الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الـبــيـان فـي انـحــراف أئـمـــة الإخـــوان بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-09-19
الـبــيـان فـي انـحــراف أئـمـــة الإخـــوان بقلم:حسن زايد
حـســــن زايـــــــد .. يـكـتــب :
الـبــيـان فـي انـحــراف أئـمـــة الإخـــوان

لم أتفاجأ بتعليق أحد قدامي الأصدقاء ، علي مقال الأمهات الإرهابيات . ولكن المفاجأة أنه قد هرب من موضوع المقال ، إلي طريق جانبي ، تساءل فيه بخبث تساؤلاً مؤداه : " علي شرع من كان سيد قطب وحسن البنا ؟ " . وهذا طعم لن أبلعه ، لأنني لم اكفر لا سيد قطب ، ولا حسن البنا ، ولم أخرجهما من الملة ، كما فعلا . فهم باتهامهم المجتمع المسلم المعاصر بالجاهلي ، وعصرهم بعصر الجاهلية ، إنما قصدا تكفير المجتمع ، وإخراجه من الملة ، بتوصيفهما للجاهلية الواقع فيها ـ علي حد زعمهما ـ بأنها أشد وأنكي من الجاهلية الأولي . ولم يقصدا الجاهلية التي قصدها رسول الله عندما قال لأحد أصحابه : " إنك إمرؤ فيك جاهلية " ، وهي تعني أنه مع كونه مسلماً ، فيه جاهلية ، وهي جاهلية لا تخرج عن الملة .
وقد تبعهما في اعتقادهما من شايعهما من الإخوان ، وانبني علي معتقدهما هذا تصرفات ومسالك ، تفصح بلا مواربة عن فساد المقدمات . فأنت تعلم أن فساد المقدمات يفضي بالضرورة إلي فساد والنتائج . وذلك دون تجشم عناء البحث فيما عدا هذه القاعدة المنطقية .
والناظر في الحوادث التي صاحبت وجود الإخوان ، في حياة حسن البنا ، وارتبطت بهم ، كحوادث حرق محلات اليهود ، وحوادث القتل ، سواء الناجحة منها أو الفاشلة . وقد طالت حوادث القتل القضاء ممثلاً في القاضي أحمد الخازندار ، كما طالت رئيس وزراء مصر، سواء محمود فهمي النقراشي أو أحمد ماهر. وهنا يأتي التساؤل المشروع عن موقع حسن البنا من هذه الأفاعيل . هل هو المحرض علي نحو مباشر أو غير مباشر ؟ . أم أنه الفاعل ، وإن كان بيد غيره ؟ . أم أنه الساكت عن الحق في بيان الحقيقة ؟ . وربما يزايد صديقنا ـ أو يزايد أحدهم ـ بقوله: أنه لم يكن يعرف ، وهو قول مردود ، بأن حسن البنا نفسه، قد قال في حق القتلة ، بأنهم : " ليسو إخواناً ، وليسو مسلمين " . وهذا يدل دلالة قاطعة علي معرفته بالأمر ، ومن الإخوان من روي عنه ، أنه قد قال كلاماً فُهِمَ منه ، أنه تكليف بالقتل . فهل صدر البنا وإخوانه هنا عن الإسلام باعتباره جهاداً ؟ . أم إن إلصاق الأمر بالإسلام ، ربما يكون شفيعاً ، في تصورهم ، إن لم يكن عند الله ، فعند الناس ، وعند أنفسهم ؟ . فهل هذا هو الإسلام الذي يقدمه لنا الإخوان ؟ .
فإذا تجاوزنا مرحلة البنا ، إلي مرحلة الهضيبي وثورة يوليه 1952 م ، وتأملنا الصدام المفتعل من جانبهم مع ثوار يوليه ، ومحاولة إغتيال عبد الناصر ، وخيانتهم أثناء مفاوضات الجلاء ، لوجدنا أن الصراع ليس علي الإسلام ، وإنما علي الحكم . فهم لا يريدون أن يُحكَمُوا بالإسلام ، وإنما يريدون أن يَحْكُمُوا بالإسلام . وذلك مطعن رئيس في فكرة الحاكمية التي أطلقها سيد قطب ، اقتباساً من المفكر الباكستاني أبو الأعلي المودودي، وبني عليها قطب منهاجه الفكري ، لأنه نادي بالحاكمية كي يَحْكُم ، لا أن يُحْكَم .
والطريف في الأمر ، والأكثر دلالة علي الإنحراف بالإسلام ، هو سعي سيد قطب بمساعدة شقيقتيه ، وزينب الغزالي ، لبناء تنظيم جديد داخل رحم الإخوان ، يستهدف ضرب المصالح الحيوية للبلاد ، بهدف إحداث الفوضي المطلوبة ، لتيسير القفز علي سدة الحكم ، وهو التنظيم المعروف بتنظيم 1965م . إذ ليس في الإسلام ما يدعو إلي ذلك . وقد عهد إلي يوسف القرضاوي الإخواني ، من الإخوان بمراجعة كتاب في ظلال القرآن ، فقال عنه القرضاوي أنه يعج بالتكفيريات . وكتاب معالم في الطريق ليس كتاب دين ـ وإن كان تلفح بعباءته ـ بقدر ما هو كتاب تحريضي علي الحكومات والشعوب الإسلامية . هذا فضلاً عن أن كتب سيد قطب تعد المراتع التي نبتت فيها كل نجوم الجماعات الإرهابية ، وبقية الفكر الإخواني عيال عليه . وقد أخذت في خفها العديد من البشر ، ما بين قتلي وجرحي ، وأشهرهم الشيخ الذهبي ، وأنور السادات ، ورفعت المحجوب ، هذا بخلاف محاولات القتل الفاشلة . وما زالت مشاهد الإرهاب ، التي نراها حتي اليوم ، التي ما زالت تقطر دماً معلقة في أعناقهم إلي يوم يُبعثون .
وهنا يتبادر إلي الذهن التساؤل : هل هذا من الإسلام في شيء ؟ . بالقطع لا . ومن ثم فقد سعوا إلي تطويع الإسلام ، ولي عنقه ، حتي يتمشي مع يصدرعنهم من أقوال وأفعال . وهذا ليس له عندي سوي مسمي واحد فقط لا ثاني له وهو : انحراف بالإسلام .
وهذا الفكر رضعته جدات أول أمس ، وأمهات الأمس ، وبنات اليوم ، وبنات الغد ، وما بعد غد . وكما قلنا في المقال ـ محل الإنتقاد / الأمهات الإرهابيات ـ أن المرأة هي الحاملة للرحم ، الحاضنة للنطف الإرهابية القادمة ، التي تدفع يومياً إلي الشارع مشاريع إرهابية صغيرة .
ولابد يا صديقي العزيز أن تدرك أن هناك فارقاً ، وبوناً شاسعاً ، بين الإنحراف عن الإسلام ، والإنحراف بالإسلام . وأنا لم أقل أنهما قد انحرفا عن الإسلام ، وإنما انحرفا بالإسلام . وإنك إن كنت قد أنهيت كلامك بقولك : " علي شرع من كان سيد قطب او حسن البنا ، علي شرع ماركس وجان بول سارتر ، ام علي شرع حزمني يا .. " ، دون أن يخفي عليَّ ما تحمله من روح السخرية والدعابة ، وربما الإستهزاء . إلا أنه لم يخف عليَّ كذلك ما تحمله كلمة : " مع العلم انني لا انتمي لفصيل الاخوان المسلمين " من دلالة ، لأنها اللغة الدارجة التي يلتجيء إليها أي إخواني في نهاية كلامة . سواء كان إخوانياً ، أو إخوانياً بالوكالة ، أو إخوانياً بالإيجار .
حـــســــــــن زايـــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف