الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الهجرة النبوية بقلم: الشيخ حسن أحمد جابر

تاريخ النشر : 2017-09-19
الله عز وجل نبيه فيها من آيات ومعجزات تأيداً له وللمسلمين.

             بقلم فضيلة الشيخ/ حسن أحمد جابر مفتي محافظة رفـح         عضو مجلس الإفتاء الأعلى بفلسطين

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد e الذي أوذي في سبيل الله وهو بمكة فصبر وصابر وأمره الله بالهجرة إلى المدينة فهاجر وكافح في سبيل تمكين العقيدة ونشر دعوة الإسلام فأيده الله بقوته ونصره على أعدائه فمنحه من  الآيات والمعجزات معونة منه وكرامة وتأيداً له و للمسلمين وبعد:-


أيها الأخوة إن في تاريخ الأمم و الشعوب أحداث ومواقف تطرأ عليها فيكون لها الأثر البالغ في تطور حياتها وازدهارها وإن من أهم هذه الأحداث التي طرأت على هذه الأمة هجرة النبي من مكة إلى المدينة حيث كانت فاتحة خير على الإسلام والمسلمين فإن المسلمين كانوا قبل الهجرة مستضعفين يتخطفهم الناس من كل جانب فأيدهم الله ونصرهم بالهجرة فلو نظرنا إلى هذه الحادثة العظيمة وما منح الله عز وجل نبينا من معجزات لأيقنا بنصر الله عز وجل وتأيده إذا نحن سرنا على ما كان يسير عليه النبي e وصحبه فإن من المعجزات التي منحها الله لنبيه تأيداً له وللمسلمين إنه لما علم المشركون أن دعوة النبي ستملأ نورها مشارق الأرض ومغاربها اجتمعوا في دار الندوة لينظروا ماذا يفعلون بالنبي فقال بعضهم نحبس النبي حتى يموت صبرا وقال آخرون نخرجه من أرضنا وقال آخرون ومعهم إبليس اللعين الذي جاءهم في صورة شيخ نجدي وجلس معهم وأشار عليهم قائلاً نأتي من كل قبيلة بشاب قوي جلدا ونعطيه سيفاً صارماً فيقوموا جميعاً بضربة ضربة رجل واحد فيضيع دمه بين القبائل فأخذوا بهذا الرأي ودبروا ومكروا فأين مكر القوم من مكر الله يقول الله عز وجل في ذلك "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" فحين إذ تحركت قيادة السماء فنزل جبريل الأمين فأمر النبي ألا يبيت تلك الليلة في فراشه وأخبره بما مكروا ودبروا فأمر النبي علياً كرم الله وجه أن يبيت في فراشه تلك الليلة ليوهم المشركين أن الرسول موجود في فراشه ومعجزة أخرى عظيمة ظهرت في حادثة الهجرة وهي أن المشركين حين اجتمعوا على باب النبي e خرج إليهم رسول الله ومعه حفنة من تراب وعفرها في وجوه القوم فأصابهم نعاس فما أصابت حصية منهم أحداً إلا ومات يوم بدر كافراً فلما مضى رسول الله وصاحبه قال أحدهم بعد أن أفاقوا ماذا تنتظرن قالوا ننتظر محمد فقال إن محمداً قد خرج قالوا والله ما رأيناه كذلك جاء في الحديث أن الرسول e لما خرج من خوخة الباب لقيه أبي جهل اللعين ولم يراه لأن الله قد غم على بصره وهذا تأيداً من الله عز وجل لنبيه وصاحبه .

فلو نظرنا إلى الهجرة النبوية وتفهمنا معانيها لعلمنا بأن الهجرة لا تجوز ولا تحل لكل من يؤذى في سبيل الله فيترك وطنه مهاجراً ولكن عليه أن يصبر ويصابر ويرابط في سبيل الله دفاعاً عن الأرض والعرض فبذلك ينال أجر الصابرين المرابطين الذين قال فيهم رسول الله "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها" ولكن النبي حين هاجر كانت هجرته لحكمة بالغة يعلمها الله ولم يهاجر فراراً بالدين أو خوفاً من الأعداء ولكنه هاجر حين رأى أن أرض مكة في ذلك الوقت لم تصلح لزرع بذرة الإسلام فيها فهاجر إلى المدينة لعله يجد أفقاً أرحب وأرضاً أصلب يستطيع أن يغرس فيها بذرة الإسلام فبهذه الهجرة الميمونة علمنا رسول الله e درساً في التشبث والتمسك في الأرض والوطن يتمثل ذلك في فعل رسول الله حين وقف على أطراف مكة ونظر إليها بحزن وأسى قائلاً والله يا مكة إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب البلاد إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت وينطلق النبي e في رحلته الميمونة بعد أن جن جنون قريش وأخذت تبحث عنه في كل مكان من الأرض وتعطي الأموال السخية لمن يأتي بمحمد وصاحبه فيلتجئ النبي e إلى غار ثور بين مكة والمدينة وفي هذا المكان تتواصل المعجزات تأيداً للنبي e وصاحبه وتثبيتاً لهما فلما وصل المشركون الغار أرسل الله جنداً من جنوده وهي الحمام والعنكبوت تعشعش و تنسج خيوطها على فم الغار لتوهم المشركين أنه لا يوجد أحد في هذا المكان فيقول بعضهم لبعض إن هذا العنكبوت موجود قبل أن يولد محمد e فالعنكبوت والحمام جند من جنود الله وما يعلم جنود ربك إلا هو ، فيقول أبو بكر الصديق للنبي يا رسول الله والله لو نظر أحدهم إل قدميه لرآنا فيطمئن النبي الصديق قائلاً يا أبا بكر " ما ظنك بثنين الله ثالثها" فنزل قوله تعالى "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني أثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " ولذلك يصور الشاعر ذلك الموقف العظيم فيقول:

الصدق في الغار والصديق لم يرما                وهم يقولون ما في الغار من ارم عناية الله أغنت عن مضاعفة من                   الدروع وعن شيء من الإطم

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت معًا                علي خير البرية لم تنسج ولم تحم

سل عصبة الشرك حول الغار حائرة               لولا مطاردة المختار لم تحم

فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم                       كباطل من جلال الحق منهزم

ومعجزة عظيمة نراها في داخل الغار وهي أن أبا بكر الصديق شكا للنبي عطشه فقال له النبي اذهب إلى صدر الغار وأشرب ويذهب الصديق إلى صدر الغار الموجود في الصحراء المقفرة التي لا ماء فيها فيشرب الصديق ماءً قد نبع من صدر الغار لونه أبيض من اللبن وطعمه أحلى من العسل وريحه أذكى من المسك فيتعجب الصديق لهذا فيسأل النبي  e فيقول له النبي أن الله عز وجل وكل ملك الجنان أن يأتي لك بنهر من أنهار الفردوس إلى صدر الغار لتشرب منه ولم تقف معجزات رسول الله e إلى حد هذا ولكن نرى معجزات ومعجزات فعندما خرج النبي وصاحبه من الغار متوجهين إلى المدينة المنورة لحق به سراقة بن مالك ليحوز ما وعدت به قريش من الغنيمة لمن يأتي لهم بالنبي وصاحبه فيقول سراقة بن مالك عندما أوشكت الاقتراب من النبي وصاحبه حيث كان لا يتلفت وأبو بكر كان يلتفت فكنت أسمع قراءتهما لقربي منهما وإذ ساخت يدي فرسي في الأرض إلى ركبتيها وظننت أن الأرض أوشكت أن تبتلعني وفرسي فقمت بالنزول عنها وزجرتها فرفعت يداها من الأرض فأثارت غباراً كثيراً بلغ عنان السماء كالدخان فأيقنت أنه ليس لي طاقة بالنبي وصاحبه لأن العناية الإلهية تقف معه وتؤيده فتراجعت قليلاً فقال النبي e يا سراقة ارجع وأنا أعطيك سواري كسرى فرغم ما حل بالرسول الله e من جهد وعنت وتعب إلا أنه كان واثقاً بنصر الله الذي وعده عباده المؤمنين حيث أخبر النبي بما سيفتح الله على المسلمين من فتوحات وانتصارات على أعداء الله فتحققت نبوءة رسول الله e حين فتح عمر بن الخطاب بلاد كسرى وقيصر وأخذ أموالهم خالصة للمسلمين ومع هذه الأموال سواري كسرى فلما أخذوا يقسمون المال رأى عمر أن يحقق نبوئة رسول الله وهو الوفي لقائده رسول الله قال يا سراقة هذا السوار الذي وعدك به رسول الله e

أيها الأخوة نذكر هذا في هذه الأيام الدقيقة من تاريخ شعبنا وٍما كان عليه النبي من إصرار وعزم علي التمسك بأرضه والدفاع عنها وثقته بنصر الله  فيزيدنا إصرارًا علي التشبث بأرضنا والتمسك بمقدساتنا وأن النصر آت لا ريب فيه لقول الله عز وجل "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" فحينما وصل النبي المدينة بعناية الله ورعايته من رحلته الشاقة التي تحمل فيها المشقة والعناء في سبيل توحيد كلمة الأمة ورفع راية التوحيد فشكل ركائز الدولة الإسلامية وهي الجيش والعلم والنشيد فهذه الدولة المجاهدة المؤمنة التي نشرت أجنحتها في مشارق الأرض ومغاربها وملأ نورها جميع بقاع الأرض واستطاعت أن تقهر أعتى قوتين في العالم وهما دولتي كسري وقيصر وبذلك أعادت للعرب والمسلمين أمجادهم وعزتهم .

فصاحب الذكري ينادي العرب والمسلمين أن تشبثوا بأرضكم وحافظوا علي مقدساتكم ووحدوا كلمتكم وانشروا المحبة فيما بينكم وأزيلوا آثار العدوان عن أرض العروبة والإسلام يقول النبي صلي الله عليه وسلم (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فأنفروا)

 بقلم فضيلة الشيخ/ حسن أحمد جابر                                        مفتي محافظة رفـح    عضو مجلس الإفتاء الأعلى بفلسطين    
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف