الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مشوار حياتي.. الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) ح 1 بقلم رفيق أحمد علي

تاريخ النشر : 2017-10-16
مشوار حياتي.. الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) ح 1 بقلم رفيق أحمد علي
مشوار حياتي..
الجزء الثاني (رسالة قلم فلسطيني) 1979 ــ 2017
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإهداء
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من رافقت أو رافقوني على الطريق.. قادةً وعاملين.. شعراءَ وكاتبين.. إلى الجيل القادم المعقود عليه الأمل في إكمال المسيرة إلى تحرير فلسطين، وجمع الأمة على راية " لا إله إلا الله ، محمدٌ رسول الله" إلى زوجي التي آزرتني على الطريق وما تزال..
رفيق أحمد علي


مقدّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: تناولت في الجزء الأول من مشوار حياتي ــ 1948/1978 ــ سيرة كفاحي من أجل الحياة، معرّضاً لبدايات كفاحي القلمي، منبثقاً من قريحة شعرية مبكّرة تطورت بها لأصل إلى نمط النَّظم الأحدث، ألا وهو شعر التفعيلة؛ بما يتميز به من انطلاق من قيود القافية، وعدم التقيد بعدد تفعيلات البيت أو الشطر الشعري، وما يتيح من مساحة أوسع لرسم الصورة الشعرية الكلية.. مع الاعتماد على الرمز المكثّف ربطاً بالرواية الأسطورية أو الحدث التاريخي!
ولأنتقل في هذا الجزء من السيرة إلى الحديث عما أسميه بحياة الكفاح، والتي يمثلها جهادي القلمي من أجل القضية والوطن.. مما حدا بي لأن أُعدّل العنوان الفرعي ــ سيرة قلم فلسطيني ــ إلى( رسالة قلم فلسطيني) أسوق من خلالها بعض ما قلت من أشعار أو كلمات وتعليقات في ندوة دينية أو مناسبة وطنية: من انتفاضة شعبية أو ذكرى شهيد أو سقوطه في ميدان التضحية والجهاد.. ولا أظن رسالة القلم على طريق الجهاد بأقلّ من رسالة السيف أو أهون منها؛ فهي الممهدة السابقة والراسمة المخططة لعمل السيف والقوة في مجابهة العدو ومناوأة الباطل.. وخير دليل على ذلك أنّ الله تعالى ذكر القلم؛ إشارةً إلى دوره الأساسي في الرسالة منذ أول تبليغها محمداً (صلى الله عليه وسلم) حيث قال في سورة(العلق):".. الذي علّم بالقلم. علّم الإنسان ما لم يعلم. " وأقسم به وبما يسطرون به في أول سورة (القلم) بقوله تعالى:" ن. والقلم وما يسطرون"، أفلا يكفي بذلك قيمةً ودوراَ فعّالاً للقلم وما يُسطر به.. بياناً للحق وتبياناً لطريق العمل والدعوة والجهاد في سبيل الله؟
هذا.. ومع ما أشعر به وأنا أكتب سيرة حياتي، وكأنني أعيشها مرةً ثانية وبعمرٍ مضاف! فقد ساورني شيءٌ من التردد، إحجاماً عن تسطير هذا الجزء الأهم من سيرة حياتي؛ وذلك لما يتعلق به الأمر من مواقف وشخصيات أكون مضطراً لنقدها، أو إظهار موقف مخالف؛ قد يعكس أثراً سلبياً على المسيرة! على أنني متوكلاً على الله تعالى عزمت لأمضي في كتابتي لهذا الجزء، محاولاً جهدي لإثبات ما هو إيجابي، وأراه ضرورياً للإظهار دون الإسرار، ونفع القادم من الأجيال.. مراعياً الإرماز لبعض الأسماء من الأحياء؛ تجنباً للضرر والإضرار.. والتصريح فقط باسم من لا يضرّ التصريح باسمه حيّاً أو ميْتاً! وأرى في هذه المذكّرات شهادة عمر ومسيرة كفاح، لا بد منها لمن يهمّه الأمر من جيلٍ إلى جيل..
وبالله التوفيق وعلى الله قصد السبيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الأولى: جذور وبذور
منذ أوائل سبعينات القرن العشرين، وبعد هزيمة العرب المرة من قِبل الدولة المزعومة(إسرائيل) عام 1967ــ وكنت قد سمعت وقرأت عما حدث لجماعة الإخوان المسلمين زمن حكم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وما لاقوا من اعتقالات وتعذيب أمرّ من المرّ، فضلاً عن إعدام كبار قادتهم: عبد القادر عودة ثم سيد قطب ومحمد يوسف هوّاش وعبد الفتاح إسماعيل أواخر نوفمبر عام 1966 ــ فقد طرأت في ذهني أفكار ونبتت مشاريع تمتُّ بصلة لأفكار وحركة تلك الجماعة، وما كتب مؤسسها ومرشدها الأول حسن البنّا(رحمه الله) بعنوان (رسالة التعاليم) وعموم رسائله التي اطّلعت على معظمها، متأثراً فيما بعد بكتابات المفكر الإسلامي سيّد قطب إبراهيم وأخيه محمد قطب؛ مما حدا بي أن أنسج على المنوال.. أو أحاول ذلك في مشروع بحث أخطّ فيه منهجاً دعويّاً حركيّاً، اخترت له عنوان (طريق العباد) أبثّ به روحاً جديدةً في الشباب من حولنا، بدايةً في حيّنا ومنطقتنا، بعد شعور الخيبة والإحباط على إثر هزيمة 67 .. وكان الإخوان قد تقلص بل طمس نشاطهم في قطاعنا بعد ملاحقتهم منذ عام 1954 وحتى الوقت المذكور! ورتبت في هذا البحث فصولاً بعناوين من مثل: طريق وحيد.. وصفات أهل الطريق.. والعمل في الطريق.. إلخ.. وقلت في الفصل الأول: يوجد لكلّ مكان أو هدف من أجل بلوغه عدة طرق.. لكنّ من جرّب الأسفار وعانى مشاقّها لن يختار إلا طريقاً واحداً هو ما يراه الأكثر سلامةً والأوثق ضماناً للوصول! وهل أسلم وأوثق من طريق الله تعالى، مرسوماً واضحاً مبيّناً في دينه تعالى: دين الإسلام؟ إذ يقول سبحانه:" وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبُلَ فتفرّقَ بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون"(الأنعام 153) والآية الكريمة تؤكد أنه سبيلٌ واحدٌ وحيد هو سبيل الله، وهو سبيل من أناب إلى الله وآمن به؛ إذ يقول سبحانه وتعالى:" .. واتّبعْ سبيلَ من أناب إليّ.."(لقمان 15) ويقول:" ومن يشاقِقِ الرسولَ من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبعْ غيرَ سبيلِ المؤمنين نولّهِ ما تولّى ونُصْلهِ جهنّمّ وساءت مصيراً"(النساء 115) ويقول رسول هذا الدين(صلى الله عليه وسلم):" تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنّتي"(رواه مالك في الموطّأ) فالطريق إذن واضحة ومعلومة من كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه، وإنما تحتاج إلى من يقود المسيرة فيها في كلّ زمانٍ وعصر، وهؤلاء هم العلماء ورثة الأنبياء كما ورد في الخبر الصحيح، وهم المجددون للدين يظهرون في كلّ قرنٍ من القرون؛ كما جاء في الحديث النبوي الصحيح:" إنّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلِّ مئة سنة من يجدّد لها دينها" (رواه أبو داود والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة) وفي "صفات أهل الطريق" قلت: هم عباد لله تعالى أحسن أوصافهم ما وصفهم الله تعالى به في كتابه الكريم حيث يقول:" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا. والذين يبيتون لربِّهم سُجّداً وقياماً. والذين يقولون ربَّنا اصرف عنّا عذاب جهنّمَ إنّ عذابها كان غراماً. إنها ساءت مستقرّاً ومقاماً...(الآيات الكريمة أواخر سورة الفرقان) ثم هم إخوةٌ أحبّةٌ في الله مجتمعون على طاعته ثابتون على صراطه عاملون على نشر دعوته ورفع رايته.. ومن بينهم يبرز من يقودهم على هذا الطريق، مجدّداً لهم دينهم باعثاً لنهضته وإحياء حضارته.. على بصيرة وعلم وحكمة، وعون من الله تعالى ورحمة!
ومما كتبت تحت فصل(العمل في الطريق): .. إنّ أملنا هو في عبادٍ مثل من ذكرت، يسيرون على هذا الطريق الواحد الوحيد، بلا تأخيرٍ ولا تحييد، لا يترددون ولا يتراجعون؛ ذلك لأنه من عزم فبدأ وصل وحقّق، ومن تردّد وتلكأ عجز وأخفق! فما يكون بدء العمل وبذور زرعه الذي يُنتظر منه طيب الثمر؟ أقول: علينا أن نتبصّر فيما حولنا، ونتعرّف على من تتوفر فيهم أدنى الصفات المذكورة من الكبار؛ ليكونوا حملة لواء المسيرة.. ثم من نتوسم فيهم الخامات الصالحة من الفتيان، فنعدّهم ليكونوا الطليعة على الطريق المنشود.. ولنعمل جميعاً كأمّة وجماعة على ما نتفق عليه من خطوات العمل الدعوي التجديدي الجهادي؛ استناداً لقوله تعالى:".. ولتكن منكم أُمّةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"(آل عمران 104) وقوله:" وقل اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون"(التوبة 105) وهذا العمل في الطريق يحتاج من العامل إلى قوة دافعة تدفعه وتحثّه على العمل.. وتتمثل هذه القوة في منهج الحق: عقيدةً وفهماً وتطبيقاً ووعياً ومواجهةً لأساليب الباطل بما يناسبها في ميدان الحياة والجهاد؛ نصرةً للحق ودحضاً للباطل، وتحقيقاً لقوله تعالى:" بل نقذفُ بالحقِّ على الباطلِ فيدمغُهُ فإذا هو زاهقٌ ولكم الويلُ مما تصفون "(الأنبياء 18)
كان هذا موجز ما دعوت إليه وكتبت في أوائل السبعينات من القرن الشمسي الماضي، وكان بمثابة الجذور والبذور لطريقي وعملي الجهادي الذي تبلور فيما بعد؛ ليكون عملاً توحيدياً يضم جهدي إلى جهد جماعة فلسطينية إسلامية نشأت في مصر، منذ أوائل السبعينات أيضاً.. وذلك بعد عودتهم للقطاع على إثر اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، كما سأبيّن في الحلقات القادمة إن شاء الله وبالله التوفيق.
(يتبع)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف