الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا المصالحة الان بقلم:عبدالمهدي مطاوع

تاريخ النشر : 2017-09-22
لماذا المصالحة الان

بقلم /عبدالمهدي مطاوع

اثار فوز الرئيس الامريكي ترامب استغرابا لدى المراقبين وتوقعاتهم وبالتالي حدث هناك تغيير كبير عن توقعات التوجهات الامريكية في المنطقة خصوصا فيما يتعلق بمحاربة الارهاب والعلاقات مع دول المنطقة ،

تبعا لذلك الوضع الفلسطيني  سيلقى تغييرات مرتبطة بتوجهات الادارة الامريكية الجديدة ، خصوصا بعد ان برزت على الارض في سوريا والعراق تغييراً كبيرا ًنتيجة للدور الروسي والايراني الذي خلق واقعا جديدا يتحكم به الروس .

كل هذه العوامل و حقيقة انه لن يحدث تغييرا جذريا يمكن ان يشكل انقلابا قد يخدم مصالح حماس والاخوان حتى بدعم قطر وتركيا الذي تراجع في ظل الحرب على الارهاب التي بدأت ادارة ترامب في تفعيلها بقوة على مستوى العالم ،

دفع حماس لاعادة التفكير بخطوة الوثيقة السياسية كورقة تكتيكية يمكن من خلالها فتح بعض الابواب التي تمكنها من الاستمرار في امارتها بغزة .

في 1/5 /2017 اخرجت حماس وثيقتها السياسية والتي تضمنت تغييرا كبيرا في نقطتين هامتين هي فك الارتباط عن الاخوان وتبني حل الدولتين ورغم ان هناك تلاعبا كبيرا في الالفاظ الا ان حماس اعتقدت ان هذه الوثيقة ستفتح لها ابوابا تستطيع من خلالها خرق الحصار المفروض عليها ويعيدها الى الواجهة مرة اخرى .

تلا هذه الوثيقة في 20/5 /2017 زيارة ترامب الى الرياض والتي حملت في طياتها ملامح المشروع الاقليمي للسلام والذي لن يقبل بأي جهة تتبنى ارهابا او تقف في مواجهة هذا المشروع الاقليمي المتبنى من الدول العربية الفاعلة والمؤثرة ، وبعدها  اتهمت حماس بالارهاب من الرئيس الامريكي ومن وزير الخارجية السعودي وهذه كانت رسالة شديدة الوضوح لحماس لاختيار طريقا مختلفا يتواءم مع التوجهات الاقليمية المدعومة امريكيا .

وفي ظل وضوح رؤية الرئيس ابومازن عن الخطوات التي على حماس اتخاذها من أجل ان تكون جزءا من العملية السياسية ، بدأ الرئيس في اتخاذ خطوات توضح لحماس من خلالها انه اذا ارادت الاحتفاظ بغزة عليها تحمل عبىء غزة كاملا ولن تبقى السلطة ممولا لغزة بينما حماس تحكمها .

حاولت حماس المناورة بورقة دحلان عبر التفاهمات والتي بالنتيجة ادركت حماس انه لن تتعدى مساعدات انسانية ومجتمعية ولن تكون حلا جذريا بالرغم من حجم التضخيم والتهويل الذي انتهجته بعضا من حماس والطرف الاخر الا ان كل ذلك لم يمنع ابومازن من الاستمرار في عقوباته او التراجع عنها .

وكذلك لم يقدم المصريين لحماس دعما  الا بقدر هي ما قدمت ما يخدم امنيا الوضع في سيناء ، عندئذ ادركت حماس ان الباب المصري يحتاج ما هو اكثر من خدمات أمنية وان المصالحة هي بوابة رئيسية لكي تستطيع التحرك والتخفف من عبىء غزة

الا ان الحدث الاهم كان عند زيارة غرينبلات للحدود مع غزة وكلمته التي قال فيها "يجب ان تعود غزة للسلطة ...." وهذا اول تصريح رسمي امريكي منذ الانقلاب على غزة يتحدث فيه عن اهمية عودة السلطة الى غزة لانها افضل من ادار هذه المنطقة .

وبعدها قال لافروف وزير الخارجية الروسي  في نفس الاسبوع في احد المنتديات ان المصالحة بين الفلسطينيين يجب ان تتم حتى يكون هناك عملية سلام ، وروسيا تعلم ان حماس تريد العودة مرة اخرى الى ايران خصوصا الجناح العسكري، فالمصالحة اصبحت الوسيلة المهمة التي ستجنب عودة حماس الى ايران مما سيعطي الروس مناورة كبيرة بحيث لا تغضب المحور السني بالتالي ستستطيع ان تكمل الترتيب السياسي في سوريا دون معارضة سنية خصوصا السعودية .

كل ما سبق مع الضغوطات المصرية والضغوطات التي مارسها ابومازن انتزعت من حماس تراجعا عن مواقفها وحل اللجنة الادارية وتسلم حكومة الوفاق والدعوة الى انتخابات عامة .

برغم مؤتمر هنية على المعبر الا انه من الواضح ان حماس تراهن على أن العرقلة ستأتي من جانب فتح والرئيس ابومازن وستتفاجأ كثيرا عندما ترى مدى استعداد السلطة الى العمل في غزة .

الا ان اكثر عقبتين سيكون لهما تأثير وقد يفجرا هذه المصالحة هي ملف الموظفين والامن في غزة .

ويمكن القول ان ملف الموظفين من الممكن حله باعتبار عوائقه مالية وادارية كما ان هناك العديد من الحلول التي طرحت سابقا والتي يمكن طرحها لتجاوز هذه العقبة .

ولكن ملف الامن هو الاخطر فلن يسمح الرئيس الفلسطيني بان يكون هناك حكومة تحكم ظاهريا بينما يصادر قرارها أمنيا وسياسيا عبر القوة العسكرية في نموذج مشابه لحزب الله ، ونظرا لخطورة هذا الملف ووضع الامن في غزة وهل على المواطن في غزة ان يكون تحت منظومتين للامن حتى تسير حياته على طبيعتها وهل سيطبق القانون على الجميع ام انه لن يطبق على من يمتلك قوة عسكرية كبيرة في غزة كل هذا يستدعي ان تكون منظومة الامن في غزة كما في الضفة موحدة وان تندمج امن حماس في السلطة تحت قيادة واحدة.

في النهاية هذه المصالحة تحتاج الى مصارحة واجابات جوهرية على كثير من الاسئلة وحلها سيكون فقط عندما تصبح حماس جزءا من منظمة التحرير والمشروع الوطني الفلسطيني خصوصا بعد ان اصبحت حسب وثيقتها تتبنى نفس رؤى منظمة التحرير ، وتفكيك كل الالغام في المصالحة يحتاج الى مشروع شعبي مجتمعي ضاغط ويتبنى وحدة المشروع والهدف .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف