الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفكاهة أدبية والاسطورة في ومضات ريتا عودة بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2017-09-22
الفكاهة أدبية والاسطورة
في ومضات
ريتا عودة
عندما نكتب عن موضوعين يأخذان عين الاسلوب يكون من الصعب علينا أن نضيف شيء جديد، بالأمس كتبت عن ومضات "خلود نزال" واليوم نكتب عن "ريتا عودة" لا شك ان هناك تبيان في اللغة بينهما، لكن الشكل الأدبي واحد، وتكاد تكون الفكرة واحدة عندهما، هناك عدد كبير من نصوص الومضات نشرتها "ريتا عودة" على الحوار المتمدن، وهذه الومضات جزء بسيط من تلك التي قدمتها ـ مشكورة ـ دون أن تحسب علينا ـ حقوق النشر، فهي تقدم نصوصها مشاع وبشكل مباح للكل، فكل ما تريده اسعادنا أولا، وتقديم أفكارها/رؤيتها ثانيا، وهذه الميزة خاصة بالكتاب/بالكاتبات اصحاب الحس النبيل، فهم/ن لا يريدون جزاءً ولا شكورا، فقط يريدوننا أن نفكر/نتوقف/نتأمل بتلك النصوص، لعلنا نتقدم من جمالية اللغة ومضمون الفكرة، ونأخذ بهما لنتحرر من قيود الواقع البائس.
ونرفع من تذوقنا للأدب أولا، ومن التقدم من الأفكار الحديثة ثانيا، ففي واقع يفرض القيود الصارمة على المرأة ويحد من انطلاقتها ويعاملها كجارية ليس لها مشاعر أو حرية التعبير عن ذاتها، تخطو "ريتا عودة" خطوة جريئة وتقدمنا من المرأة، ذاك المخلوق الذي يمنحنا الحس بالجمال، ويمتعنا بمشاهدته، ويسعدنا بما يحدثه من حياة جديدة، فمثل هذا الصوت ضروري لنا في ظل انتشار أفكار التكفير التي يرددها الملتحون الرجعيون، فها هو صوتها يدوي عاليا، وما علينا إلا أن نسمع ما تقوله:
"-1-
أحلمُ:
أنْ أجعلَ قصيدتي
ملجًأ آمنًا..
لعُشَّاق الحَيَاة."
الكتابة احدى عناصر إزالة الألم منا، فهي تمنحنا راحة بعد التعب، وسكون بعد الاضطراب، وهدوء بعد الصخب، لهذا نجدها تقدم لنا هذه الشيء الجميل والمريح، فهي كإنسانية نبيلة تسعى لبث ونشر الخير وجعل الحياة بهية وجميلة، وإذا ما عرفنا أن القصيدة/القصة/الرواية/النص الأدبي بالنسبة للكاتب/ة هو كالأبن، نعلم حجم العطاء الذي تقدمه لنا "ريتا عودة" فهو أعز ما تملك، وتقدمه فقط من اجل أن تشاهدنا فرحين، سعداء، فهل هناك عطاء يماثل هذا العطاء؟.
من يضن أن الكتابة سهلة يكون مخطئا، فهو تأتي بعد مخاض، بعد ألم، فهي كالولادة تماما، لهذا نجد من الكتاب من يقول أنا لا أكتب القصيدة، بل هي من يكتبني، بمعنى عندما تنضج الكتابة/الفكرة تجبره على الخروج إلى الحياة، ولا مجال لبقائها في الظلام، هذا ما أكدته لنا "ريتا عودة":
"-2-
قبلَ بدءِ
العزفِ...
النَّزفِ...
أدَوْزنُ أوتارَ
القصيدة."
فالكتابة تحمل الفرح والالم معا، لأنها تأتي بعد اكتمال الحمل، نضوج الفكرة، والتي تتشكل عادة بعد حالة من الصراع، إن كان صراع داخلي أم خارجي.

هناك علاقة خاصة تجمع الكاتب والنص الأدبي، تتمثل ب "وحدة وصراع الأضاد"، فهما يلتقيان ويختلفان في ذات والوقت، اللقاء يكون بهذه الوصف:
""-3-
وجدتني القصيدةُ
وحيدةً،
فآوتني.
أسرارَها منحتني.
سفيرةَ الفقراءِ،
نبيَّةَ العُشَّاقِ،
سيِّدَةَ النُّبلاءِ
جعلتني."
فالكاتب يريد أن يعبر عنما يريده في نصه، وبالشكل الذي يريده، لكن النص الأدبي أيضا يحاول أن يكون مستقلا عن الكاتب/ة، فهو يريد الخروج بسرعة إلى الحياة، ولا يريد أن يبقى أسير لهيمنة الكاتب/ة، هذه العلاقة قدمتها لنا الكاتبة بهذا الشكل:
"-8-
إدَّخرتُ
كلَّ حَـرْفٍ وَمُفْـرَدَةٍ
وَجُمْلَةٍ عِشْقِـيَّـةٍ
فِي حَصَّالَةٍ،
وَحِينَ فَـتَحْـتُـهَا
وَجَـدْتُهَا
فَـارِغَـة."
لهذا نجد قول: "القصيدة تكتبي ولست أنا من يكتبها" حقيقة عند الأدباء، فإذا ما ذهبت ومضة الكتابة لن يستطيع أن يأتي بها بإرادته، لأن الكتابة ـ كما قلنا ـ كمخاض الولادة ـ إن لم نضع/نخرج المولود في وقته سيموت. بعد أن تقدم لنا الكاتبة ماهية الكتابة ودورها فينا، تقدمنا من الأفكار التي تريدنا أن نتأملها ونتوقف عندها:
"-4-
في البَدءِ
انفَجَرَتْ
كُلُّ
الطّاقَاتِ العِشْقِيَّة
فَ وُلِدَ كَوكَبُ
الحُبِّ."
الحب هو أساس الحياة، وهو المهد الصحيح للحياة الإنسانية، فالكاتبة تريدنا أن نتعرف على الشيء الأهم في حياتنا إلا وهو الحب.
الكاتبة تعطي نفسها صفة الربة "عشتار" التي تزهر الأرض بها، ويعم النماء بحضورها:
"-5-
أن أكونَ ملكةً
كلمَّا، خطوةً
خطوتُ،
تتبعُـنِي الأيائلُ
والنَّوارسُ..
تِلْكَ..
تِلْكَ هِيَ المَسْأَلَة"
وتحدثنا عن حاجتها للرجل، كما حدثتنا "عشتار" في ملحمة "جلجامش" عندما خاطبة: "كن زوجي":
"-6-
أتَـدْري
ما الفَـرْق بينَ أنْ
تـَقْـطِـفَـنـِي
وَأنْ تَـرْوينِـي؟"
ما يلفت النظر في هذا المقطع أنه جاء على لسان المرأة، فهي هنا تتمرد على واقعها، كما تمردت "عشتار" حينما تجاوزت مكانها المقدس كربة وطلبت الاقتراب بجلجامش البشري، فها هي "ريتا عودة" تتجاوز ذاتها وتقدم لنا رغباتها، ما تريده من حبيبها.
ومن الصفات الأخرى التي تجمع بين "عشتار وريتا عودة" المكان الذي يتواجدن فيه، السماء،:
"-7-
قَـدَرْي
أَنْ أكُونَ شَمْسًا
وَتَكُونَ كَوْكَبًـا،
يَدُورُ حَوْلِي أَنَا،
لا ...
حَوْلَ الأُخْـرَيَــات."
السماء عالم الآلهة وما على البشر إلا التقرب منها، لعل وعسى يصلوا إليها.
هناك صراع بين الإله "سن" والربة "عشتار" على من يسيطر على الآخر ويفرض هيمته، نجد هذا الصراع في هذه الومضات:
"-9-

كالنَّجْمِ
المُرَافِـقِ للقَـمَـرِ أنْتَ:
تُشْرقُ.. تَغِـيبُ..
أرَاكَ..
وَلا أْسْتَطِيع إليكَ
سَبِيلاً..!"
تأخذ العلاقة بين الكاتبة وحبيبها عين العلاقة بينهما وبين الكتابة، وهو ما نجد له أثر في الاساطير القديمة، علاقة "عشتار" و" سن" فهما يلتقيان كحبيبين، ثم يتصارعان كنقيضين، هذا ما كان بين عشتار وحبيبها الإله "تموزي" عندما سلمته إلى شياطين العالم السفلي.
تتوغل الكاتبة أكثر في حالة الصراع مع حبيبها/نقيضها:
"-10-
بإمكانِكَ
أنْ تَـقْـلعَ جُذُوري
مِنْ تُربةِ الحُبِّ،
لكِنْ...
لَيْسَ بإمْكَانِكَ
أنْ
تَمْنَعَ طُيُـورِي
مِنْ أَنْ .. تُغَرِّد."
فالعلاقة هنا أقرب إلى حالة الصراع، كما كان الحال بين "تموزي وعشتار"
عندما تذهب "عشتار إلى العالم السفلي، واصاب الارض القحط، يذهب خادمها إلى الإلهة "انليل" ويطلب منه أن يرسل احدا مكانها، لكي تحي الأرض من جديد، هذه الفكرة جاءت في الومضات بهذا الشكل:
"-11-
القبرُ فَـارِغٌ،
فَأنَـا مَا زِلْتُ
أحْيَـــا،
لأنَّ الحُـبَّ
مَنَحَ حَيَــاتِــي
مَعْـنَـى"
وهذا ما حصل عندما استطاعت "عشتار" الخروج من العالم السفلي وتتحرر من سجن اختها الربة "إريشكيجال" فتزهر الأرض بعودتها من جديد، فالحب/الخصب/النماء صفاتها.
الحب هو حاجتنا في الحياة، لهذا نجد "ريتا عودة" تقدم لنا هذا المفهوم بهذا المقطع:
"-13-
تَـقُـولُ:
"بالثلاثَـة أحبُّـكِ"
فَ أفْـردُ جَـنَـاحَـيَّ
وَأطِييييير."
تستخدم الكاتبة صورة مادية لتوصل لنا فكرة روحية:
"
-16-
عَيْـنَـاكِ
رَغِيـفَا خُبْـزٍ
وَأنَــا صَائِم!"
وهنا قمة الابداع، فالمتعارف عليه تقديم صورة روحية لتقديم فكرة مادية، لكن الكاتبة قلبت هذا الأمر، وتعد هذه الصياغة الجديدة تألق الكاتبة، وقدرتها على تجاوز المألوف.
فرحها بالحبيب جاء بهذا الوصف:
"-20-
حِيْنَ أَبْصَرَتْكَ
عَيْنَـــايَ،
أَعْلَنَ قَلْبِـــي:
هُوذَا العِيْد!"،
جعل القلب هو المتكلم وليس هي، اشارة إلى الأثر الذي تركه الحبيب فيها، فالقلب هو المركز النقي والصافي الذي يعبر عما فينا، فهي اختارته دون نفسها، لتؤكد على صدق مشاعرها تجاه حبيبها.
الومضات منشورة على الحوار المتمدن على هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=571424
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف