى، فكان ما كان منه بسبب الحسد والعُجُب.
التاريخ لا يرحم ولا ينسى، يثبت كل شيء، زينه وشينه، فكما ثبت أمر تلك المرأة الجبارة، وَرِدَة ابن ابي العزاقر، ثبت موقف الحر الرياحي الذي جاء ليقاتل الحسين عليه السلام لكن نطفته الطاهرة، جعلته ينقلب على الشيطان ويرحل الى الرحمن شهيدا، ولن يرحم التاريخ من ترك مسيرة من سطر الشهداء لأجل العراق وحفظه، وآثر الحياة الدنيا وإستاثر بها لأجل نعمتها الزائلة، متقلبا بوعودها الكاذبة، ولكن هيهات فإن الرجال تعرف عند الشدائد.