الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محمد سلمان يحرك عجلة العلاقات السعودية - الاسرائيلية بقلم:فادي قدري ابو بكر

تاريخ النشر : 2017-09-18
محمد سلمان يحرك عجلة العلاقات السعودية - الاسرائيلية بقلم:فادي قدري ابو بكر
محمد سلمان يحرك عجلة العلاقات السعودية – الإسرائيلية

في السياسة ليس دقيقاً توصيف العلاقات الدولية ب"الشحم والنار" أو "بالسمنة على العسل".. هي بين البينين فالعلاقات الجيدة تحكمها المصالح المشتركة التي قد لا تدوم مطولاً. من جانب آخر فإن الأزمات بين الدول إن وقعت فعادةً تُبقي على خطوط الاتصال مفتوحة في الخفاء.

على الرغم من عدم وجود علاقات بين السعودية و"إسرائيل"، وعدم اعتراف السعودية بإسرائيل رسمياً، إلا أن تقاريراً كثيرة ترددت في الآونة الأخيرة وتحديداً منذ شهر حزيران/2017 في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية، تحدثت حول وجود مباحثات بين السعودية وإسرائيل لإقامة علاقات تجارية. وتأتي هذه التقارير بالتزامن مع تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد الذي بات اليوم يهيمن عملياً على السياسات الاقتصادية والدبلوماسية والداخلية في المملكة السعودية.

مصلحة مشتركة

بحسب رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل فإن "السعودية ظلت أفضل حليفاً للولايات المتحدة بالعالم العربي لمدة 50 عاماً".

 على الرغم مما جرى بعد تسلم ترامب الإدارة الأمريكية من عقد القمة العربية الأمريكية في الرياض، والتفاهمات التي أُبرمت بين البلدين إلا أن العلاقة السعودية – الأمريكية لم تعد كالسابق. وذلك أمر يمكن استخلاصه من تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية، والتي كان يغلب عليها طابع الابتزاز العلني والتهديدات المبطنة للسعودية. ومن أبرز ما جاء في تصريحاته حول السعودية قوله: «إنه ينبغي على الدول التي تتمتع بحماية الولايات المتحدة أن تدفع ثمن هذه الحماية، حتى الدول التي تملك موارد ضخمة مثل السعودية»، وفي تصريح آخر قوله: «السبب الرئيسي لدعمنا للسعودية هو حاجتنا للنفط، ولكننا الآن لا نحتاج كثيرًا إلى نفطهم، وبحال تغيّر الحكم بأمريكا فقد لا نحتاج نفطهم على الإطلاق، ويمكننا ترك الآخرين يتصارعون حوله».

هذا الخطاب الأمريكي الجديد لم يأتِ من فراغ، وإنما من غصة أصابت أمريكا عام 1973 حينما قادت السعودية حملة لتخفيض حجم المنتج من البترول وهو ما كان بمثابة فرض حظر ضد أمريكا بسبب دعمها العسكري لإسرائيل في حربها ضد مصر وسوريا. أما اليوم فأمريكا لم تعد كالسابق تعتمد على البترول الأجنبي بشكل دائم، وهذا حدث عندما قام ريتشارد نيكسون برفع إنتاج البترول المحلي وخفض استهلاك الطاقة مما نتج عنه أن واشنطن أصبحت لا تعتمد على البترول السعودي كما كانت تفعل في عام 1973[1].

في ظل العداء السياسي لإيران، الحصار الذي تمارسه السعودية على قطر والتحالف العسكري الذي تقوده في اليمن، فإن السعودية تبحث عن حليفاً أفضل وأكثر ضماناً، خصوصاً وأن أمريكا قد لا تكون ذلك الحليف المُراد في ظل استلام ترامب لدفة الحكم، حيث أن عنجهية ترامب وخطابه الاستعلائي يربك القيادة السعودية.

يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لإسرائيل، فهي تعتبر فقيرة في مجال النفط، حيث تنتج 2000 برميل من النفط يومياً، وهو ما يعني أنها تعتمد على السوق العالمية لأكثر من 99% من استهلاكها، وقد أكد وزير البنية التحتية الإسرائيلي سلفان شالوم ذلك بقوله أن " وضع إسرائيل معقد، كونها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع معظم الدول التي نستورد منها النفط". ولكن على مدى السنوات العشرين الماضية، استوردت إسرائيل الوقود بكميات كبيرة من أنغولا وكولومبيا والمكسيك ومصر والنرويج. إضافة إلى أن إسرائيل تستورد النفط من إيران ودول الخليج على نطاق واسع على الرغم من مقاطعة الاتصالات والتجارة مع إيران وغيرها، حيث تحصل على النفط عبر شركات أوروبية وسيطة[2].

مستقبل العلاقة السعودية - الإسرائيلية

كل المؤشرات تقودنا إلى وجود أرضية من المصالح المشتركة التي تنذر باقتراب إخراج هذه العلاقة إلى العلن، فالسعودية بحاجة إلى من يقف في وجه طهران وحلفائها بشكل أكثر فعالية. وإسرائيل بحاجة إلى مصدر منتظم للنفط واختراق السعودية يعني اختراق مركز الثروة العربية.

إذا ما صدقت التكهنات بأن الملك سلمان ينوي التنازل عن العرش لابنه محمد، فإن عجلة العلاقات السعودية الإسرائيلية ستتحرك بشكل أسرع، وقد تتجاوز الطابع التجاري إلى أمني وسياسي وأكاديمي وغيره.

إن ترسيم العلاقات السعودية – الإسرائيلية مستقبلاً سيشجع بقية دول التحالف السُني إلى تطبيع العلاقات ورفع مستواها مع إسرائيل، وهذا يعني تضاءل أكبر فأكبر للقضايا العربية والإسلامية وبالتحديد الفلسطينية أمام المصلحة العربية القُطرية.

فادي قدري أبو بكر
كاتب وباحث فلسطيني

[email protected]

المراجع:

[1] Colbert I. King,” Saudi Arabia is no friend to the United States,” The Washington post, May.29,2015.

[2]  "من أين تأتي اسرائيل بالنفط؟!،" ساسة بوست،  ( الدخول بتاريخ أيلول.17،2017).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف