الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ذات ليلة سهرتُ فيها تحت الثلج بقلم:عطا الله شاهين

تاريخ النشر : 2017-09-19
ذات ليلة سهرتُ فيها تحت الثلج  بقلم:عطا الله شاهين
ذات ليلة سهرتُ فيها تحت الثلج
عطا الله شاهين
اندهشتُ ذات صباحٍ، حينما دخلتْ إلى قاعة المحاضرات معلّمة فائقة الجمَال، أتذكر حينها بنطالَ الجينزٍ الضيّق، فأنا لمْ أتوقّع بأنّ أرى مُعلمةً ذات يومٍ بأن تكون مرتديةً بنطالاً ضيّقا في قاعةِ تدريسٍ، ربما لأنني لم أر من قبل بأن النساء يرتدين هكذا..فحينما رأيتها عنْ قُربٍ اندهشتُ أكثر مِنْ سحرِ عينيها ومن نعومة صوتها.. سلّمتْ على الطلبة بصوتها الرقيق، وعرّفتْ عنْ حالِها وقالتْ:أحبُّ التّعرف عليكم.. فبدأنا نقول لها أسماءنا، وبعدما عرفت أسماءنا، راحتْ تشرحُ لنا الدّرس الأوّل بكل هدوء، ولكنَّني لمْ أفهم حينها شيئا، لأنَّني كنتُ أرنو إلى جمالها الطبيعي، الذي لم أعهده من قبل لأية امرأة، لدرجةِ أنني نسيتُ كُلَّ أغراضي في الدُّرج، حينما انتهت المحاضرة..
ومع مُرورِ الوقتِ، توطّدتْ علاقاتي معها من باب الصداقة، ومِنْ خلال مخالطتي المُستمرّة معها استطعتُ تعلّمَ لغة بلدها بشكل جيّد منها. وأذكر عشيةِ رأسِ السَّنة أتتْ صوبي بعد انتهاءِ المحاضرة، ودعتني للاحتفالِ معها، وقالتْ: عند منتصفِ الليل سترى جوَّ رأس السّنة الرائع، لأنَّ الليلة ستسقطُ الثّلوج، وسنحتفلُ تَحْتَ هطول الثلج، لكنّني رفضتُ في البداية، إلا أنَّها ألحّتْ عليّ كي أجيء، وحين أتيتُ إلى عندها، رأتني أرتجفُ مِنْ شدِّة البرْدِ، ولكنْها أدخلتني إلى الشُّقة الصّغيرة، وشعرتُ لحظتها بدفءِ المكانِ، وجلسنا سوبة وتحدّثنا كثيراً في أُمورٍ عدّة وضحكنا حتّى مُنتصف الليل..
وعند منتصف الليل خرجنا سوية إلى الشّوارع، وكانَ المنظرُ رائعا، فنُدف الثّلج كانتْ بدأت تتساقطُ بشكلٍ غزير.. فرُحنا نلعبُ في الثّلج بكل حُبِّ، ولكنّني تجمّدتُ هناك، ولاحظتْ هي بأنَّني ارتجفُ من البرْد فخبّأتني تَحْتَ معطفِها المصنوع من الفرو، وشعرتُ بدفءٍ مختلفٍ، وكنتُ لحظتها خجلاً، لأنني أول مرة أخرج فيها مع امرأةٍ ذات زمن سهرت فيها تحت الثلج ومن حولنا كان صياح الأطفال والناس الفرحين بليلة رأس السنة المميزة.
وبعد عدّة شهورٍ من إنهاءِ السنة التحضيرية للدراسة كنت متشوقا لرؤية الوطن، وسافرت إلى بلدي لزيارة الأهل، وبعد انتهاء الزيارة عدتُ إلى ذاك المعهدِ، وسألتُ عن تلك المُعلمة، فقالوا لي بأنَّها تزَّوجتْ قبل أسبوعين، فرحتُ أبحثُ عنها لكيْ أُباركَ لها زواجها فقطْ، فوجدتُها تُصلّح أوراق الامتحانات اليومية في غُرفةِ المعلمين، فسلّمتُ عليها، وقلتُ لها: مبارك زواجكِ، فشكرتني، وقالتْ: لقد تمتّعتُ معكَ ذات شتاء، فأنتَ كنتَ شابّاً لطيفاً معي طيلة مدة تعارفنا.. فشكرتُها، وودّعتها، وقلت لها أنت تدرين بأنه وقع عليّ الاختيار للدّراسةِ في مدينةٍ أُخرى بعيدة من هنا فردت أعلم.. ورغم مرور عقود على تعارفنا الإنساني حينذاك، إلا أن صخبها الغير عادي ذات ليلة سهرت فيها تحت الثلج كان دافئا، رغم أن درجات الحرارة كانت تشير حينها إلى دون الصفر ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف