الأخبار
غزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليومي
2024/5/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرجل الحلم بقلم: خولة سالم

تاريخ النشر : 2017-09-17
الرجل الحلم بقلم: خولة سالم
قصة قصيرة بعنوان "الرجل الحلم " مستوحاة من شخصية الرجل الحلم في رواية " القصيدة المتوحشة " لريتا عودة.

بقلم : خولة سالم

​خصوصية ولا راحة بال ولا حتى حرية شخصية ، قالت لنفسها : ما أغباني رفضت ان أكون اسيرة زوج ، فامسيت أسيرة سبعين من غير الزوج ، كل يفصل يومي على مقاسه .

يا لغباء تلك الآنسة ، أدركت في هذا العمر انها اخطأت الحسبة منذ عشرين عاما او يزيد ، الان وقد بلغ منها الشيب كل مبلغ من يرضى بها زوجة ، الكل يريدها ولكن ثانية او ثالثة ، مربية للاولاد بعد وفاة امهم ، او ممرضة لزوج اكل الدهرعليه وشرب ، ياه كم كانت قاسية على نفسها ، أخذت تدب الكآبة في اوصالها ،
فأفقدتها الحكمة والروية ، بل وعادت تراهق بعد سن اليأس .

ما أشقاها ، لا قبل لها بكل هذا الكم من المعاناة ليتها كانت تنصت لحديث الناس ونصائحهم ، كم كانت شغوفة بالمغامرة حتى قضت مغامراتها على كل نواحي الجمال التي يرجوها العربي فيها ، فلا انجاب بعد الان ، ولا اسرة ، أصبحت تزدري الوحدة وتعتبرها كابوس يقلق مناماتها.

فكرت كثيرا بحالها وقررت ان تكتب معاناتها لعل قراءها يتعظون ، فلا يقعون في شباك الوهم ويمضون حياتهم خلف سراب الطموح وتحقيق الذات ، بدأت تفكر بواقعية
اكثر وتنازلت عن كل مساحيق التجميل التي فرضها عليها المجتمع ، راحت تتصرف على طبيعتها ، تكتب على سجيتها ، لا تكلف ولا خجل ،وتقول : ان رضي بي اي شخص وانا هكذا فليكن هو اميري ، لن اغير او ابدل في خلقة الله شيء .

لا مساحيق تعيد الشباب ، ولا مستحضرات تشد البشرة ، ولا الوان ساحرة تخدع الناظر اليها ، تعترف مباشرة بعمرها الحقيقي وان لم يبدو عليها ذلك ، حتى غدت منارة بصدقها ، ملكة بجبروتها ، فأرسل اليها القدر من شابهها خلقا وخلقا ، هو هدية السماء في صحرائها القاحلة .

نظر اليها باعجاب ، غاص في بحر خيالاتها ، نصب شباكه عبر قلمها ، فقرأت على صفحنه ما أثلج صدرها ، اهو بشر أم ملاك ؟

أخذت الهواجس تتسرب اليها كلما فرغت من مشاغل الحياة وارهاصاتها ، تلجأ لذاك الأمير، وكلما اشتد بها الشعور بالوحدة والاغتراب ، ناجته متوسلة هدوء نفسها وراحتها ، صار ملاكها الحارس ، وهي التي ما خبرت منه سوى الكلام الجميل المنمق
المهذب ، تقول في سرها : يكاد لا يشبه احدا قط ، متفرد في كل شيء، كأنه فارس على حصان أبيض ولكن على ورق .

لم تشأ أن تحلم فهي لم تعتاد على ترتيب أحلامها ، بل اعتادت الخوض في واقع تحكمه التناقضات حتى النخاع ، فهي على اهبة الاستعداد للدفاع عن حقها أمام جموح أطماع ورغبات المحيط.

هي محام الدفاع الاول عن حقوقها وحقوق بنات جنسها ، لا لن تكون لقمة سائغة لكلمات معسولة هنا واخرى هناك .

هذه المرة لم تنصب روادع ضد تلك المشاعر التي تنمو داخلها بتسارع لم يمنحها الوقت الكافي لتدرس ، وتحلل ، وتقارن كما العادة ، هذه المرة دخلت في دوامة لم ترحم ضعفها بل أجهزت عليها وانتصرت على مخاوفها ، فانبرت تدافع عن مشاعرها
وحقوقها ولكن هذه المرة بشكل مغاير تماما لما كانت عليه في السابق ، لذا أججت في نفوس الكثيرين أسئلة جريئة لا تخلو من المكر والخديعة ، فازداد حرصها على الحفاط على كل ما يخص فارسها طي الكتمان وان ظهر عليها بعض ارتياح غير مبرر
لدى من يعرفها .

هذه المرة اعتنقت السكوت والفته ، فلا أحد سيفهمها ، بل سيكيلون لها الصاع صاعين فهي المتمردة على كل العادات والتقاليد البالية ، فكيف لها الآن أن تنصب شركها للانقضاض على ما تبقى من موروث العائلة من الالتزام والتفاني في
التضحية لأجل الرجل ، فهي تكسر كل تلك التابوهات وتخرج منها منتصرة ، لا لا يجوز ، لا بد من ردع وبقوة ، استنفرت كل القوى الذكورية لوقف نزيف الانثى في داخلها !!! ولكن دون جدوى فهي العصية على الكسر الآن وقد خبرت كل المآمرات
التي تحاك ضدها في الخفاء ، فقد بلغت من الألم عتيا!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف