الوحدة الوطنية شكل ومضمون .. أين المضمون ؟ 18-9-2017
بقلم : حمدي فراج
يميل الكثيرون الى ان مشروع "الوحدة" بين الحركتين الحاكمتين في الضفة وغزة ، فتح وحماس ، قد يتم انجازه هذه المرة ، بعد عشر سنوات من الانقسام العمودي الذي طال الوطن والشعب على حد سواء ، بعكس كل المحاولات التي فشلت في العديد من العواصم العربية ، بما فيها "صلح مكة" ، حيث استعد العاهل السعودي انذاك عبد الله بن عبد العزيز بمنح المصالحة مليار دولار .
مرد هذا الميل التفاؤلي للمصالحة هذه المرة ، ليس نزول حماس عند الاشتراط الفتحاوي إلغاء ما سمي باللجنة الادارية ، فهذه عمرها بالكاد يبلغ ستة اشهر فقط ، ولا بإقدام فتح الغاء العقوبات الاقتصادية التي طالت جماهير الشعب في غزة ، وعلى رأسها الكهرباء وحسومات المرتبات والتقاعدات المبكرة ، بل دخول محمد دحلان على الخط ، الذي توصل الى تفاهمات نوعية مع حركة حماس بوساطة مصرية مخابراتية ، وبدعم مالي اماراتي يناهز مئة مليون دولار شهريا ، يتم خلاله فتح معبر رفح بشكل دائم ، ووصل الامر ان يتم تحديد موعدا لهذا الفتح بعيد عيد الاضحى ، اوائل ايلول الجاري .
وقد لمس الناس تقدمات بخطوات عملية حثيثة ، قادت الى عقد جلسة مجلس تشريعي في غزة ، تحدث خلاله الدحلان من الامارات عبر الفيديو كونفرانس ، وعقدت جلسات مصالحة مجتمعية ، دفعت خلالها مبالغ مالية لذوي الضحايا ممن قتلوا في الاشتباكات الذاتية قيمتها 50 الف دولار لكل عائلة من اصل نحو 400 عائلة ، ناهيك عن وقود مصرية لتشغيل محطات الكهرباء ، أدى هذا الى ارتفاع ملحوظ في شعبية الدحلان في غزة ، على حساب الحركة الام "فتح" ، حتى قيل ان هناك 16 عضو مجلس تشريعي اعلنوا انضمامهم للدحلان من اصل 34 عضوا هي التي فازت بهم فتح في الضفة والقطاع ، ما أدى بالضرورة الى ان تقوم فتح باستنفار طاقتها المتآكلة .
لم تكن فتح هي الجهة الوحيدة التي اعلنت الاستنفار ، بل العديد من القوى الاقليمية المؤثرة ، مثل قطر التي رأت ان الامارات تسحب بساطها من تحت اقدامها والتي عملت على نسجه و مده سنوات طويلة ، كذلك الحال تركيا التي رأت ان السيسي قد حيد حماس مقدمة لاعادة غزة الى الحظيرة ، ما دفع امريكا ان تدفع اسرائيل الى رفع الفيتو عن مثل هذه الصفقة / المصالحة ، والتي يحب البعض اطلاق اسم الوحدة الوطنية عليها ، وهو ما كشفه بوضوح القيادي المخضرم في حماس موسى ابو مرزوق .
هذا يؤكد ان المصالحة الرسمية بين الحركتين هو أمر اسرائيلي ، ولهذا استغرق كل هذا الوقت كي يتقدم فعليا على الارض ، لكن المصالحة الوطنية الحقيقية النضالية الميدانية ضد الاحتلال وادواته وأعوانه هو شأن الفتحاويين والحمساويين وبقية مقومات الشعب الفلسطيني ... معركة الاقصى مؤخرا نموذج .
بقلم : حمدي فراج
يميل الكثيرون الى ان مشروع "الوحدة" بين الحركتين الحاكمتين في الضفة وغزة ، فتح وحماس ، قد يتم انجازه هذه المرة ، بعد عشر سنوات من الانقسام العمودي الذي طال الوطن والشعب على حد سواء ، بعكس كل المحاولات التي فشلت في العديد من العواصم العربية ، بما فيها "صلح مكة" ، حيث استعد العاهل السعودي انذاك عبد الله بن عبد العزيز بمنح المصالحة مليار دولار .
مرد هذا الميل التفاؤلي للمصالحة هذه المرة ، ليس نزول حماس عند الاشتراط الفتحاوي إلغاء ما سمي باللجنة الادارية ، فهذه عمرها بالكاد يبلغ ستة اشهر فقط ، ولا بإقدام فتح الغاء العقوبات الاقتصادية التي طالت جماهير الشعب في غزة ، وعلى رأسها الكهرباء وحسومات المرتبات والتقاعدات المبكرة ، بل دخول محمد دحلان على الخط ، الذي توصل الى تفاهمات نوعية مع حركة حماس بوساطة مصرية مخابراتية ، وبدعم مالي اماراتي يناهز مئة مليون دولار شهريا ، يتم خلاله فتح معبر رفح بشكل دائم ، ووصل الامر ان يتم تحديد موعدا لهذا الفتح بعيد عيد الاضحى ، اوائل ايلول الجاري .
وقد لمس الناس تقدمات بخطوات عملية حثيثة ، قادت الى عقد جلسة مجلس تشريعي في غزة ، تحدث خلاله الدحلان من الامارات عبر الفيديو كونفرانس ، وعقدت جلسات مصالحة مجتمعية ، دفعت خلالها مبالغ مالية لذوي الضحايا ممن قتلوا في الاشتباكات الذاتية قيمتها 50 الف دولار لكل عائلة من اصل نحو 400 عائلة ، ناهيك عن وقود مصرية لتشغيل محطات الكهرباء ، أدى هذا الى ارتفاع ملحوظ في شعبية الدحلان في غزة ، على حساب الحركة الام "فتح" ، حتى قيل ان هناك 16 عضو مجلس تشريعي اعلنوا انضمامهم للدحلان من اصل 34 عضوا هي التي فازت بهم فتح في الضفة والقطاع ، ما أدى بالضرورة الى ان تقوم فتح باستنفار طاقتها المتآكلة .
لم تكن فتح هي الجهة الوحيدة التي اعلنت الاستنفار ، بل العديد من القوى الاقليمية المؤثرة ، مثل قطر التي رأت ان الامارات تسحب بساطها من تحت اقدامها والتي عملت على نسجه و مده سنوات طويلة ، كذلك الحال تركيا التي رأت ان السيسي قد حيد حماس مقدمة لاعادة غزة الى الحظيرة ، ما دفع امريكا ان تدفع اسرائيل الى رفع الفيتو عن مثل هذه الصفقة / المصالحة ، والتي يحب البعض اطلاق اسم الوحدة الوطنية عليها ، وهو ما كشفه بوضوح القيادي المخضرم في حماس موسى ابو مرزوق .
هذا يؤكد ان المصالحة الرسمية بين الحركتين هو أمر اسرائيلي ، ولهذا استغرق كل هذا الوقت كي يتقدم فعليا على الارض ، لكن المصالحة الوطنية الحقيقية النضالية الميدانية ضد الاحتلال وادواته وأعوانه هو شأن الفتحاويين والحمساويين وبقية مقومات الشعب الفلسطيني ... معركة الاقصى مؤخرا نموذج .