الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل تعلمت الامة اليوم من الهجرة النبوية غير العنكبوت والحمامتين؟ بقلم: أ.مسعود ريان

تاريخ النشر : 2017-09-25
هل تعلمت الامة اليوم من الهجرة النبوية غير العنكبوت والحمامتين؟ بقلم: أ.مسعود ريان
هل تعلمت الامة اليوم من الهجرة النبوية غير العنكبوت والحمامتين؟

بقلم – استاذ مسعود ريان

نعود لنكتب مجددا للأمة كلمات صدق نابعة من قلب يكاد يحترق على ما آل اليه حال الأمة من التخلف عن الرك الحضاري العالمي في شتى جوانب الحياة .

نكتب رغم الشعور بالحرقة والألم، بعقل واع متأمل واعد، وقلب مليئ بالأمل نحو غد مشرق يعود فيه مجد الأمة لتتبوء مكانتها ودورها الحضاري والانساني لتقود البشرية من جديد ، وتساهم في تحقيق دعائم الأمن والسلام والعدل والمساواة.

ان حالة التردي والصراعات القبلية والعرقية والطائفية التي ساهمت في اضعاف الأمة وافقارها وتخلفها ؛ ترجع في جزء منها الى عدم الاستفادة من احداث التاريخ البنائي للدولة والمجتمع والأمة. اقصد هنا ذكرى الهجرة النبوية، فبعد الف واربعمئة وثمان وثلاثين للهجرة لم نتعلم من هذا الحدث العظيم غير الغار والعنكبوت وطلع البدر علينا والحمامتين

كيف يعقل لامة خلقت لقيادة العالم فكريا وحضاريا ان تختزل فكرها وتاريخها العريق في امور شكلية لا قيمة لها ولا اثر؟ واين دور المفكرين الذين سمحوا لدعاة ووعاظ تصدروا المشهد ولعبوا دور المفكرين والقادة السياسيين حتى وصلوا بالأمة الى حالة التردي والانحطاط ؟

لو تأملنا عدد البرامج في الفضائيات ونوعية الدعاة وخلفيتهم العلمية ورؤيتهم التجهيلية او الشكلية عند الحديث عن اعظم حدث عالمي تاريخي (ذكر الهجرة) لادركنا حجم المأساة التي نعيش ، ولادركنا كيف تختزل قضايا الأمةفي شكليات وتفصيلات لا اهمية لها

حقيقة كانت الهجرة حدثا عظيما ،لوتربت الأمة تربية صحيحة في مدارسها وجامعاتهاواعلامها في تعلم القيم والمبادئ واسس بناء الدولة والمجتمع والأمة المستنبطة من ذكرى الهجرة ؛ لانتقلت الأمة نقلة نوعية وعادت لدورها القيادي والريادي.

في احدى كتب الثقافة الاسلامية التي درّستها في الجامعة وردت الجملة الآتية( الثقافة الاسلامية اليوم لم تقدم للبشرية شيئا يذكر)وقفت وتاملت في النص وبعد امعان النظر قلت: الثقافة مجموعة مفاهيم مكتسبة ومستنبطة من النصوص الشرعية التي نزل بها الوحي ، وما اخذ من تطبيق عملي في تاريخ الامة الحضاري الطويل ينسجم ومبادئ الدين، ايعقل ان لا يكون له اي اثر يعود على البشرية بالخير ؟ والله تعالى يقول (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم) انه نص يكذب كل من اساء للدين من اهله ودعاتة قبل اعدائه .

والآن نرجع الى ذكرى الهجرة النبوية ،ذكري بناء الدولة والمجتمع والامة، لقد كانت مرحلة ما قبل الهجرة مرحلة البناء الايماني والتربوي للجيل الذي سيحمل راية الدفاع عن قيم الحق والعدل والمساواة ، الجيل الذي سيقف في وجه الطغاة والظلمة والمستكبرين،ويحمي المستضعفين والمظلومين ،جيلا لم يعرف له التاريخ مثيلا في عطائه وتضحياته وشجاعته ،جيلاهزم وحطم غرور واستعباد امبراطورية فارس والروم بعدد وعدة لا تقارن بعدة وعداد فارس والروم.

فهلا تعلم وعلم الدعاة والعلماء وقادة الفكر والسياسة والتربية مبادئ صناعة الاجيال عند الحديث عن الهجرة ، وما قيمة الهجرة لو لم تنجح مرحلة البناء الايماني والفكري والتربوي؟

نتعلم من الهجرة كيف نغرس التفاؤل والامل في نفوس المستعبدين والمظلومين من شعوب الارض بان الفرج مع الصبر ،والنجاح في التغيير يتطلب العمل بجد واجتهاد وثبات لا يعرف ا لملل ولا القعود او الكسل ،كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لمن جاءه شاكيا من الم التعذيب (قد كان يؤتى بالرجل من قبلكم فيحفر له حفرة ويوضع فيها ثم يجاء بالمنشار فيوضع على راسه فيجعله نصفين، ثم يمشط بامشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذالك عن دينه ،والذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى يصير الراكب من صنعاء الى حضر موت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون) .

نتعلم من احداث ما قبل الهجرة وما بعدها ان معية الله تحفظ المستضعفين وترسم لهم افاقا من البشرى والامل بحجم آلامهم ، ففي حادثة الاسراء لو تعلمت الامة ان دورها ليس حدود مكة ، وان رسالتها ووظيفتها انها ستنتقل بالرسالة من مرحلة الاستضعاف الى وراثة عروش الطواغيت والمستكبرين من فارس والروم، وانها ستتولى الحفاظ على ميراث الانبياء في حفظ رسالة التوحيد وتخليص البشرية من الظلم. وفي قول النبي عليه الصلاة والسلام لسراقة وقد تبعه لقتله : كيف اذا بشرتك بسواري كسرى،ما يوكد ذالك.

لماذا يتجاهل انصاف العلماء وادعياءه تلكم الحقائق وقد اكتفوا بالانشغال بالتوحيد الذي تفهمه العجائز بالفطرة ؟

واذا امعنا النظر فيما حدث قبل الهجرة لراينا سعي النبي عليه السلام على توفير البيئة المناسبة لبناء المجتمع والأمة،فقد بايعه اهل الحل والعقد في المدينة على نصرته ونصرة دعوته ،حيث علمنا اسس البناء في بيعة العقبة الثانية حيث قال للانصار اخرجوا الى اثني عشر نقيبا يكونون كفلاء على قومهم اشارة الى مبدء عظيم في الحكم وهو انتخاب ممثلين عن الامة ليكونوا مجلسا للشورى.

وفيما ققبل الهجرة تكون القبلة في الصلاة نحو الاقصى لمدة ثلاثة عشر عاما، وبعد الهجرة سبعة عشر شهرا تاكيدا على مكانة القدس من العقيدة، فكيف تحتفل الحكومات والمؤسس الدينية في عالم الاسلام بذكرى الهجرة وقبلتهم الاولى تدنس من قبل الاحتلال ،بل يتم تهويد مسرى نبيهم!

نتعلم من الهجرة ان قيمة التوكل على الله ترتبط بحسن التخطيط والاعداد والاخذ باسباب التقدم والبناء في كل جانب من الحياة ، فكيف يليق بامة الهجرة ان تعتمد في غذائها وتصنيعها وتسليحها على غيرها؟

نتعلم من الهجرة اسس بناء المجتمعات وتاسيس الدول وبناء الامم،وكيف وضع النبي عليه السلام اول وثيقة دستورية

عرفتها البشرية ترسم طريق اقامة مجتمع مدني وفق تشاور استمر قرابة ثلاثة اشهر ،يتم تتويجه بما عرف بوثيقة المدينة،هذه الوثيقة تم تجاهل مضامينها رغم انها حددت قواعد التعدديه الفكرية والدينية والسياسية وتصلح ان تدرس في الجامعات كمساق خاص اجباري لكل التخصصات.

عرضت الوثيقة محورين : الاول امة المسلمين من الانصار والمهاجرين ومن تبعهم امة واحدة هي امة العقيدة ،والثاني وحدة المسلمين مع غيرهم من يهود المدينة وحدة سياسية تحدد حقوق الموطنة وواجباتها.

ابعد هذا يقال ان الثقافة الاسلامية لم تقدم شيئا يذكر للبشرية!

لقد ان الاوان ان يفتح المجال للعقول النيرة الواعية ان تتصدر الخطاب الديني ،وان يعاد النظر في حال الائمة وضرورة وضع البرامج والخطط لتاهيلهم ليساهموا في تربية الاجيال القادرة على مواجهة التحديات والاخطار، وتوجيهم لتقديم خطاب قادر على مواجهة عقلية التكفير والهدم التي تهدد الاجيال القادمة .

نتمنى للامة عيدا سعيدا وعاما رشيدا ولشعبنا الفلسطيني التحرر والاستقلال.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف