متاهة الاستفتاءات الفوضوية...
في شرق الشياطين، جغرافيا حضارية تخسر استقلالها وذاكرتها وتاريخها وحتى ارثها الإنساني، لأن شعوبها لا تستحقها.
الإشكالية في شرق الشياطين اليوم وغدا، ليست في كيفية الحفاظ على كيانات رسمها باعتراف الجميع الاستعمار الأوروبي وكرسها الاستعمار الأمريكي ويحافظ على الاستعمار الروسي_الاقليمي، لا أساس تاريخي او عرقي او اقتصادي او مستقبلي او حتى ديني لها، بل مصالح ورؤية شركات نفط وغاز ومعادن ومصارف وغيرها من مخالب وانياب الأولغارشية العالمية.
ولذلك هي لا تصلح لان تكون اوطان او دول او جمهوريات، بل اقطاعيات ومعتقلات وسجون ومزارع ومحميات طبيعية وحدائق حيوانات ومراعي، تشكل القبائل والعشائر فيها جاليات متغربة تمتهن الخدمة والحراسة لمصالح الخارج وفقط الخارج ولا تريد ولا تستطيع ان ترى مصالحها او مستقبلها او تعترف حتى بمأساة حاضرها ولعنة ماضيها القريب والبعيد...!
مشهد خروج القبائل والعشائر الجمهورية العربية على حكامها تحت شعار اسقاط النظام، بدلا من شعار اسقاط الخوف مثلا، انتهى الى سقوط الأقنعة عن مجتمعات متوحشة في غابات بدائية وعن وجوه الجميع لتظهر بلا مواربة ارث الحقد وهوية الانتقام وتراث التكفير وثقافة القتل وذاكرة الشيطان نفسه...
ماذا لو خرجت تلك الجماعات لتقول انها لا تحتاج لإسقاط النظام لتتحرر ولا تحتاج للحرية لتعيش وأنها لا تحتاج للديمقراطية لتحكم نفسها بل هي جماهير واعية بعقلانية وصامته بحكمة وصابرة على حكم اللصوص والكلاب لأنهم أوهام وخرافات الغرب والاقليم وليسوا أكثر من سراب طبيعي في صحراء أبدية...
عندما يقودك رجل دين لإسقاط نظام جمهوري شمولي انت تنحدر ومن الطبيعي ان تصل الى الفوضى والدمار والهلاك، لقد هزمت نفسك بنفسك فلا تبرر ولا تكابر وتراجع عن اضغاث احلامك وزيف آمالك وبؤس امنياتك...
وحتى عندما تخرج لطلب استفتاء تحت شعارات الحرية والديمقراطية والاستقلال والسيادة والهوية التاريخية، برعاية الإقليم والغرب وامريكا واسرائيل، انت تتنازل عن كل شيء قبل ان تصل الى أي شيء...
الخروج من هيمنة البعيد دخول في هيمنة القريب، معادلة سهلة وممتنعة، والديكتاتورية واحدة والقبلية واحدة والعائلية واحدة والقداسة واحدة والاهداف القومية المشروعة والطبيعية لن تكون أكثر من خدعة راقية لشرعية باطلة...
النظام الاقطاعي_الديني الإقليمي يحمي بعضه بعضا، والاشقياء يدفعون الثمن فقرا ودما وبكاء وكبرياء.
لا معنى لوحدة الجغرافيا إذا لم يؤمن بها الشعب الواحد الذي يعيش فوقها ويرى فيها "الأفراد" شراكة حقيقة وأمان نقي ومستقبل واعد وانسان واعي وخلاق.
17/9/2017
صافيتا/زياد هواش
.../350
في شرق الشياطين، جغرافيا حضارية تخسر استقلالها وذاكرتها وتاريخها وحتى ارثها الإنساني، لأن شعوبها لا تستحقها.
الإشكالية في شرق الشياطين اليوم وغدا، ليست في كيفية الحفاظ على كيانات رسمها باعتراف الجميع الاستعمار الأوروبي وكرسها الاستعمار الأمريكي ويحافظ على الاستعمار الروسي_الاقليمي، لا أساس تاريخي او عرقي او اقتصادي او مستقبلي او حتى ديني لها، بل مصالح ورؤية شركات نفط وغاز ومعادن ومصارف وغيرها من مخالب وانياب الأولغارشية العالمية.
ولذلك هي لا تصلح لان تكون اوطان او دول او جمهوريات، بل اقطاعيات ومعتقلات وسجون ومزارع ومحميات طبيعية وحدائق حيوانات ومراعي، تشكل القبائل والعشائر فيها جاليات متغربة تمتهن الخدمة والحراسة لمصالح الخارج وفقط الخارج ولا تريد ولا تستطيع ان ترى مصالحها او مستقبلها او تعترف حتى بمأساة حاضرها ولعنة ماضيها القريب والبعيد...!
مشهد خروج القبائل والعشائر الجمهورية العربية على حكامها تحت شعار اسقاط النظام، بدلا من شعار اسقاط الخوف مثلا، انتهى الى سقوط الأقنعة عن مجتمعات متوحشة في غابات بدائية وعن وجوه الجميع لتظهر بلا مواربة ارث الحقد وهوية الانتقام وتراث التكفير وثقافة القتل وذاكرة الشيطان نفسه...
ماذا لو خرجت تلك الجماعات لتقول انها لا تحتاج لإسقاط النظام لتتحرر ولا تحتاج للحرية لتعيش وأنها لا تحتاج للديمقراطية لتحكم نفسها بل هي جماهير واعية بعقلانية وصامته بحكمة وصابرة على حكم اللصوص والكلاب لأنهم أوهام وخرافات الغرب والاقليم وليسوا أكثر من سراب طبيعي في صحراء أبدية...
عندما يقودك رجل دين لإسقاط نظام جمهوري شمولي انت تنحدر ومن الطبيعي ان تصل الى الفوضى والدمار والهلاك، لقد هزمت نفسك بنفسك فلا تبرر ولا تكابر وتراجع عن اضغاث احلامك وزيف آمالك وبؤس امنياتك...
وحتى عندما تخرج لطلب استفتاء تحت شعارات الحرية والديمقراطية والاستقلال والسيادة والهوية التاريخية، برعاية الإقليم والغرب وامريكا واسرائيل، انت تتنازل عن كل شيء قبل ان تصل الى أي شيء...
الخروج من هيمنة البعيد دخول في هيمنة القريب، معادلة سهلة وممتنعة، والديكتاتورية واحدة والقبلية واحدة والعائلية واحدة والقداسة واحدة والاهداف القومية المشروعة والطبيعية لن تكون أكثر من خدعة راقية لشرعية باطلة...
النظام الاقطاعي_الديني الإقليمي يحمي بعضه بعضا، والاشقياء يدفعون الثمن فقرا ودما وبكاء وكبرياء.
لا معنى لوحدة الجغرافيا إذا لم يؤمن بها الشعب الواحد الذي يعيش فوقها ويرى فيها "الأفراد" شراكة حقيقة وأمان نقي ومستقبل واعد وانسان واعي وخلاق.
17/9/2017
صافيتا/زياد هواش
.../350