الأخبار
الأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويا
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عصر القهر وزمان الهوان العربي !!بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2017-09-18
عصر القهر وزمان الهوان العربي !!بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
عصر القهر وزمان الهوان العربي !!
ياسين عبد الله السعدي
كتبت تحت هذا العنوان من قبل مقالاً ونشرته في العدد الثاني – السنة الثانية عشرة آب/ ايلول 1993م؛ صفحة 66 من مجلة (هدى الإسلام) بتوقيع اسمي المستعار في حينه: واصف الشيباني، تحدثت فيه عن مرحلة القهر التي عانى ويعاني منها الإنسان العربي عبر مراحل التاريخ العربي، وتحدثت عن الهوان العربي الذي مرت به البلاد العربية منذ كان العرب تحت حماية الفرس والروم إلى أن أعزهم الله بالإسلام فوثبوا وثبة غيرت التاريخ وصنعت تاريخاً جديدا.
أطلق المؤرخون أسماء الأسر الحاكمة على كل مرحلة فقالوا: عصر الدولة الأموية والدولة العباسية والعصر العثماني كما كان ذلك في عهد الدولة الصفوية في إيران وأسماء الأسر الحاكمة في مصر قبل الميلاد وفي أوروبا وفي الصين وغيرها.
لكن العصر الذي تجاهله العرب ولم يذكروه في تاريخهم، هو (عصر القهر) العربي الذي تخلل كثيراً من المراحل التاريخية العربية؛ لما فيه من بطش وجبروت واحتكار السلطة. ويقابله (زمان الهوان) والخذلان؛ عندما كانت تذوي ظلال السلطة، وتضمحل ملامح الدولة، ويركبها المغامرون ويقودها الأفّاقون.
لاقى العرب هوانا وخذلانا عندما اجتاح المغول بلاد العرب والمسلمين ودمروا وحرقوا وقتلوا حتى الخليفة نفسه في بغداد سنة 1258م، وكذلك أيام الغزو الصليبي الذي دام نحو مائتي سنة من سنة 1096 حتى 1291م، إلى زمن حكم العبيد للسادة، والتحكم حتى في تعيين الخلفاء، إلى دخول الجنرال الإنجليزي (اللنبي) بيت المقدس فاتحاً في 9121917م. وكذلك الجنرال الفرنسي غورو، ووقوفه أمام قبر صلاح الدين في دمشق بعد معركة ميسلون بتاريخ 2471920م متحدِّياً من جديد: (ها قد رجعنا يا صلاح الدين)! ثم وصولاً إلى عصر اليوم الذي جمع بين العصرين معاً، في زمان واحد؛ هو عصر القهر وزمان الهوان من احتلال بعض البلاد العربية وتدميرها وتقتيل السكان وتشريدهم.
كانت مشاعر الناس في الماضي واحدة موحدة، وكان انتماؤهم للوطن الكبير، وكانوا يلبون نداء النجدة للدفاع عن أي قطر يبتلى بعدوان.
أما اليوم؛ فقد تأصلت روح الإقليمية في النفوس، وغدا الدين الواحد أدياناً سياسية متعددة، هي الأحزاب والولاءات، وكلها تلهث وراء المطامع؛ تطلب المنافع، وتتهالك على المكاسب والمناصب ولذلك كانت الهجمة الغربية أدهى وأمر فتكالبت الدول الطامعة وجاءت باسم (التحالف الدولي) ودمرت دولا وأحرقت مدنا بما استعملته وتستعمله من أسلحة فتاكة متطورة ومدمرة.
كل القيادات العربية، ليس فيهم إلاّ خائف من أخيه، أو هو واجد عليه، متوجس منه، أو متآمر ضده، أو هو خاذله في لحظة المواجهة مع العدو المشترك. فماذا نسمي هذا الزمان العربي، بغير زمان الهوان؟ هل يشعر الإنسان العربي بانتمائه حتى لإقليميته الضيقة؛ التي فصَّلها له المستعمر، فاستطاب لباس الهوان؟
أما القهر الأكبر فهو أن يعيش الإنسان العربي في زيف الشعارات والادعاءات؛ بينما هو يعايش الممارسات التي تزهق كل أمل، وتقتل كل طموح يتفاعل في ضمير المواطن العربي المقهور والمدحور. ما هو إحساس المواطن الفلسطيني بالذات في حياته اليومية؟ ما هو شعور المواطن العربي، وهو يرى تصرفات السلطات مع المواطنين في كل بلاد العرب؟
كم يدمي الضمير أن يرى المزورين وتجار الشعارات في مقام القيادة في المجتمع؟! كم هو الإحساس بالإحباط وأنت ترى الأمور تنزلق نحو الأسوأ؟ ثم ما هو القهر إن لم يكن الإحساس بالمرارة عندما يكون الدعي في مقام الوصي؟
من سمات عصر القهر المتداخل في التاريخ العربي؛ أن تجد أميّاً، أو شبه ذلك، يحدد موقع عالم أو أديب، ويعطي الناس أحجامهم ويقرر أقدارهم. ومن مهازل زمان الهوان أن يتطاول الأقزام، وينحني الشامخون. فكيف لا يكون هذا هو عصر القهر؟
يعايش الإنسان العربي هذه المظاهر في صبحه ومسائه. أما الإنسان الفلسطيني، فهي تلازمه في كل لحظات العمر. بل تدخل معه إلى خدره وخبائه؛ لأنه يعيش الواقع المر من كل الجهات، سواء ما كان منها من (صنع محلي)، أو من (فرمان) السلطان. ولذلك نعجب كيف يظل بعض الناس في صحتهم النفسية، وعافيتهم الجسدية!
كانت ولاية حماة، في فترة سابقة من التاريخ العربي، تعيش حياة التسلط والقهر والإذلال على يد الوالي فتظلَّم الأهالي إلى السلطان فأمر بعزله وتعيين الوالي الجديد فاستبشر الناس به خيراً، وأمَّلوا (الفرج) على يديه إذ كان اسمه فرج، وظنوا أنها فرجت. إلاّ أن فرجاً هذا كان أسوأ من سابقيه؛ من غلاظ القلوب من الولاة، فاشتطَّ في الأذى، وتمادى في التسلط والقهر وسوء الحكم.
ومازلنا، نحن العرب، كلما جاء مسئول على أي مستوى، نأمل منه خيراً، فيكون الأسوأ. فهل كتب علينا أن نعيش زمن (فرج) القديم المتجدد؟ ويبدو أننا سوف نظل نردد ما قاله الشاعر الحموي يوماً عن (فرج) القديم:
كل الأمور إذا ضاقت لها فرج *** إلاّ حماة؛ أتاها الضيق من (فرجِ)!!
نشر في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 1792017م؛ صفحة 16
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف