الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حزب البيت اليهودي الأكثر تطرفاً وعنصرية .."خطة الحسم"بقلم:سليم ماضي

تاريخ النشر : 2017-09-19
حزب البيت اليهودي الأكثر تطرفاً وعنصرية .."خطة الحسم"بقلم:سليم ماضي
حزب البيت اليهودي الأكثر تطرفاً وعنصرية..."خطة الحسم"،، سليم ماضي

من هو حزب البيت اليهودي الذي استطاع أن يجر المجتمع الإسرائيلي من مجتمع يقع في الخارطة السياسية بين اليسار ويسار الوسط إلى مجتمع أصبح إلى حد كبير يقع بين اليمين وأقصى اليمين، باختصار حزب البيت اليهودي هو (حزب قومي ديني)، وهو الممثل الرئيس لليمين المتشدد بشكل عام، والأحزاب الدينية الصهيونية بشكل خاص، بعد أن ائتلفت فيه معظم الأحزاب والحركات السياسية اليمينية والدينية المتشددة (المفدال الجديد والاتحاد الوطني وتكوما وهتكفا وأرض إسرائيل وأحي)، انسجاماً مع التغيرات التي طرأت في البيئة السياسية للأحزاب، ومجاراة لمتطلبات العصر وتطوراته المتلاحقة. وينظر إليه، هو والاتحاد الوطني المؤتلف معه، باعتبارهما أشد الأحزاب الإسرائيلية تطرفاً. تأسس هذا الحزب في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008م، وحظي الحزب بتأييد حاخامي الصهيونية الدينية.

وانعكس تصاعد حزب "البيت اليهودي" ونفوذه على مجمل الخارطة الحزبية السياسية، حتى تبنت غالبية الأحزاب الإسرائيلية أيديولوجية "البيت اليهودي" وخطابه المتعلق بالحفاظ على الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية؛ ويعتبر الحزب أكثر الأحزاب السياسية تشدداً وتطرفاً وكراهية للفلسطينيين وفلسطينيي الداخل واليسار الإسرائيلي أيضاً الذي يتهمهم بالخيانة للعرب، ويعتبر الحزب الحاكم الفعلي في إسرائيل فهو الذي يرسم السياسات، وقد طرح الحزب العديد من القوانين العنصرية ضد العرب والفلسطينيين كان أشهرها (قانون منع الآذان وقانون التسوية (قانون شرعنة البؤر الاستيطانية) ، وقانون اعتقال الأطفال وغيرها من القوانين العنصرية) كما طرح الحزب العديد من الخطط التي تهدف بمجملها إلى القضاء على إقامة الدولة الفلسطينية كان آخرها ما يسمى بـ "خطة الحسم".

قدم البيت اليهودي خطط بديلة لعملية التسوية كـ "خطة التهدئة" التي اقترحها نفتالي بينيت زعيم الحزب وأصبحت مقدمة لأي خطة قادمة فهي قابلة للتطور ويسعى بينيت لتسويقها دولياً، وجاءت مؤخراً. إذ يقترح بينت ضم مناطق ( (Cالتي يوجد فيها أغلبية إسرائيلية إلى إسرائيل، والسماح للمواطنين الفلسطينيين في هذه المناطق إما بالحصول على الجنسية أو حق الإقامة. أما مناطق ((A و(B) فيقترح إقامة حكم ذاتي فيها. ويرفض بينيت إقامة دولة فلسطينية في الضفة لكنه مؤيد بشدة إقامة دولة فلسطينية في غزة وقدم مقترحات وخطط لذلك، يعتبر البيت اليهودي الضفة الغربية جزء من دولة اسرائيل ويعزز طروحاته السياسية المتطرفة بأقاويل وخطابات دينية حيث يتم صهر الدين داخل القومية. ويعتبر بينيت شخصية متمردة داخل الحكومة الإسرائيلية، فقد زار الولايات المتحدة وقابل ترامب وطرح عليه خطته والتي يحاول تمريرها الآن ضمن صفقة القرن مع تعديلات طفيفة عليها. وبين ترامب وبينيت قواسم مشتركة فكلاهما يتبنى نظرية القوة في السياسة الخارجية.

وفي خطوة أكثر تطرفاً أعلن نائب رئيس الكنيست، بتسلئيل سموتريتش، عن خطته "خطة الحسم"، كما يسميها، وهو عضو كنيست عن حزب "تكوما" الذي يتميز بأيديولوجيته المتطرفة جداً حيال الفلسطينيين، ولا يؤمن بأية مساومة أو مفاوضات حول الضفة والقطاع؛ لأنها في نظرهم أرض يهودية، وهو أحد مكونات حزب "الاتحاد القومي" الذي يعتبر حزباً عنصرياً  شديد التطرف يدعو إلى التمسك بـ (أرض إسرائيل الكبرى)، وعدم التخلي عن أي شبر فيها وإلى تكثيف الاستيطان وتوسيعه، وهو حزب شديد العداء للفلسطينيين؛ والمؤتلف في حزب "البيت اليهودي"، ويستند سموتريتش في خطته التي نسجها من فكره اليميني المتطرف، الذي لا يرى مكانا للفلسطينيين في فلسطين التاريخية، إلى أساطير التوراة.

ويتبنى سموتريتش في خطته "الرسائل الثلاث" التي أرسلها، بحسب التوراة، يهوشع بن نون إلى سكان البلاد عندما احتلها، واليوم يضع سموتريتش ثلاثة خيارات أمام الفلسطينيين: القبول بحكم إسرائيل، أو مغادرة البلاد، أو الحرب. ويشار إلى أن باحثي آثار إسرائيليين أكدوا أن شخصية بن نون هي أسطورة وأن قصة احتلاله لأريحا هي أسطورة أيضا وأنه لم يكن في التاريخ حدثا كهذا.

دعا بتسلئيل سموتريتش إلى تقديم مبالغ مالية ضخمة للفلسطينيين سواء في الضفة أو في الداخل المحتل لتشجيعهم على الهجرة من البلاد . وبحسب مواقع عبرية قال سموتريتش ان المقصود "ليس تنظيم ترانفسير، فاليوم يغادر الضفة الغربية 20 ألف فلسطيني سنويا، والاستطلاعات التي يجرونها هم تبين ان 30% يطمحون للهجرة الى الخارج. أنا سأساعدهم على ذلك، بشكل عادل، مع تعويض مالي كامل، وليس قسرا. وهذا سيكلفنا اقل من الحروب والعمليات العسكرية مرة كل عدة سنوات".

وتتضمن "خطة الحسم" أيضا، تفكيك السلطة الفلسطينية وفرض القانون الإسرائيلي على كل مناطق الضفة الغربية، ومضاعفة الاستيطان مرتين بل ثلاث مرات، في الضفة، وبشكل خاص "شطب نموذج الدولة الفلسطينية من الوعي وعن الأرض". وحسب سموتريتش: "أنا أنوي اجتثاث الأمل الذي ينعكس بشكل اساسي في اقامة الدولة الفلسطينية".

وتشمل الخطة بنداً حول إمكانية منح الجنسية الإسرائيلية لمواطني الضفة شريطة أن يتنازلوا عن تطلعاتهم القومية في أرض إسرائيل وفق وصفه ولكن دون أن يعني هذا اعطائهم حق التصويت أو الترشح للكنيست إلا في حال قبولهم الخدمة في الجيش وتأدية الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال. وطن للأنباء: وقد صادق حزب الاتحاد القومي في مؤتمره على خطة الترانسفير (التهجير) للفلسطينيين وطرح الأبرتهايد كخطة سياسية رسمية للحزب. وبعث بنيامين نتنياهو بتهنئة مسجلة للمؤتمر، تهنئة نتنياهو تنسجم مع الحقائق الجديدة وهي رسالة للعالم بأكمله حول سياسة الحكومة الجديدة الرافضة ليس لعملية التسوية فحسب بل للوجود الفلسطيني على هذه الأرض.

يعد نفتالي بينيت الأكثر حظاً لخلافة نتنياهو المتهم بقضايا فساد قد تزيحه عن الحكم، ويعد صعوده إلى قمة الهرم السياسي في إسرائيل، انعكاسا لتصاعد قوة اليمين المتشدد فيها ودليلا على اقتناع شرائح كبيرة في المجتمع بصحة مواقف المستوطنين وبضرورة الانغلاق ورفض الآخر.

والسؤال هنا كيف سنواجه كفلسطينيين السيناريو المنتظر وهو انصهار المجتمع الإسرائيلي في بوتقة اليمين المتطرف ورفضه عملية التسوية، وصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة للحكم وعلى رأسها حزب البيت اليهودي، الذي تتنامى قوته في المجتمع بشكل كبير، ورفضه الصريح لإقامة دولة فلسطينية، وضم مناطق (C) "لإسرائيل" كما جاء في خطة التهدئة سالفة الذكر، والقيام بعملية "ترانسفير" كما جاء في "خطة الحسم" سواء طوعاً أو كرهاً كما ينادي "حزب موليدت" وهو أحد الأحزاب المشارِكة في حزب "البيت اليهودي" إلى طرد كل الفلسطينيين (ترانسفير) من (أرض إسرائيل) كما يدعون. هل سنواجههم باستجداء الادارة الأمريكية التي تتماهى في كل طروحاتها مع الموقف الإسرائيلي، أم بمزيد من الفرقة والتشرذم والانقسام، وتمسك كل طرف برؤيته التي باتت فاشلة.

إن مواجهة هذا التطرف وهذا الصلف اليهودي لا يكون إلا بالوحدة والتعاضد والتماسك والتلاحم والانصهار والتكاثف والترابط العضوي ضمن استراتيجية وطنية تقوم على:

أولاً: العودة للمقاومة كسبيل استراتيجي بكافة أشكالها (العصيان المدني والمقاومة السلمية والمقاومة المسلحة) كحق كفلته المواثيق والقوانين الدولية، حتى يخضع المجتمع الاسرائيلي للحقوق الوطنية الفلسطينية.

ثانياً: اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في المجتمع العربي وجامعة الدولة العربية كقضية مركزية للعرب.

ثالثاً: حل السلطة الوطنية إذا تطلب الأمر.

رابعاً: التوجه للمجتمع الدولي والدول الصديقة ورفض الهيمنة والتفرد الأمريكي كراعي لعملية التسوية السياسية.

خامساً: العمل مع جميع الدول الداعمة للقضية الفلسطينية وعدم العمل ضمن محاور، واللعب على المتغيرات والتناقضات الدولية بما يخدم القضية الفلسطينية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف