الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"عمّرت طويلا حتى صرت أخشى ألا أموت" بقلم : حمدي فراج

تاريخ النشر : 2017-10-16
"عمّرت طويلا حتى صرت أخشى ألا أموت" بقلم : حمدي فراج
"عمّرت طويلا حتى صرت أخشى ألا أموت" 16-10-2017
بقلم : حمدي فراج
هذا ما وضعه الأديب السوري الكبير حنا مينا قبل حوالي عشر سنوات عندما كان عمره أربعة وثمانين عاما ، وهو اليوم اربعة وتسعين . ربما تسمع من يقول بعد ان يقرأ هذا الكلام : الله يطول في عمره .
ليس بعيدا كثيرا عن سوريا ، رحل هنا في فلسطين قائد ومعلم مغمور مقارنة بحنا مينا اسمه حسين شاهين عن سبعين عاما ، أوجه اختلاف شديدة بين الرجلين ، فالاول مشهور جدا في مجال الادب العربي وتاريخه ، والثاني لم يكتب سطرا في رواية ، لكنه قرأ كل ما وضعه حنا مينا والذي يناهز ثلاثين رواية ، منذ "المصابيح الزرق" الى "شرف قاطع طريق" ، الاول عاش فقرا مدقعا وعمل حمالا في الميناء ، والثاني عاش اللجوء الفلسطيني في طبعته الاولى ومشى حافيا في ازقة المخيم وعمل عتالا في الحسبة ، الاول امتشق القلم في السجن واحسن استخدامه "حين حملت القلم"والثاني قرأ في السجن علم الديالكتيك الثوري وأتقنه حتى اصبح يعلمه ، لكن الله استجاب للثاني قبل الاول بنحو ربع قرن ، بعد ان خانه جسده على مدار عدة سنوات ، ولقد ظل حسين سعيدا في حياته لأنه افناها في خدمة الاخرين فقيرا وقائدا ايثاريا ، كما حنا مينا الذي قال انا منذ فتحت عيني منذور للشقاء ، في قلب الشقاء حاربت الشقاء وانتصرت عليه .
هبت جماهير المخيم وعشرات من قيادات السجون من كافة ارجاء فلسطين يشاركون حسين وداعه الاخير ، في مسحة اخلاص لعطائه النوعي ومواقفه الثابتة ازاء الصراع مع الاحتلال ، لكن حنا مينا لا يريد اي شيء من ذلك " لا حزنٌ لا بكاءٌ لا للتعزيات، بأي شكلٍ، ومن أي نوع، في البيت أو خارجه، ثمّ، وهذا هو الأهم، وأشدد: لا حفلة تأبين، فالذي سيقال بعد موتي، سمعته في حياتي، وهذه التأبينات، وكما جرت العادات، منكرة، منفّرة، مسيئة إلي، استغيث بكم جميعاً، أن تريحوا عظامي منها".
لم يترك حسين ارثا يوزعه على اولاده ، يقلقه اختلافهم عليه بعد رحيله ، ترك حفيدان في السجن من ابنتيه منال وميساء ، الاول يتحرر بعد ثلاثة اشهر "محمد ابو عكر" والثاني طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره لم يحكم بعد "محمد مناع"، وكان يتمنى ان يراهم الرؤية الاخيرة قبل الرحيل الاخير . أما حنا مينا فترك "بيتي في اللاذقية، وكل ما فيه، فهو لزوجتي ومطوّب باسمها، فلا يباع إلا بعد عودتها إلى العدم الذي خرجت هي، وخرجت أنا، منه، ثم عدنا إليه." صحيح انه ترك ارثا ثقافيا هائلا لا يتبدد ولا يتوزع على الورثة ، وكذلك حسين ترك ارثا من الاحفاد يصحون من ساعات الفجر يطاردون الكلاب الضالة في ازقة المخيم العظيم .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف