الأخبار
نتنياهو يُوجّه رئيسي موساد وشاباك باستئناف مفاوضات تبادل الأسرى والتوجه للدوحة والقاهرةسيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباس
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صمت الحروف بقلم: ميرال أحمد

تاريخ النشر : 2017-09-19
صمت الحروف
بقلم : ميرال أحمد

حين تضيق الروح بأوجاع الزمان تعجز الكلمات أن تكتب حروفها, فتبقي صامتة وتصبح الحياة مثل شريط سينمائي أخرس, تمر مشاهده أمام عينيك بصمت, فلا أنت قادر أن تشارك في المشهد, ولا أنت قادر أن تعيد فيه الحياة بصوتك, فهذا هو الوجع,لا يداويه الصبر ولا الزمان.

وعندما تفقد الروح إحساسها بالحياة, تتشابه لديها الصور , فالأسد لا يهمه شكل الغزال الجميل , ولا يعتني بقصصها, وماذا سيحدث لصغارها, ينقض عليها يقتلها, ويتركها لغيره ويذهب باحثا عن فريسة أخري,وهذا هو الظلم بعينه, علي عكس القلوب العاشقة, تكتب حروفا تعزف ألحانا جميلة, تحلم بعالم حب تسوده الرومانسية وتكون الإنسانية أهم صفاته, وهناك فرق شاسع بحجم الأرض بين إنسان يحبك ويتمني أن تكون كل يوم بخير, وبين أخر يشبه ذاك الأسد يريدك فريسة, يقتلك, ويتركك لغيره ويمضي باحثا عن فريسة أخري.
عندما تعشق شخصا لا يعيرك اهتمامه,لكنه لا يريدك أن ترحل, ولا يريدك أن تبقي
يصبح الوجع أوجاع,وتصبح الحياة بلا طعم, لكن شيئا ما سيحدث , وستخرج من هذه المحطة مهزوما,ومن قال أن الهزيمة ليست دواء, ومن قال أن الانتصار هو نهاية اللعبة,ستعود مثقلا بأوجاعك وجراحك كلها, لكني لن أنظر حينها اليك,فأنا لا أحب أن أري الحزن في عينيك.
أعذرني هذه طبيعة حياتي, لا احمل حقدا في داخلي,ولست خائنا لأحد, ووجهي كما هو,لا أعرف الغدر, ولا أبحث عن ضحية.

فاجأت نرمين أختها بيان , بيوم ميلادها , فأحضرت لها باقة ورد جميلة, احتضنتها وقالت لها: بيان حبيبتي, كل عام وأنت الأجمل, تفاجئت بيان بأختها, واغرورقت عيناها بالبكاء, وردت عليها بصوت شجي, وأنت الأجمل أختي حبيبتي.

دق جرس النقال,فإذا بمحمود يقدم التهاني لبيان بيوم ميلادها,فانهمرت دموعها غزيرة ولم تستطيع أن تقاوم مشاعرها التي كانت تختلط بين الحزن علي فقدانه وبين الاشتياق إليه, فقصة حبهما ما زالت حية لديها, رغم أنه تزوج من امرأة أخري .
قال محمود: أهداي يا بيان, أريد أن أتحدث اليك قليلا طمئنيني عنك,¸أعرف أني قد تسببت لك بألم شديد, وأعرف انك تعيشين معزولة عن هذا العالم, ولكن صدقيني الظروف كانت أقوي مني,وقهرتني, فكنت مضطرا للزواج من امرأة أخري, والبقاء في الغربة, حتى أستطيع العمل ومواصلة حياتي بجلوها ومرها , لكن الحياة جاءت صارمة وقاسية معي , فقد توفيت زوجتي بمرض غامض, وأنا أصبت بفشل كلوي,أعتقد إن هذا قصاص مني لما فعلته معك, أرجوا أن تسامحيني.
انتهت المحادثة, وغاصت بيان في حزن عميق, ودموع تكاد لا تنقطع, لم تصدق ما سمعته من محمود.
بعد أيام قليلة عاود محمود الاتصال ببيان وأبلغها بأنه سوف يعود الي بلده ثانية , لأنه لا يستطيع أن يواصل, فقد تغير كل شيء , ولم يعد يمكنه البقاء, فصحته لا تسعفه,وحدد يوم العودة, وقال لبيان أنه برغم ما حدث ما زال يتذكر تلك الأيام الجميلة معها.
في يوم عودته اتصلت به بيان وهنأته بسلامة العودة , وتبادلا أطراف الحديث وأعرب لها عن رغبته الشديدة في لقائها, ترددت قليلا لكنها وافقت علي اللقاء.
غلبت العاطفة علي اللقاء,كان منكسرا أعراض المرض تبدوا واضحة علية, أما بيان فكانت تبكي بصمت, وتتحدث بحشرجة في صوتها,قال لها: أريد أن أبحث معك موضوع دفنه الزمن, قالت له:تفضل, فقال: بيان أنا أحبك برغم كل ما حدث, وأنا الآن بحاجة ماسة اليك, أريد منك أن تتزوجيني, أنا أعرف أني لن أعمر طويلا, لكن وجودك بجانبي سوف يسهل علي موتي.تنهدت بيان وعيناها مليء بالدموع, وقالت له بصوت منخفض دعني أفكر.
مرت عدة أيام دون أن تتصل به, وكانت غارقة في التفكير بين التردد والموافقة, ولكنها قررت الارتباط به , وقبل أن تبلغه بذلك تحدثت مع أسرتها عن موضوع الارتباط بمحمود, فأبدوا معارضة شديدة, وقاموا بتذكيرها بأنه قد تخلي عنها في يوم ما ,ولم يكن صادقا معها, حاولت بكل السبل وبكل الطرق , ولكن إصرار أسرتها حال دون ذلك.
أبلغته علي الهاتف أن الزواج لن يحدث بسبب رفض أسرتها المطلق,في الجهة الأخرى ينهار محمود وينقل الي المستشفي, فتسرع الي المستشفي لتطمئن عليه,وتواسيه قليلا, ثم فاجئنه قائلة: سوف أتبرع لك بكلية مني يا محمود, أنت حلم لن أتخلي عنه.
بعد أجراء الفحوصات اللازمة للتبرع بكليتها, أكتشف الأطباء أمرا خطيرا لديها ولكنهم أخبروها بعدم التطابق.
شعرت بمرارة كبيرة, وراحت في نوبة بكاء عميقة وطويلة,وبعد ذلك اتصلت بمحمود وأبلغته بنتائج الفحوصات,فبكي هو الآخر طويلا , لكن القدر له حساباته.لم تتبادل بيان ومحمود المحادثات الهاتفية لعدة أيام, فقد ظهر كل شيء وكأنه وهم, ولا مكان لتحقيق حلمهما, فجأة شعرت بيان بآلام حادة في منطقة الحوض والكليتين,فحملتها سيارة الإسعاف مسرعة الي المستشفي , وهناك تم تحويلها الي قسم العناية الفائقة, وقد غابت عن الوعي من شدة الألم, اكتشف الأطباء بعد أجراء فحوصات سريريه ومخبريه أن بيان مريضة بسرطان الكلي في مراحله النهائية.
لم يكن محمود علي علم بما يحدث لبيان, ولكن المرض هاجمه بشدة ولم يستطيع المقاومة , فنقل هو الآخر الي المستشفي في حالة غياب عن الوعي.
في اليوم التالي أتصل المستشفي بأسرة بيان وأبلغوهم عن وفاتها, وفي نفس اليوم فارق محمود الحياة.
ميرالِ أحمد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف