الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقترحات لإصلاح آخر ماتبقى من..ووطن (4)بقلم:احمد الحاج

تاريخ النشر : 2017-09-18
مقترحات لإصلاح آخر ماتبقى من..وووطن (4)
حسن وجنات .. صرختان أخيرتان قبل فوات اﻵوان !!
أحمد الحاج 
كان يمشي وحيدا كعادته في الباب المعظم - أبو وليد الضرير - بجسده النحيل وعصاه الخشبية القديمة وبعد أن إصطدم به ذات يوم أكثر من واحد من المارة عند حافة الرصيف،قال غاضبا وكنت قريبا منه : ( آني أعمى وما أشوف ..الناس شبيهه ، عمت ، خوما عمت ؟! ) ، وﻻشك ان أبا وليد لم يكن بحاجة الى هذا الإستفهام الإنكاري المحير لو كان في اسطنبول على سبيل المثال لا الحصر - كي ﻻيقال شمعنه ؟!- ، فهناك كنت أسمع صوتا إلكترونيا عند إشارة المرور الضوئية - الترفك لايت - يتحدث بالتركية بأستمرار ، ومضت أسابيع من دون أن أعلم حقيقة هذا الصوت الروبوتي وغايته لحين أن أخبرني أحد الزملاء المقيمين بأنه مرشد - المكفوفين - ودليلهم عند خطوط العبور فهو يخبرهم بإشتعال الإشارة الحمراء ويحذرهم من عبور الشارع وينبههم الى الخضراء ويحثهم عليه ، ولعل الذاكرة مزدحمة الى حد التخمة بقصص ذوي الاحتياجات الخاصة بدءا بعامر المصاب برخاوة الاعصاب والعضلات والذي أودع أحدى دور اﻷيتام في الموصل بعد وفاة والديه ليعثر عليه غارقا عام 1991على إثر تركه وزملائه من قبل المسؤولين عن الدار بعد اشتداد القصف الاميركي آنذاك ، مرورا بمريم الصغيرة التي أصيبت بمرض ضمور العضلات التشنجي الحاد وماتت به عام 2004 قبل ان تجلس على كرسيها للشلل الرباعي ممن لم يكن ذووها يمتلكون ثمنه لفقرهم المدقع في عراق النفط ووواللفط الذي ﻻينضب ، وليس انتهاء بالبطل الدولي العراقي ، جراح نصار، الذي أحرز المركز اﻷول وحقق رقما قياسيا عالميا في رمي الثقل لذوي الاحتياجات الخاصة ببطولة العالم لألعاب القوى - البارالمبية - في العاصمة البريطانية لندن عام 2017 !
الحدثان المحزنان اللذان أثارا شجون الناشطين والاعلاميين في اﻷيام القليلة الماضية تجسدا بإستشهاد الشاعر الشعبي العراقي المعاق ، حسن الشيخ هادي ،بتفجيرات الناصرية الاخيرة وهو صاحب القصيدة المؤثرة التي أبكت كل من سمعها بصوته في المهرجانات الشعبية ( من حضن امي.. كُبَل للكرسي اجيت) والتي ختمها ببيتين يبدو انهما تحققا سريعا بخلاف التوقعات يقول فيهما : ( ربي بس قطرة ضُوَه لحَلْك الظلام ، خطوه وحده امنيتي امشي بأي طريق حتى لو للمقبرة ..لوادي السلام ) ، اما الحدث الثاني فتمثل بإقامة معرض دولي للفنانة التشكيلية الصغيرة سنا ، الكبيرة مقاما ، إمرأة العام 2016 ، جنات الجميلي ، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة توفاها اﻷجل المحتوم قبل أن ترى معرضها الفني الشخصي الذي أقيم في العاصمة اليابانية طوكيو مؤخرا وحقق حضورا كبيرا على مختلف الاصعدة وحظي بأهتمام المثقفين والتشكيليين والاعلاميين داخل العراق وخارجه !
المؤلم أن العراق بلد الحروب والكروب والنكبات ليس فيه مصنع واحد للاطراف الصناعية وﻻ للكراسي المتحركة وﻻ أية وسائل لخدمة المكفوفين والصم والبكم ومرضى التوحد وضحايا متلازمة داون والمرضى النفسيين وشديدي العوق وغيرهم واعدادهم تفوق الـ 3 ملايين ، مع الإصرار على عدم تفعيل قانون رعاية ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة رقم (38) لسنة 2013 والذي يعرف ذوي الاعاقة بأنه " كل من فقد القدرة كلياً أو جزئياً على المشاركة في حياة المجتمع أسوة بالاخرين نتيجة اصابته بعاهة بدنية أو ذهنية أو حسية أدى الى قصور في أدائه الوظيفي" .

المطلوب حاليا ومستقبلا تأهيل ذوي الإعاقة نفسيا وبدنيا ، ماديا ومعنويا ، علاجهم في المستشفيات والمستوصفات الحكومية مجانا ، توفير فرص عمل شريفة لهم ، تطوير مهاراتهم ، اكتشاف وتنمية مواهبهم ، تخصيص ممرات وطرق خاصة آمنة بهم ، تخصيص مرتبات شهرية للعاطلين منهم ، تخصيص مقاعد دراسية لهم وأخرى في وسائل النقل العامة والخاصة ،استحداث مرافق صحية خاصة بهم في المطارات والمرافئ والمحطات والمتنزهات واﻷماكن العامة كما هو معمول به في جميع انحاء العالم ، تزويدهم بالكراسي المتحركة المخصصة لذوي الشلل النصفي والرباعي ، بالعكازات الابطية والمرفقية ، بالمساند الرباعية والثلاثية ، بعصي الارتكاز ، الفرش والمراهم المضادة للتقرحات ، سماعات خلف اﻷذن لضعاف السمع ، مناهج التعليم بطريقة برايل للمكفوفين ، مراكز لرعاية وتعليم المصابين بالتوحد ومتلازمة داون ، إشاعة مفاهيم إحترام المعاق وعدم التقليل من شأنه في الكتب المنهجية وعبر الملصقات والبوسترات والكراسات والفلكسات الارشادية التي يجب ان تعلق وتنشر في كل مكان ، إفتتاح نواد رياضية لهم تابعة للبارالمبية العراقية وفي جميع الالعاب الرياضية ، إقامة معارض تشكيلية وورش عمل تدريبية تعنى بأحتضان مواهبهم وتطويرها وعرضها للجمهور مجانا . 
وأختم بأن المجتمع والبلد الذي ﻻيحترم وﻻيرعى فيه ضحايا الإعاقة الحركية و الحسية و الذهنية والعقلية ، اضافة الى الاعاقتين المركبة و المزدوجة بحاجة الى إعادة النظر بكل أعرافه وتقاليده وقوانينه وليبدأ من جديد ﻷنقاذ آخر ما تبقى من عراق يقال أنه ..جديد وماهو كذلك بالمرة ..واقول لمقبلي ايادي السراق والظلمة المتنفذين والمحميين ووعاظهم الذين يشرعنون لهم فسادهم وإفسادهم ، ﻷن اقبل قدم مشلول عراقي شريف خير عندي من تقبيل يد لص محنك وواعظه السلطاني الذي ﻻيشبع من فتات موائده وﻻ من تبرير جرائمه ولو اسفرت عن مقتل وإعاقة الملايين ! اودعناكم اغاتي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف