روبنسون كروزو والعزلة
خليل الشيخة
رواية دانيال ديفو تعتبر الأولى في الانكليزية التي ترسي معالم الواقعية حيث بني عليها لانتاج أدب واقعي انكليزي فيما بعد. نشرت الرواية في عام 1719 وهي تروي عن سيرة ذاتية لروبنسون في مغامراته البحرية والحياتية. من خلال رحلاته يسطو عليه قراصنة ويتحول إلى عبد لأحد المغاربة. ثم يهرب ويعمل مع مجموعة لتجارة العبيد، إلا أن السفينة تتحطم وينجو بنفسه قرب جزيرة ترينتي أو تريداد( اي الثالثوث) وهي بالمناسبة دعاها كولومبس بهذا الاسم ليضفي عليها الاسم المسيحي. يعيش في الجزيرة 28 سنة معزولا عن العالم حيث يصادف في مكوثه مجموعة من الهنود الحمر وهم يحتفلون بأكل احد الأسرى. ثم ينقذ واحدا منهم فيصبح عبدا له يساعده في الزراعة وتربية الماعز. بعدها تأتي مجموعة أوروبية فيرجع معهم للقارة. الرواية لم تتوقف هنا بل تستمر في المغامرات.
قرأت هذه الرواية في المرحلة الثانوية وتمتعت بها. قال البعض ان ديفو كان متأثر بحيي بن يقظان لابن طفيل، لكن الحقيقة هي أن ديفو قد اقتبسها من قصة واقعية جرت لرجل اسكتلندي اسمه اليكساندر سيلكرك. عاش هذا الرجل معزولا حوالي 4 سنوات في جزيرة نائية في المحيط الهادئ.
الرواية لها عدة مستويات. احدها هو التصميم على الحياة في ظروف قاسية من الوحدة والوحشة. والمستوى الاخر هو المرحلة التي كتبت بها، فهي وثيقة لعصر العبودية والقرصنة. العبودية في تلك المرحلة كانت لها شرعيتها ومؤسساتها الحكومية وقوانينها. أي بمعنى آخر كانت العبودية مسألة اخلاقية جداً. ثم تتطرق ألى الهنود الحمر بأكلهم لبعضهم. وأكل البشر بالنسبة لهم كان أيضاً مسألة عادية كما نحن نأكل الان البقر والغنم. ولا نعد أكل هذه البهائم عملاً غير اخلاقي أو غير مألوف. هنا يجد الصدام الحضاري بين حضارة تركت أكل لحوم البشر منذ آلاف السنين وحضارة مازالت تتمتع بلحوم البشر. هذه المرحلة من أكل البشر مر فيها الجنس البشري كله. وبالمناسبة لي مقالة تناقش هذا الأمر. رسالة أخرى قد تفهمها من الرواية هو عصر التنوير أو الاستعمار. وبالدقة أنها مقدمة لمرحلة الاستعمار وتوسع اوروبا من خلال تعليم رونسون لفرايدي (اي جمعة) اللغة الانكليزية وأصول العيش الاوربي.
في تلك المرحلة كان العالم العربي غارق في النوم يحكمه المماليك والعثمانين. فقد انهزم العرب كلياً واستمرت هذه الهزائم حتى عصرنا هذا. بينما ترى بروز النجم الاروبي في كل المجالات.
الرواية ممتعة ومازلت اتمتع في قراءتها إلا أنها تختزل عصرا وحضارة وامم عاشت في تلك المرحلة.
خليل الشيخة
رواية دانيال ديفو تعتبر الأولى في الانكليزية التي ترسي معالم الواقعية حيث بني عليها لانتاج أدب واقعي انكليزي فيما بعد. نشرت الرواية في عام 1719 وهي تروي عن سيرة ذاتية لروبنسون في مغامراته البحرية والحياتية. من خلال رحلاته يسطو عليه قراصنة ويتحول إلى عبد لأحد المغاربة. ثم يهرب ويعمل مع مجموعة لتجارة العبيد، إلا أن السفينة تتحطم وينجو بنفسه قرب جزيرة ترينتي أو تريداد( اي الثالثوث) وهي بالمناسبة دعاها كولومبس بهذا الاسم ليضفي عليها الاسم المسيحي. يعيش في الجزيرة 28 سنة معزولا عن العالم حيث يصادف في مكوثه مجموعة من الهنود الحمر وهم يحتفلون بأكل احد الأسرى. ثم ينقذ واحدا منهم فيصبح عبدا له يساعده في الزراعة وتربية الماعز. بعدها تأتي مجموعة أوروبية فيرجع معهم للقارة. الرواية لم تتوقف هنا بل تستمر في المغامرات.
قرأت هذه الرواية في المرحلة الثانوية وتمتعت بها. قال البعض ان ديفو كان متأثر بحيي بن يقظان لابن طفيل، لكن الحقيقة هي أن ديفو قد اقتبسها من قصة واقعية جرت لرجل اسكتلندي اسمه اليكساندر سيلكرك. عاش هذا الرجل معزولا حوالي 4 سنوات في جزيرة نائية في المحيط الهادئ.
الرواية لها عدة مستويات. احدها هو التصميم على الحياة في ظروف قاسية من الوحدة والوحشة. والمستوى الاخر هو المرحلة التي كتبت بها، فهي وثيقة لعصر العبودية والقرصنة. العبودية في تلك المرحلة كانت لها شرعيتها ومؤسساتها الحكومية وقوانينها. أي بمعنى آخر كانت العبودية مسألة اخلاقية جداً. ثم تتطرق ألى الهنود الحمر بأكلهم لبعضهم. وأكل البشر بالنسبة لهم كان أيضاً مسألة عادية كما نحن نأكل الان البقر والغنم. ولا نعد أكل هذه البهائم عملاً غير اخلاقي أو غير مألوف. هنا يجد الصدام الحضاري بين حضارة تركت أكل لحوم البشر منذ آلاف السنين وحضارة مازالت تتمتع بلحوم البشر. هذه المرحلة من أكل البشر مر فيها الجنس البشري كله. وبالمناسبة لي مقالة تناقش هذا الأمر. رسالة أخرى قد تفهمها من الرواية هو عصر التنوير أو الاستعمار. وبالدقة أنها مقدمة لمرحلة الاستعمار وتوسع اوروبا من خلال تعليم رونسون لفرايدي (اي جمعة) اللغة الانكليزية وأصول العيش الاوربي.
في تلك المرحلة كان العالم العربي غارق في النوم يحكمه المماليك والعثمانين. فقد انهزم العرب كلياً واستمرت هذه الهزائم حتى عصرنا هذا. بينما ترى بروز النجم الاروبي في كل المجالات.
الرواية ممتعة ومازلت اتمتع في قراءتها إلا أنها تختزل عصرا وحضارة وامم عاشت في تلك المرحلة.
صور
صور
