الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سفينة الفلسطينيين تغرق ..فهل من منقذ؟ بقلم:عماد صلاح الدين

تاريخ النشر : 2017-09-18
سفينة الفلسطينيين تغرق ..فهل من منقذ؟ بقلم:عماد صلاح الدين
سفينة الفلسطينيين تغرق ..فهل من منقذ؟

عماد صلاح الدين

كان هناك تغييرات خطيرة ومتسارعة في الساحة الفلسطينية خصوصا في الاراضي المحتلة منها عام 1967 بعد اوسلو. حدث اقتتال خطير بين حماس وفتح عام 2007، كان عنيفا في غزة ومحدودا في الضفة عقب الصراع على السلطة والصلاحيات بعد انتخابات عام 2006 التشريعية التي فازت فيها حماس.

اصطلح على تسمية ذلك الاقتتال انقساما، على اعتبار ان حماس وفتح تمثل قطاعات عريضة من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.

الحالة الفلسطينية تشبه الحالة العربية في الاصطفافات والمحاور المتنازعة وفي ارتباطاتها الاقليمية والدولية، هذا كان قبل الثورات العربية وبعدها، مع اختلاف في تغيير واعادة تشكيل بعض الاصطفافات في المحاور المتقابلة وقد كان حادا بعد تلك الثورات التي تم اجهاضها في معظمها. الحالة العربية فقدت حالة التماسك الطفيف الذي كانت عليه قبل الثورات وكذلك الحالة الفلسطينية. الامور غير متحكم بها لا فلسطينيا ولا عربيا. الدول الكبرى متعددة وحزام السيطرة الامريكية على الحالة العربية لم يعد بذلك الإحكام الاحادي الذي كنا نعرف.

الرئيس ابو مازن رجل كبير في السن ولا زال هو شخصيا الضابط المحوري الذي يمنع اي انفلات نحو صراعات متعددة، وهو بسبب ميله نحو السلام بشكل جاد منذ اوسلو وحتى اليوم لم يستطع احد لا في الاقليم العربي ولا على المستوى الدولي ان يقوم بازاحته عن المشهد، هذا بالاضافة الى سبب اختلال موازين القوى العربية الرسمية بعد موجة الثورات عام 2011، والفوضى الدولية وعدم تفرد الولايات المتحدة بالساحة الدولية كما كان الامر في العقود القليلة الماضية.

لكن على اي حال، وكما هو المشهد العربي الذي آل الى عديد محاور واصطفافات وتحالفات متضاربة الى درجة التحالف الاقوى والاوثق مع اسرائيل في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي كله، فان الحالة الفلسطينية صارت الى اصطفافات وتحالفات وصراعات جديدة وغريبة غير مألوفة على الوضع السابق، ولم يعد المشهد الفلسطيني في شقه الفتحاوي خصوصا راجعا زمام الامر والتحكم فيه الى شخصية قيادية كريزماتية بحجم الشهيد ياسرعرفات، تغيرت الامور بعده، وتغيرت تدريجيا بعد وصول الرئيس ابو مازن الى دفة الحكم عام 2005، اصبح هناك اليوم اكثر من جهة في فتح تطمع بالكرسي الرئاسي بعد الرئيس ابو مازن، وفي المقدم منهم محمد دحلان قيادي فتح المفصول من الحركة منذ سنوات. المشكلة ان القيادات الطامحة برئاسة السلطة على تعددها في شقها الفتحاوي، هي الان تمتلك الرجال والمال والسلاح، وهي قيادات وازنة ومن العيار الثقيل جدا في فتح. حماس هي الاخرى لم تعد حماس الواحدة والموحدة رغم كل ادعاء من قياداتها بعكس ذلك، هناك تيار او تيارات من الحركة بدأت تعلي صوتها برفض النهج التقليدي والكهنوتي الاميري الوصائي الذي تتبعه الحركة، هناك تململ ورفض واضحان، كان عماده حالة الفشل المتكرر للحركة ونهجها، ولما جرى للاخوان المسلمين تحديدا في مصر وفي اصقاع المشرق والمغرب العربي على العموم، ليس هذا وحسب، بل هناك ميل الى خيارات اخرى تقوم على مزيد من التطرف والانعزالية او حتى الاستعداد للانضواء تحت جناح حركات ارهابية كداعش وتنفيذ اعمال هجومية استهدفت حماس في غزة كما جرى قبل اسابيع باستهداف نقطة التنفتيش على معبر رفح وادى الى استشهاد احد عناصر القسام واصابة آخرين في حينها.الكل للاسف يملك الرجال والمال والسلاح لاجل المراجهة الداخلية سواء في غزة او الضفة، والشعب الفلسطيني لا يملك من امره شيئا فهو غائب ومغيب عن التأثير الفاعل والحقيقي في الموضوع الوطني، والشرعيات الفلسطينية جرى انتهاكها حتى النهايات وعلى كافة الاطر والمستويات سواء الرئاسية او التشريعية وفي منظمة التحرير الفلسطينية خصوصا فيما يتعلق بالشرعية الغائبة عن مجالسها وعلى راسها المجلس الوطني الفلسطيني.

لا يوجد ضامن حقيقي لمنع اي تدهور بالغ وخطير على الفلسطينين في الضفة والقطاع سوى المضي قدما في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني والسعي نحو تدشين المصالحة ولو تدريجيا من جهة الفائدة المرجوة من اي تراكم ايجابي مهما كان حجمه ونوعه، وعلى ان تكون المصالحة بين الجميع ومع الجميع، وعلى كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والوطنية عموما، وتشمل كافة المرجعيات والاطر والهياكل في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في اطار جامع ومتفق عليه من المشروع الوطني الفلسطيني.

لا مجال للتأخير، لا مجال للماطلة والتسويف، الوقت والخطر وضياعنا وضياع قضيتنا الوطنية كله يدهمنا بلا هوادة.

مقولة ان القيادة جاهزة بحسب التجارب السابقة بعد رحيل اي قائد او رئيس فلسطيني، اليوم هي بلا رصيد وبلا مفعول نافذ، الامور تغيرت جدا بعد ياسر عرفات وحتى في ظل حكم الرئيس محمود عباس، وما جرى من ثورات عربية وتفاعلاتها ونتائجها الكارثية الحالية على الجميع رغم مشروعية هذه الثورات اخلاقيا، ساعد وبشكل سريع جدا في احداث تغيرات محلية واقليمية ودولية جعلت الحالة كلها في سيولة شاملة تمنع الاستفراد وتمنع الثبات والاستقرار وتمنع فرض الشروط كاملة على الوضع الفلسطيني؛ المعارضون كثر واهواؤهم متعددة وتحالفاتهم مختلفة بل ومتناقضة بشكل غرائبي، والموالاة والاعتدال ايضا كثر وحلفاؤهم متعددون ومصالحهم متضاربة وهم في مواجهة بعضهم البعض، وعلى استعداد متبادل فيما بينهم للدخول في صراعات مسلحة ودموية في سبيل المناصب والمصالح التي يطمحون اليها.

السفينة تغرق سريعا ... فهل من منقذ.. وكيف يكون الانقاذ.. لا مجال للتأخير.. لا مجال للماطلة والتسويف.. الوقت يدهمنا جميعا..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف