الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المنهاج الفلسطيني وفكر التسامح والتصالح بقلم د. أكرم إبراهيم حماد

تاريخ النشر : 2017-09-22
المنهاج الفلسطيني وفكر التسامح والتصالح:
بقلم د. أكرم إبراهيم حماد
أدخلت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في الآونة الأخيرة تعديلات على المنهاج الفلسطيني للمراحل المختلفة بحيث يمكن اعتبار منهاج بعض المراحل منهاج جديد وليس معدل ، والبعض الآخر تم إدخال تعديلات جوهرية على موضوعات بعينها ، ولم يكتمل بعد طباعة كافة كتب المنهاج التي تم إدخال تعديلات عليها .
في خضم هذا الأمر ، وخضم أجواء مصالحة فلسطينية فلسطينية نطرح تساؤل عن إمكانية إدخال تعديلات على المنهاج بحيث يتضمن فكر التصالح والتسامح مع الذات ومع الذات الفلسطينية الكبرى ، ولماذا لا تجتهد كافة مؤسساتنا الأهلية ، ومؤسساتنا الحقوقية، ووسائل الإعلام المختلفة في غرس هذا الفكر الواعي الناضج في عقول أبنائنا بدلاً عن الفكر الانعزالي المقيت ، فكر التفرد والتحزب .
لماذا يا سادة لا نؤسس لفكر وطني متصالح مع ذاته متسامح مع مكوناته ؟؟
يا سادة فكر التعصب لا يمكن أن يقود لنهضة أو رقي أو حتى صحوة دينية ، ولدينا كثير من الأمثلة في دول عديدة منتشرة في بقاع متباعدة من العالم سادها فترة من الفترات الفكر المتعصب ، فكر الحزب الواحد ، فكر الأنا العلوية دون الأخرين، ولم ينجح سوى في تفتيت أواصر شعوب تلك الدول ونشر الصراعات فيما بين أبنائها، وعندما أيقنت بفشل هذا الفكر وسوداويته نأت بنفسها عن تلك الأفكار المتعصبة ، ونشرت فكر التسامح والغفران والتصالح مع الذات ، وعملت في واقعها الحياتي بمقتضيات هذا الفكر فارتقت ونهضت بتعاون أبنائها وتعاضدهم .
ونسوق نموذجاً من نماذج المصالحات الوطنية في دول أخرى بالمصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا التي تعد نموذجا راقياً للتصالح المجتمعي والتسامح بين أبناء المجتمع الواحد، حتى أصبحت تُعَد هذه الدولة الآن من الدول المتقدمة علمياً والصاعدة في مقياس التقدم الاجتماعي والاقتصادي، وتعتبر المصالحة التي تمكن قادتها من تحقيقها بين أبناء شعب جنوب أفريقيا إبان نظام الفصل العنصري السابق أحد أهم أسباب هذا التقدم.
فلو كان الأفارقة قد أصروا على «إحقاق الحق» أو «إقامة العدل» الذي يطالب به البعض في دول عربية سيطرت عليها يد السلاح هذه الأيام بوعي أو من دونه، لبقي الجميع يتحاربون حتى الآن وأصبحت جنوب أفريقيا من البلدان المدمرة اقتصادياً واجتماعياً ويسعى أهلها لطلب اللجوء في البلدان الأخرى. لكن المصالحة أنقذتها من ظلم النفس الذي يتورط به البعض أحياناً ، وها هي الأكثرية الأفريقية تنعم بخير المصالحة وهي المستفيدة الأولى منها وليس فقط القلة من البيض الذين شملهم العفو والذين كان بمقدورهم أن يغادروا البلد إلى بلدان أخرى في أوروبا وأميركا وأستراليا. لكنهم بقوا في بلدهم واستثمروا أموالهم وخبراتهم فيه وطوروه ليكون بلداً آمناً متقدماً ينعم فيه الجميع بالخير والرفاهية.
وها هي إمبراطورية اليابان تطور الاستراتيجية اليابانية من سياسة الإفراط في استخدام العنف طوال قرون عدة مضت إلى سياسة الإفراط في تمجيد مقولة ” الغفران والتسامح” حتى أضحت هذه المقولة تحتل دوراً مركزياً في الفكر الياباني الحديث والمعاصر، في مختلف تجلياته السياسية والاجتماعية والفلسفية .
يا سادة مطلوب من كافة الأحزاب والتيارات السياسية ترسيخ هذه المفاهيم الراقية من تسامح وتصالح ، والإيحاء لوسائل إعلامها العمل بها.
يا قادة العمل الوطني والمؤسساتي العام والخاص والأهلي عليكم بنشر فكر التسامح والتصالح عبر مؤسساتكم وما تعقدوه من ندوات، وما تعمموه من نشرات ، فنحن لا ينقصنا التعريف بحقوق الإنسان والمرأة بقدر ما ينقصنا أن نتعلم كيف يكون التسامح والتصالح بين الأخوة والزملاء والجيران ، وأبناء الحي الواحد بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ، والحزبية، وبغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية.
قال سبحانه وتعالى في سورة المائدة: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[1].
فجدير بأهل فلسطين عامة، وبكل مسلم وكل مسلمة في فلسطين، بل وفي أنحاء الدنيا أن يحفظوا هذا العمل وأن يعنوا به كثيراً؛ لأن ذلك يترتب عليه - بتوفيق الله - صلاح المجتمع، وتعاونه على الخير، وابتعاده عن الشر، وإحساسه بالمسئولية، ووقوفه عند الحد الذي ينبغي أن يقف عنده.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خير العباد والبلاد .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف